كتاب: صانع المتاعب

كتاب: صانع المتاعب
بقلم: كينيث كوبلاند
الناشر: لوجوس
عرض: نبيلة توفيق

من هو صانع المتاعب؟ وهل الله مصدر متاعبك أم إبليس؟ وهل الله يستخدم إبليس لتأديب أولاده؟ وهل التأديب له نفس المعنى في العهد الجديد كما في العهد القديم؟ دعونا نجد الإجابة على هذه الأسئلة من خلال كتابنا..

1. تأديب الرب لأولاده:

إن كلمة تأديب تعني "عقوبة عن طريق الألم"، ورأينا أن الرب يسوع حمل تأديبنا أي حمل عقوبة الألم الخاصة بنا على الصليب. وفي العهد الجديد نجد أن كلمة تأديب تعني تعليم أو تدريب "لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله، إن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين، فأي ابن لا يؤدبه أبوه؟ ولكن إن كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لا بنون" (عبرانيين 12: 6 - 8). وكلمة يجلد معناها يضرب.. والله هو أب لأرواحنا، ولذلك فهو لا يجلد الجسد بل الإنسان الداخلي أي الروح وذلك بواسطة كلمته "كل الكتاب موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسان الله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح" (2 تيموثاوس 3: 16-17). إن الله يؤدب أولاده بالكلمة التي هي سلاح ذو حدين أحدهما موجه ضد إبليس والآخر وتنقية دوافعنا. "والآن أنا أفرح لا لأنكم حزنتم بل لأنكم حزنتم للتوبة، لأنكم حزنتم بحسب مشيئة الله" (2كورنثوس 7: 8- 9).. نعم "إن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله".


2. احسبوه كل فرح:

إن التجارب والمضايقات ليست مشيئة الله من أجلك، وإنما مشيئته هي أن تكون شاكراً. فعندما تبدأ تسبح الله وتشكره وسط ظروفك، فإنك تدخل تحت حماية مظلة مشيئته الواقعية، فلا يستطيع إبليس أن يمسك بك. تذكر أن الله أعطى آدم سلطاناً كاملا على كل الأرض، إلا أن آدم سلم إبليس هذا السلطان، لكن الرب يسوع الذي دفع إليه كل سلطان بعد قيامته، استرد مرة أخرى هذا السلطان وأعطى السلطان لتلاميذه وأولاده. إننا نحن المؤمنون رجال شرطة الله، لنا سلطان اسم يسوع ولنا سيف الروح، لذلك فليس هناك أي مبرر يجعل الشيطان يتغلب على المؤمن المولود ولادة ثانية.


3. اختر الحياة:

إن الاختيار هو لك، إما الحياة أو الموت، إما البركة أو اللعنة (تثنية 30: 19) والرب وضع هذا الاختيار في كلمته المكتوبة فكلماته هي حياة (يوحنا 6: 63)، والرب قال ليشوع: إنه إذا لهج في الكلمة نهارا وليلا فإنه سيكون ناجحاً في كل طرقه (يشوع 1: 7- 8). فكلمة الله هي "حياة للذين يجدونها ودواء لكل الجسد" (أمثال 4: 20- 22). فإن كنت تريد الحياة عليك أن تختار كلمة الله لأنها هي حياة.. عليك أن تجعل قلبك على الكلمة وليس على المتاعب، على الحياة وليس على الموت.


4. تمسك بروح الانتصار:

في رسالة أفسس يطلب الرسول بولس من المؤمنين أن يتجددوا بروح ذهنهم (أفسس 4: 23) وبمعنى آخر أن يتجدد موقفهم الداخلي بأكمله.. إننا نحتاج أن نجدد أذهاننا تجاه كلمة الله وخاصة تجاه حقيقة أن المسيح قد غلب العالم. لقد خلق الله الإنسان ليكون سيداً على الأرض وعلى كل ما فيها، لقد خلقت لتكون منتصراً.. فكيف تقبل الهزيمة بكل سهولة؟ إن الإنسان الذي يقبل الفشل والهزيمة على أنها قدره في الحياة، يضع نفسه في مكانة أقل من إبليس نفسه ومن المملكة الحيوانية. لقد قال الرب يسوع في (يوحنا 16: 33) "قد كلمتكم بهذا ليكون لكم في سلام، في العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم". وأيضاً صلى من أجل تلاميذه "لست أسأل أن تأخذهم من العالم بل تحفظهم من الشرير" (يوحنا 17: 15).

أخيراً.. أنت مدعوة لتري نفسك كما يراك الله.. لتعرفي ما هو معنى أن يكون المسيح فيك.. إن المؤمن المولود ولادة ثانية هو قوة غير محدودة ومستمدة من الله. إنك تحتاجين أن تحققي ذلك في حياتك.. ولذا دعي الله يغير موقفك تغييرا جذريا.. دعيه يعلن ذاته لك ويعطيك روح الانتصار هذه.. روح الانتصار على العالم في المسيح يسوع.