كتاب: المرأة حسب خطة الله
بقلم: جوان كراب
عرض: نبيلة توفيق
كتابنا هذا يوضح الشكل الذي يريده الله للكنيسة والعائلة كنموذج للمجتمعات التي تمتلئ بالمحبة حيث الخضوع والخدمة المتبادلة. وقد نجحت الكاتبة في أن تركز في صفحات قليلة على المجادلات الكتابية التي تدافع عن استرداد وحدة المجتمع ودحض التعليم التقليدي لتسلط الأزواج على زوجاتهم وعلى الدور المحدود للمرأة في الكنيسة.. لتدرك المرأة كل مايريده الله كشريكة على قدم المساواة مع الرجل..
في البدء:
خلق الله الرجل والمرأة على صورته وطلب منهما أن يتسلطا على كل المخلوقات ويثمرا ويكثرا ويملآ الأرض, وتمتع كل منهما بمحبة متبادلة إذ تحركا معا في جنة عدن كجسد واحد, ولم يكن بينهما تنافس على القيادة ولا مطالبة بالحقوق أو غيره حتى دخلت الخطية، فانهارت العلاقة الحميمة بينهما وتغير مجرى حياة كل منهما منذ ذلك الحين.. لكن بموت يسوع على الصليب وقيامته تم "رد كل شيء.." (أعمال الرسل 21:3), فبموته أصبحنا خليقة جديدة في المسيح, ودخلنا في علاقة معه ونسير في هذه الحياة عالمين أنه غفر خطايانا, ولنا رجاء في السماء.. وأنه تم استرداد كامل لكل العلاقات على جميع مستويات الحياة (أفسس 11:2-22).
المرأة في العهد القديم:
دعونا نتأمل بعض الأمثلة في العهد القديم التى ترسم لنا صورة الوضع الذي كانت المرأة عليه إذ كانت تعامل بدرجة أقل، ويقدم لنا سفر التكوين 12و20 مثالين نرى فيهما إبراهيم وهو يطلب من سارة أن تقول أنها أخته, وبهذا جعل سارة عرضة لتضم إلى حريم رجال آخرين.. وفي تكوين 19 صورة واضحة عن الوضع البغيض للمرأة, فيخبرنا بقصة لوط ورغبته في أن يقدم ابنتيه العذراوتين إلى رجال سدوم ليحمي ضيوفه الذكور.. ويخبرنا سفر القضاة 19-21 بقصة فتاة صغيرة تعرضت للاغتصاب من قبل الرجال البنياميين حيث ماتت في مدينة جبعة, والصراع الذي جلبته هذه الحادثة أدى إلى تدبير خطة ليتمكن بنو بنيامين من خطف النساء.. فهذه القصة ترسم الوضع المتردي للمرأة. لكن الله أعلن نفسه لشعبه وحدث تغيير تدريجي في المجتمع العبري وبدأ الله يستخدم المرأة ويباركها بطرق ومواقف متنوعة، فيصف الكتاب مريم بأنها نبية ونجد في سفر العدد 27 قصة بنات صلفحاد اللاتي وقفن أمام موسى وطالبن بميراث أبيهن.. ويخبرنا سفر القضاة عن دبورة النبية والقاضية, ونقرأ في سفر صموئيل عن أبيجايل المرأة الحكيمة، وفي سفر الملوك نجد خلدة النبية والتي طلب كاهن الملك أن تسأل الرب من جهة كلمته نحو الملك وشعبه.
موقف الرب يسوع من المرأة:
عندما نلقي نظرة على الكتاب المقدس نرى كيف تعامل الرب يسوع بتقدير مع المرأة التي جعلها التلمود مستعبدة، فعلى سبيل المثال في قصة مريم ومرثا تغاضى عن القانون اليهودي الذي يمنع النساء من الجلوس تحت أقدام أي شخص ليتعلمن الحقائق الروحية. وبالنسبة للمرأة نازفة الدم تغاضى عن القوانين التي تقول كل من يمسها يكون نجسا.. أما المرأة التي ربطها إبليس فقد طلب منها أن تأتي إليه وشفاها.. أما المرأة التي أمسكت في زنى وأتوا بها لكي يرجموها غير أن الرب يسوع لم يشارك في خطتهم بل حملهم المسئولية وغفر للمرأة ونصر المرأة في مجتمع ظالم.. ومن ناحية أخرى نراه يتحدث مع امرأة سامرية رغم العداوة بين اليهود والسامريين, ونرى كيف أن هذا الحديث أثمر عن أن تأتي هذه المرأة بآخرين للمسيح.. أخيرا ظهر الرب يسوع على الساحة لكي ينصر المرأة ويكرمها ويرفع من شأنها..
المرأة في كتابات بولس الرسول:
يعتبر بولس الرسول واحدا من أبرز الذين أعطوا التوجيهات بشأن الدور المساعد للمرأة، ومنطقيا فإن بولس لم يكن لينطق بمقولة تطالب بصمت مجموعة من الناس دعاهم الله ليبشروا بالكلمة.. فهم من قال عنهم الله في الأيام الأخيرة أنه سيمسحهم ليتنبأوا (يوئيل 28:2), أي أن الله يسكب روحه على الرجل والمرأة أيضا, فهدف الله لعصر الكنيسة هو سكب الروح القدس على كل من الرجل والمرأة.. دعونا نرى كيف مسح الله المرأة للخدمة والقيادة, وكيف رأت الكنيسة المرأة في هذه الأدواروعلي سبيل المثال:
- بريسكلا: نجد أن بولس الرسول يذكرها قبل زوجها مما يشير إلى أنها أكثر ظهورا في التعليم والخدمة.
- فيبي: لعبت دورا قياديا مميزا حيث أكملت عمل بولس الرسول في كنخرى, هذا بالإضافة إلى النساء الأخريات مثل أفودية وسنتيخي وغيرهن.
وأخيرا: دعونا نصلي أن يعمل الله على استرداد المرأة لمكانتها السليمة لكي ينطلق الروح القدس ليستكمل عملا بدأه بالفعل. فالله يعد عروسه لمجيئه, ونحن نحيا في أيام رائعة ومازالت هناك أيام أروع في طريقها إلينا.