كتاب: حسابات الله
بقلم: د. صبحي خليل
عرض: نبيلة توفيق
هل لله حسابات؟ ومع من تكون حساباته؟ وما هي طبيعة هذه الحسابات ونوعها؟ وهل توجد إجراءات واضحة لإنجاح هذه الحسابات؟ وهل هناك مخاطر تجارية قد تعترض هذه الحسابات؟
كتابنا هذا يقدم الإجابة للراغبين في مجد أفضل وبركات عديدة... أولئك الذين حسبوا حساب النفقة، وهم يتطلعون نحو السلم المنصوب بين السماء والأرض لينالوا المجد الأعظم.
الفصل الأول: طبيعة حسابات الله.
إن حسابات الله واضحة "طوبى لرجل لا يحسب له الرب خطية" (مزمور 32: 2). وقد أعلن حساباته بوضوح عندما فتح لنا حساباً بموت ابنه على الصليب، وتمنى أن تكون حسابات أبنائه منتظمة، فيصلون بلا انقطاع ويواظبون على الشركة وتكون لهم خدمة تضم كل يوم إلى الكنيسة الذين يخلصون.. ولضبط ومراجعة الحسابات لابد من إجراء عمليات جرد منتظمة: "اختبرني يا الله واعرف قلبي امتحني واعرف أفكاري وانظر إن كان في طريق باطل واهدني طريقاً أبدياً".
(مزمور 139: 23، 24). إن ملايين أذون صرف سماوية تخرج من لدن الرب يومياً: "أسألوا تعطوا اطلبوا تجدوا اقرعوا يفتح لكم" (متى 7: 7).
الفصل الثاني: نوع حسابات الله
قد تكون حسابات الله مؤجلة وربما ينفذ صبرك، ذلك لأنك تريد أن يكون كل شيء حسب رغباتك، ولكن الله يجيبك: ".. لست تعلم أنت الآن ما أنا أصنع ولكنك ستفهم فيما بعد" (يوحنا 13: 7). ومن هذه الحسابات أيضاً الحساب الدائن، فالرب يسوع له الحق أن يدين من يزدري بروح نعمته "ونحن نعلم أن دينونة الله هي حسب الحق على الذين يفعلون مثل هذه" (رومية 2: 2). وكمان أن هناك حساب دائن، يوجد أيضاً حساب مدين: "فإن كنت تحسبني شريكاً فاقبله نظيري ثم إن كان قد ظلمك بشيء أو لك عليه دين فاحسب ذلك علي أنا بولس كتبت بيدي أنا أوفي حتى لا أقول لك إنك مديون لي بنفسك أيضاً" (فلمون 17، 18، 19). أما جدولة الديون فإنها تعكس أسلوب الله مع الإنسان فهو دائماً على استعداد لتسديد ديون وعجز الإنسان. تذكر أيضاً أن لك دائماً حسابات جديدة مقدمة من الرب بغنى لجميع الناس، وهي تشمل بنوداً عظيمة منها: ولادة جديدة، خليقة وحياة جديدة وأيضاً دائماً لنا الوعد: "هاآنذا صانع أمراً جديداً أجعل في البرية طريقاً في القفر أنهاراً" (أشعيا 43: 19).
الفصل الأخير: مخاطر تجارية
- التهرب: من محضر الرب مثل آدم: "سمعت صوتك.. فاختبأت" (تكوين 3: 10). والتهرب من الإرسالية مثل يونان: "فقام يونان ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب، فنزل إلى يافا ووجد سفينة ذاهبة إلى ترشيش فدفع أجرتها ونزل فيها ليذهب معهم إلى ترشيش من وجه الرب" (يونان 1: 3). تقيم الدول إدارات لمكافحة التهريب، لكن الله لا يحتاج إلى ذلك لأنه يعلم كل شيء إذاً.. "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"؟.
- التبديد: الابن الضال بدد حياته ومستقبله، وداود بدد سلاحه عندما قال: "سأهلك يوماً بيد شاول"، وهكذا نحن، كثيراً ما نبدد البركات المعطاة لنا.
- الإفلاس: قد نفلس روحياً لكن الله يسدد ديوننا قبل إشهار إفلاسنا النهائي، ليس لأجل برنا وعدالة قلوبنا يفعل ذلك، بل ليتمم وعوده في المسيح.
وأخيراً نقول: إذا تواضعنا عن طرقنا الردية فالرب يسمع لنا.. وحينئذ إن حاربتك الليالي وخاصمتك الأيام وأحدقت بك التجارب وأفزعتك حيل إبليس، وإذا تبددت صحتك، ونقصت أمامك اختيارات الحياة، فيكفي لك صخرة تثبت أنت عليها قدميك. إن كلمة الله ثروة في خزانة ذهنك؛ لتواجه بها إبليس بكل حيله ومكره. وتذكر دوماً إلهك الغني الذي أمر بعزك وفتح لك حسابات جديدة بضمان دمه الغالي.