دراسة يقدمها
القس / عماد عبد المسيح
مقدمة
اقدم هذا البحث لكل قارئ ملهم بكلمة الرب ، ويريد ان يعيش بحسب المكتوب ، فينتصر علي جميع سهام ابليس الملتهبة .
ادرس معي اخي القارئ هذه الدراسة لتستطيع ان تحدد اين انت تقف ، وهل تستطيع ان تساعد الاخرين من نفس مكانك ، فان كنت مذبذبا او متقلقل في طرقك ، فلن تستطيع ان تساعد الاخرين ، ولا تستطيع ان تساعد نفسك ايضا ، فتعال الان وثق ، بان الرب قادر ان يباركك .
اصلي ان يكون هذا البحث سبب بركة لكل من يقرأه
يسوع في شفائه من الامراض النفسية
اعطي الرب يسوع له كل المجد الرسل مقدرة علي شفاء الامراض عندما ارسلهم اثنين اثنين " و اقام اثني عشر ليكونوا معه و ليرسلهم ليكرزوا و يكون لهم سلطان على شفاء الامراض و اخراج الشياطين ( مر 3 : 14 ، 15 ) " فموضوع الشفاء من الامراض قضية محسومة لصالح المؤمنين بالمسيح ، فكان منديل بطرس يشفي الامراض " حتى كان يؤتى عن جسده بمناديل او مازر الى المرضى فتزول عنهم الامراض و تخرج الارواح الشريرة منهم ( اع 19 : 12 )" ، لكن لسبب ضعف الايمان ، والانخراط في العالم ، وصار الرب ليس الاول في الحياة ، والمبادئ الكتابية صارت غير ظاهرة في المؤمنين ، وهذا ادي الي الخوف بعضنا من بعض ، وانعدام الثقة ، كل هذه ما هي الا امراض نفسية دخلت داخل الكنيسة .
من اين تأتي الأمراض ؟ :
الامراض موجودة في العالم ، والعالم قد سلم بها ، كأنه أمر واقع لابد من الاستسلام له ، في حين انها ليست ارادة الله ان اكون مريض ، لكن بسبب خطايانا جاءت الامراض الينا ، مع ملاحظة ان عوامل الشيخوخة من تجاعيد في الوجة وبيض الشعر ( جامعة 12 ) فهي عوامل الموت التي قالها الله لادم " واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تاكل منهالانك يوم تاكل منها موتا تموت ( تك 2 : 17 ) " مثلها مثل " بعرق وجهك تأكل خبزا حتي تعود الي الارض التي اخذت منها لانك تراب والي التراب تعود ( تك 3 : 19 ) " ومثل كلام الرب لحواء " ... تكثيرا اكثر اتعاب حبلك بالوجع تلدين اولادا والي رجلك يكون اشتياقك وهو يسود عليك ( تك 3 : 16 ) " ومثل كلامة للحية " .... علي بطنك تسعين وتراباً تاكلين... ( تك 3 : 14 ) " هذه الامور ناتجة من عصيان ادم ، فقد لعنت الارض لتنبت شوكا ، لكن الامراض ، فهي ناتجة من فعل الخطايا والتعدي علي ناموس الرب ووصاياه .
التعدي علي ناموس الرب :
ان كنا نريد حياة ملئها الصحة والعافية فلابد من احترام الناموس ، ليس الوصايا العشر فحسب لكن ايضا نواميس الطبيعة ، من يجهل نواميس الطبيعة ويعبث بها تكون له نتائج غير مرغوب فيها ، فمن لا يحترم قانون الجازبية مثلا ، ويضع الاشياء الثمينة القابلة للكسر علي طرف منضدة عالية ، فعند اي هزة لاي سبب ، ستجد خسارة فادحة ، وهكذا ، فمعظم الامراض ناتجة بسبب الاهمال ، فالطبيب الذي لا يحترم قوانين النقاء وتعقيم المعدات ، وتغير الحقن بحقن جديدة معقمة ، فتكون النتيجة انتقال المرض من شخص لشخص ، كل هذه الامور لسبب عدم احترام النواميس والقوانيين ، كذلك احبائي فان احترمنا نواميس الرب وقوانينه ، ماذا ياتي علينا ، اقرا معي ماذا يقول " فقال ان كنت تسمع لصوت الرب الهك و تصنع الحق في عينيه و تصغي الى وصاياه و تحفظ جميع فرائضه فمرضا ما مما وضعته على المصريين لا اضع عليك فاني انا الرب شافيك ( خر 15 : 26 ) " ، هذا هو وعد الرب لكل المؤمنين به ، فلا تقل ان هذا الوعد لليهود فقط ، لا ، فهو قانون الهي لابد ان يعمل به ، ابحث في كلمة الرب عن الوصايا الالهية ، واسعي الي تنفيذها ، ستجد ان يد الرب القديرة معك ، لتعينك وتزيل المرض من بينكم .
