:u7u:
كتاب: أين الله عندما نحتاجه؟
بقلـم: ق. خوان كارلوس
الناشر: لوجوس سنتر
عرض: نبيلة توفيق
يتردد في فكر بعضنا كثير من الأسئلة عن الصلاة: هل الله يعطيني كل شيء أطلبه؟ لماذا أطلب من الله ولا أتلقى استجابة؟ وماذا تعني الصلاة بلا انقطاع؟ وهل الله لا يسمعنا من أول مرة؟ وكيف أستطيع أن أتلقى استجابة لمعظم صلواتي؟ ولماذا نشعر في بعض الأحيان أن الله بعيد عنا بملايين الأميال ونقلق ونقول: أين الله عندما نحتاجه؟ دعونانقلب صفحات كتابنا هذا لنجد إجابة لأسئلة ترددت كثيراً في داخلنا, لعل يتحرر فكرنا من جهة الصلاة.
الله فينا:
لا شك أن المؤمن الحقيقي يدرك أن المسيح يسكن فيه لأنه وعد أنه سيرسل روحه القدوس الذي سيمكث معنا ويرشدنا للحق ويتكلم إلينا بما يسمعه من الآب ويكشف لنا عن الأمور الآتية. فكيف يستطيع الله أن يتخلى عنا وهو في داخلنا، إن كل ما نحتاج أن ندركه "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" ولنا أن نختار إما البقاء في ضعفنا أو التمسك بالقوة التي يعطيها الله لنا والتمتع بحضوره معنا أينما نذهب.
ماذا في داخلنا؟
إذا كنا أمناء في مسيرتنا مع الله, علينا أن نعترف أن المنظر داخل حياتنا يبدو وكأننا نمعن النظر في مكان معتم مهجور لكن الله يستخدم ضمائرنا كنور كاشف ليكشف الأركان المظلمة في حياتنا الداخلية. إنه يشع بنوره هنا وهناك جاذبا انتباهنا بالتدريج للأشياء والأمور القديمة التي نسيناها. وبينما يتفاعل الله مع ضمائرنا فإن أموراً عجيبة ورائعة تحدث في داخلنا، فالضمير يلعب دوراً أساسيا في ضبط النفس, وضبط النفس هو عنصر ضروري لسكنى يسوع فينا. إنه يمهد الطريق لكي يعمل الله خلالنا ويطلق فينا قوة ثمر الروح القدس.
صلوا بلا انقطاع
إن تخصيص أوقات خاصة للصلاة أمر طيب، ولكن هذا لا يكون أكثر من أنه نوع من النشاط الذي أقوم به إذا كانت هذه شركتنا الوحيدة مع الله. إن جلسة الصلاة الشخصية يجب أن تأتي كنتيجة طبيعية لحياة الصلاة المستمرة التي نحياها ولرغبتنا أن نحيا مع الله بطريقة فيها ألفة أكثر. إن تخصيص وقت منتظم للشركة مع الله هو بكل تأكيد أفضل من عدم وجود اتصال بالله بالمرة, ولكن هذه الجلسات اليومية للصلاة لا تنتج ثمارها إلا إذا طورنا علاقتنا بالله واشتقنا أن نكون معه كل الوقت.
هل الله لا يسمعنا من أول مرة؟
"لا تكرروا الكلام باطلاً كالأمم, فإنهم يظنون انه بكثرة كلامهم يستجاب لهم" (متى 7:6)، فالله الذي نعبده ونخدمه هو الله الذي وضع حياته لأجلنا باختياره. إنه لا يريد أن علاقتنا به تضعف وتنخفض لتصل إلى درجة التكرار الباطل أثناء الصلاة, أو القوائم التي تؤدي للضجر والملل، وكلام الوعظ الذي نقوله أثناء الصلاة، إنه يريد حواراً ينمو ويتطور لأنه يسمعنا من أول مرة وعنده أمور يريدنا أن نسمعها إذا لم نكن مشغولين بتكرار الكلام الذي يعتبر لغواً وثرثرة.
رسائل التوسلات والطلبات:
هل اكتشفنا أنفسنا ذات يوم ونحن نقايض الله؟ فمثلا نصلي خمس عشرة دقيقة في اليوم ونفترض أن الله سيباركنا, ثم نرفع مدة الصلاة ونجعلها نصف ساعة, ونضيف على ذلك أصحاحا من الكتاب المقدس ثم نتوقع جزاءا طيباً، ثم نضيف على ذلك الصيام لبعض أيام، بعد ذلك لا تقل لي عن الأجر الذي سنأخذه من هذه الأعمال, فميلنا الطبيعي أن نجعل الميزان في صالحنا ونجعل الله مثل "سانتا كلوز" الذي ينفذ رغباتنا بطريقة سحرية إذا تصرفنا مثل الأولاد الطيبين, لكن بدلا من أن نعرض قائمة احتياجاتنا المألوفة دعونا نعرض أولاً قائمة بما نعتقد أن الله يريد أن يستخدمها فينا, أي نصلي من أجل أهداف الله العليا..
حتى لا تصبح ثقيل السمع:
إن ميل الناس الذين يستريحون على نمط منظم من السلوك الراسخ الجذور والذي يسمى عادة بالعرف أو احترام التقاليد الدينية، يكون له علاقة وثيقة بمشكلة كونهم ثقيلي السمع. فقد كان بطرس والتلاميذ الآخرين يهوداً من هامة الرأس إلى إصبع القدم لكونهم مختومين ويسلكون بحسب الناموس.. والرب يسوع كان واضحاً بقوله "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم" إلا أن التلاميذ ذهبوا بعد صعود المسيح ليعظوا المختارين (اليهود) ويشفوا مرضاهم, ويروا نجاحاً لخدمتهم, ولكن إرساليتهم كانت أقل مما أراد الله. لقد سئم الله من تبلد حسهم, وأرسل ملاكا لكرنيليوس الأممي وأمره الملاك أن يرسل جنوداً ليستدعي بطرس في الوقت الذي رأى فيه بطرس حلما وسمع صوت الرب ثلاث مرات حيث إن التقاليد الراسخة في داخله كانت تقيده بشدة لدرجة أنها جعلته غير منفتح لأي شيء جديد..
أثق سيدي أنك في داخلي.. وليس كلمة في لساني إلا وأنت يا رب عرفتها كلها. من خلف ومن قدام حاصرتني وجعلت علي يدك.. فهناك أيضاً تهديني يدك وتمسكني يمينك.. عجيبة هي أعمالك ونفسي تعرف ذلك يقيناً. ( مزمور 139).