هذه حكاية سكوت هالتزمن مع السعادة الزوجية
لقد تعجبت كثيرا من التكوين العاطفي للمرأة، ومدى اهتمامها بالمشاعر وبإضفاء أجواء من الحميمية داخل المنزل كنت أتعجب دائما من زوجتي عندما أعود من عملي متعبا وطبعا زوجتي تعمل أيضا وبنفس ساعات العمل التي أعملها أنا ولكن أجدها متنبهة جدا لبعض الأمور التي تساعد على جعل منزلنا يعج بالحب والرومانسية، فأجد طاولة الطعام معدة بشكل مختلف والشموع تفوح رائحتها في البيت، وتسألني كيف كان يومي ودائما تبادر بالأمور الرائعة وكأنها متفرغة تماما لراحتي. وهذا ما جعلني أدرس أكثر عن تكوين المرأة وطبيعتها ومزاياها التي أعطاها إياها الخالق دون الرجل.
ومن الملاحظات التي جمعتها عن المرأة وجدت أن:
- الطفلة الصغيرة تتنبه أكثر من الولد لصوت بكاء طفل آخر وتحاول دائما أن تتجه نحوه لتساعده.
- تمتلك الفتاة الصغيرة مفردات لغوية أكثر من الولد، ويكون الاتصال بالآخرين عندها أسهل وأكثر حميمية.
- تثق الفتاة الصغيرة بالآخرين وتتجاوب مع عاطفتهم نحوها أكثر من الولد، وتستطيع أن تكون صداقات أعمق وأكثر.
- تستطيع الفتاة أن تعبر عن مشاعرها بكلمات واضحة وتستطيع أن تصف سعادتها أو تعاستها للآخرين، بينما لا يستطيع الولد أن يعطي تقريرا عاطفيا عن حالته.
وقد طلبت من زوجتي أن تهمس في أذن الزوجات عن أسرار سعادتهن الزوجية التي تعكس أيضا سعادة على المنزل كله فقالت:
- أولا اعرفي زوجك، عليك أن تتفهمي أنه إنسان ذو ردود أفعال، وقد تحتارين في مواقفه تجاه بعض الأمور، فمثلا قد لا يعيرك انتباها وأنت تتكلمين عن موضوع مهم جدا، أو قد يبدو أحيانا أنانيا يهتم في راحته فقط، وهذه الحالات التي يمر بها الزوج تكون عادة مؤقته وبسبب خارج عن إرادته، فلا تغضبي وتعطي الموضوع حجما أكبر من اللازم، وهنا تحتاجين أن تتكيفي مع هذا التفاوت بين حين وآخر، وألا تديني زوجك لمجرد أنه رجل ويتصرف كالرجال الذين فعليا هم يختلفوا جدا عن النساء في ردود أفعالهم.
- لا تغضبي وترفضي دور زوجك كمحام وراع لك، فبالرغم من أن التقدم العلمي والاجتماعي يعطي المرأة دورا قياديا في المجتمع، إلا أن الرجل لا يزال يرغب أن يكون هو المسئول عن زوجته وتأمين الحماية والرعاية المالية والعاطفية، ونصيحتي هنا أن تقبلي بهذا الدور وبسعادة تامة فهذا أيضا يعفيك من بعض المسئوليات والالتزامات فتمتعي بها.
- عادة لا يحب الرجال الكلام الكثير عن التفاصيل اليومية، لذا على الزوجة أن تتفهم هذه الطبيعة الخاصة بالرجال، وأن تحاول الإيجاز ما أمكن عند النقاش في أي موضوع. وطرح الفكرة الرئيسية في البداية قبل أن يخسر الزوج التركيز.
- تستطيع المرأة أن تستعمل ميزانها الحراري الداخلي نحو الزواج، لترى إن كان يمر بفترة عصيبة أم لا، والعمل على علاجه بالسرعة الممكنة قبل أن يستفحل أي مرض قد يصيب العلاقة الزوجية، والمرأة الذكية تعرف أن السعادة الزوجية أهم جدا من السعادة الشخصية، أي أن يكون الطرفان سعيدين بالعلاقة لا أحد الأطراف فقط.
وأخيرا.. تعتبر المسئولية التي تقع على الزوجة امتيازا لها لا عبئا عليها، فهي الطرف القادر على العطاء العاطفي، هي الطرف الحساس لحاجة الآخرين، وهي المنظم الوحيد للعلاقات خارج وداخل الأسرة، لذل فهي المسئولة الأولى عن السعادة الزوجية فالزوجة السعيدة تؤسس زواج سعيد.