كتاب: سماع صوت الله وسط الضوضاء

كتاب: سماع صوت الله وسط الضوضاء
بقلم: ق.ستيوارت بريسكو
عرض: نبيلة توفيق

هل يمكن أن نسمع الله يتحدث على الرغم من كل الضوضاء الموجودة حولنا في العالم؟ لقد سأل الأنبياء الصغار نفس السؤال قبل 2000 عام مضت عندما تحدثوا إلى يهوذا وإسرائيل.. ومازالت رسالة الأنبياء في ذلك الوقت لها علاقة وثيقة بما نمر به اليوم, فكلماتهم هي من الله, وقد ترجمها الكاتب إلى كلمات تحذير وأيضا إلى كلمات تبعث فينا الرجاء..

أمانة الله (هوشع)


لقد أحب هوشع زوجته الزانية "جومر" بنفس الطريقة التي يحب بها الله الخطاة على الرغم من خطيتهم فيهوه إله العهد محب وأمين لشعبه على الرغم من أنه قاطعهم حتى يتوبوا ويرجعوا إليه, فمحبة الله مستمرة ويظهر لنا (هوشع 14) صورة لنعمة الله وما يدخره لشعبه ووعده أن يشفي ارتدادهم لأنه أحبهم فضلا, فطرق الرب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها وأما المنافقون فيعثرون.


يوم الرب (يوئيل)


يدق يوئيل في الأصحاح الثاني أجراس الإنذار بصورة مكثفة مذكرا إيانا بيوم الرب العظيم المهوب، كما يقدم رسالة رجاء من خلال طبيعة الله المحبة, إذ يذكرنا بأن الله لديه دائما اتجاهين فهو عادل وقدوس ولن يتغاضى عن الخطية كما إنه أيضا إله النعمة والرحمة الذي يتوق إلى مغفرة خطايا التائبين. وتؤيد (2 بطرس 3:3-7) هذا الإنذار مما يجعلنا نفكر بجدية في هذا اليوم, فرسالة النبي يوئيل تنطبق على يومنا هذا أيضا..


سماع ما يود الرب أن يقوله (عاموس)


كان عاموس رجلا سمع كلمة الرب وأخذها بجدية وأطاع الرب في مهمة صعبة لراع وجاني جميز مع مواجهة صعبة من أمصيا كاهن بيت أيل, إلا أنه ظل في مكانه يخدم ويشارك الناس بالرسالة الواضحة من الله القدوس.. إن الله يبحث فعلا عن شعب له قلب الله, شعب يفعل ما يريده الله, وينهي عاموس سفره بتعبير رائع "وليجر الحق كالمياه والبر كنهر دائم" (عاموس24:5) فعندما يكون هناك حق وعندما لا يكون ما يؤمن به الناس مجرد شعارات سيكون للناس قلب يريد أن يتمم ما يريده الله, وسنرى العدالة والبر في حياتنا اليومية وسيكون هناك تكريس..


الملك للرب (عوبديا)


من خلال نبوة عوبديا ندرك أن يد الرب تعمل في حياة السياسيين والعسكريين وأن الرب يبني ملكوته مستخدما أدوات غير مألوفة ليتمم خططه. فالله المتحكم في كل الأمور قادر على كل شيء وعندما يتكلم بكلمة قائلا أن وقت الدينونة قد اقترب فلا يمكن أن يمنعه شيء عن تنفيذ كلمته, وعندما يتعهد بمباركة ورد سبي شعبه فسيفعل هذا. هذه رسالة توضيحية لنا في لغة مؤثرة ومن خلال حقائق تاريخية بان الرب هو صاحب السلطان وأن الملك للرب.


لطف الله (يونان)


تركز نبوة يونان على لطف الله, ويظهر في تعاملاته مع يونان وينعكس في استجابة يونان المبدأية مع هذه الدعوة, وتظهر تعاملات الله مع نينوي ولكنها تظهر بصورة أقوى لأنها تتناقض تماما مع موقف يونان. إن لطف الله نحو شعبه بلا حدود, فقد جاز يسوع في الموت ثلاثة أيام مثلما قضى يونان ثلاثة أيام في بطن الحوت, وقد كانت هذه علامة على أنه مثلما رجع يونان من الأموات فإن ربنا يسوع سيجتاز الموت وسيرجع نيابة عنا، فإن شككنا في لطف الله يجب أن ننظر ببساطة للصليب, وأن شككنا في نعمة الله أسال الرب ليساعدنا لنراجع اتجاهاتنا ومواقفنا ونمتحن قلوبنا..


ماذا يطلب منك الرب؟ (ميخا)


اختبر ميخا نفس الاختبار الذي مر به الأنبياء الذين سبقوه والذين أتوا بعده, فلم يرد الناس أن يسمعوا ما يقوله لهم فنادرا ما يرغب الناس في سماع أي شيء عن القضاء, ونادرا ما يرغبون في أن يحذرهم أحد مما سيحدث ويفضلون إلا يفسر لهم أحد الأحداث التي تحدث على الساحة الدولية.. إن الله يحذر دائما حتى يعطي لشعبه فرصة ليتوبوا، فقد أرسل ابنه ليموت ويقوم ثانية ويصعد ليجلس عن يمين الآب في السموات.


الرب صالح وغضوب (ناحوم)


تعد رسالة ناحوم رسالة تعزية لشعب أورشليم, فمعنى اسم ناحوم تعزية أو راحة على الرغم من أنه من الصعب أن تجد راحة في كلمات ناحوم, ولكن على كل حال الرب إله غيور ومنتقم ويمتلئ بالغضب, فأين التعزية في هذه الكلمات؟ وما معناها؟ أنها تعني أن التعزية هي جزء أساسي من شخصية الله, وهناك رسالة تعزية وراحة لشعب أورشليم.. والرسالة التي يقدمها ناحوم هي أنه عندما ترى أعداءك يقومون عليك مثل الطوفان تذكر دائما أن روح الرب سترفعك فوقهم (أشعياء 14:59).


طرق الله ليست كطرقنا (حبقوق)


في البداية كان حبقوق مضغوطا يعبر عن شكوكه، ثم تجاوب الله وأعلن عن قراره ولم يساعد هذا حبقوق ولكنه زاد من كم الرعب الذي يشعر به. ماذا فعل بعد ذلك, انتظر الرب بهدوء ثم أعلن الرب إعلانا قويا عن قداسته وبره, وذكر النبي أنه سيكون هناك مجال في رحمة الله لهؤلاء الذين هربوا من دينونته عندما يأتون إليه بإيمان, وستظهر توبتهم وثقتهم بالرب وطاعتهم عن حقيقة إيمانهم. فحقا أن طرق الرب ليست كطرقنا.. فكل من يصمم على أنه يريد أن يجعل أفكار الله تتوافق مع أفكاره سيواجه مشكلة حقيقية, ولكن لو أنك مستعد أن تقضي وقتا لكي تجعل تفكيرك متفقا مع فكر الله مهما استغرق منك الأمر فاستعد لرحلة المجد في حياتك.


محبة الله الصارمة والرقيقة (صفنيا)


صفنيا هو آخر الأنبياء الصغار الذين كتبوا قبل السبي، فقد أعطى تحذيرا باقتراب الدينونة وبوقف الغضب الآتي على إسرائيل العاصية وتظهر محبة الله الصارمة والرقيقة بوضوح في هذه النبوة.. فعندما نفكر في الله نتذكر أن محبة الله لها صفة الصرامة والرقة, ولسوء الحظ لا يرى معظمنا سوى الجانب الرقيق من محبة الله, ونتغاضى بالكامل عن الجانب الصارم من هذه المحبة, من الصعب أن نفهم أنه من ضمن هذه الصرامة هناك رقة غير محدودة.


مخافة الله لاشيء آخر (حجي)


من الواضح أن الشعب العائد من السبي كان مهتما بالأمور المادية عن الأمور الروحية, فقد تراجعوا عن تكريسهم للرب بسبب أمور لها أهمية أكبر من وجهة نظرهم لهذا يسألهم حجي "هل الوقت لكم أنتم أن تسكنوا في بيوتكم المغشاة وهذا البيت خراب"؟ وبدأ يوجههم نحو مخافة الله التي تعني الشعور العميق بمهابة الله أي نحيا في حالة رهبة مقدسة لتهبنا الإدراك العميق لطبيعة شخص الله.


سلطان الله على الأحداث (زكريا)


يغوص سفر رؤيا زكريا في المستقبل, فكثيرا ما يطلق على هذا السفر أنه سفر غامض مليء بالرموز إلا إن موضوعاته الرئيسية واضحة، فيمكننا أن نشعر بتجمع القوى الغامضة ونسمع صوت المعارك والتي يبدو وأنها تعلن لوقت ما بنصرة الشر على الخير، ثم يمكننا أن نشعر فيما بعد بالفرح المفاجئ عندما يتدخل الله ليحرر أورشليم ونفرح مع النبي عندما يتحول حزن الناس إلى فرح.


الله الذي لا يتغير (ملاخي)


يبدأ ملاخي نبوته بإعلان أن الرب يقول أحببتكم, فهو يريد للشعب أن يتذكر أن هناك شيئل ثابتا ألا وهو أن الله الذي لا يتغير محبته لا تتغير نحو شعبه.. كما يقدم في نهاية نبوته إعلانا رائعا فيما يتعلق بهؤلاء الذين يحبون الرب "تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها". وتذكري عزيزتي آخر أربعة أفكار من ملاخي، أولا يقول الرب: "افحص قلبك واكرمني", ثانيا: "احترز لنفسك في روحك ولا تخالف الأمانة", ثالثا: "ارجع إلي وسأرجع إليك", وأخيرا: "هات العشور كلها إلى مخازني أكر منى وأنظر إن كنت لا أفتح كوى السماء أفيض عليك بركة حتى لا توسع".. وفكري في هذه حقيقة واحدة: "أنا الرب لا أتغير".