يقول الرب ان في حفظنا كلمة الرب ووصاياة ، يجعله هو ايضا يقوم بحفظ عهده معنا ومع ابائنا ، مرة اخري لا تقل لي ان هذا الكلام يخص اليهود ، فان كان يخص اليهود فقط فلماذا نحن ابناء لله بالمسيح يسوع ، اليس برفض اليهود للمسيح قد تحولت جميع البركات لكل من يؤمن ( للامم ) وهذا لفترة مؤقته ، الي ان يؤمن اليهود بالمسيح ، لذلك اقبل كل ما كتب وعيش فيه ، واقرأ هذه الكلمات الرائعة " وَمِنْ أَجْلِ أَنَّكُمْ تَسْمَعُونَ هذِهِ الأَحْكَامَ وَتَحْفَظُونَ وَتَعْمَلُونَهَا، يَحْفَظُ لَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ اللَّذَيْنِ أَقْسَمَ لآبَائِكَ، ، وَيُحِبُّكَ وَيُبَارِكُكَ وَيُكَثِّرُكَ وَيُبَارِكُ ثَمَرَةَ بَطْنِكَ وَثَمَرَةَ أَرْضِكَ: قَمْحَكَ وَخَمْرَكَ وَزَيْتَكَ وَنِتَاجَ بَقَرِكَ وَإِنَاثَ غَنَمِكَ، عَلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمَ لآبَائِكَ أَنَّهُ يُعْطِيكَ إِيَّاهَا. ، مُبَارَكًا تَكُونُ فَوْقَ جَمِيعِ الشُّعُوبِ. لاَ يَكُونُ عَقِيمٌ وَلاَ عَاقِرٌ فِيكَ وَلاَ فِي بَهَائِمِكَ. ، وَيَرُدُّ الرَّبُّ عَنْكَ كُلَّ مَرَضٍ، وَكُلَّ أَدْوَاءِ مِصْرَ الرَّدِيئَةِ الَّتِي عَرَفْتَهَا لاَ يَضَعُهَا عَلَيْكَ، بَلْ يَجْعَلُهَا عَلَى كُلِّ مُبْغِضِيكَ. ( تث 7 : 12 ـ 15 ) " فالرجوع للشريعة يحفظك من الامراض والاتعاب الناتجة عن الخطية .
المؤمن من ذاته لا يستطيع ان يعيش الناموس ، ان لم يتحد بالروح القدس ، لذلك قال الرب للتلاميذ ، الروح القدس هو الذي يذكركم ويعمل فيكم " و اما المعزي الروح القدس الذي سيرسله الاب باسمي فهو يعلمكم كل شيء و يذكركم بكل ما قلته لكم ( يو 14 : 26 ) " فالمعلم والمذكر هو الروح القدس فالمؤمن المتحد بالروح القدس وكلمة الرب في داخله ، هنا يعطي الروح القدس المجال للتحرك ، واظهار اعمال بره فينا .
عندما لا نسمع ونطيع بما جاء في الناموس ( كلمة الله ) حينئذٍ ، نكون عرضة للامراض والاتعاب ، لان ابليس وجد مكاناً للدخول الي حياتنا ، فيهلك اجسادنا في امراضٍ كثيرة ، وعندما نصرخ للانقاذ ، يقول لنا ، اسمعوا كلمتي واصغوا الي اقوالي ، اليست كلمة الرب كمطرقة وكنار " اليست هكذا كلمتي كنار يقول الرب و كمطرقة تحطم الصخر ( ار 23 : 29 )" كمطرقة تكسر الخطية من حياتنا ، وكالنار تطهرنا ، فلا يكون مرض في نفس قد تطهرت ، اليست كلمة الله التي حفظها ملاك كنيسة فلادلفيا هي التي فتحت امامه بابا مفتوحا " وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي فِيلاَدَلْفِيَا:«هذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ: أَنَا عَارِفٌ أَعْمَالَكَ. هَنَذَا قَدْ جَعَلْتُ أَمَامَكَ بَابًا مَفْتُوحًا وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يُغْلِقَهُ، لأَنَّ لَكَ قُوَّةً يَسِيرَةً، وَقَدْ حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي ( رؤ 3 : 7 ـ 8 ) " فحفظ كلمة الله سواء كان لشعب الرب في العهد القديم او في العهد الجديد كملاك كنيسة فلادلفيا ، فالكل ونحن ايضا يحتاج الي ان نسمع ونعمل بوصايا الرب التي قالها في كلمته ، لئلا تاتي الاجيسال القادمة ويقولون " فَيَقُولُ الْجِيلُ الأَخِيرُ، بَنُوكُمُ الَّذِينَ يَقُومُونَ بَعْدَكُمْ، وَالأَجْنَبِيُّ الَّذِي يَأْتِي مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ، حِينَ يَرَوْنَ ضَرَبَاتِ تِلْكَ الأَرْضِ وَأَمْرَاضَهَا الَّتِي يُمْرِضُهَا بِهَا الرَّبُّ. ، كِبْرِيتٌ وَمِلْحٌ، كُلُّ أَرْضِهَا حَرِيقٌ، لاَ تُزْرَعُ وَلاَ تُنْبِتُ وَلاَ يَطْلُعُ فِيهَا عُشْبٌ مَا، كَانْقِلاَبِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ وَأَدْمَةَ وَصَبُويِيمَ، الَّتِي قَلَبَهَا الرَّبُّ بِغَضَبِهِ وَسَخَطِهِ. 24 وَيَقُولُ جَمِيعُ الأُمَمِ: لِمَاذَا فَعَلَ الرَّبُّ هكَذَا بِهذِهِ الأَرْضِ؟ لِمَاذَا حُمُوُّ هذَا الْغَضَبِ الْعَظِيمِ؟ ، فَيَقُولُونَ: لأَنَّهُمْ تَرَكُوا عَهْدَ الرَّبِّ إِلهِ آبَائِهِمِ الَّذِي قَطَعَهُ مَعَهُمْ حِينَ أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، 26 وَذَهَبُوا وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا. آلِهَةً لَمْ يَعْرِفُوهَا وَلاَ قُسِمَتْ لَهُمْ. " ترك عهد الرب ، وكلمته ، والانشغال بامور العالم لدرجة انها تاخذ المكانة الاولي ، فماذا يكون هذا . الا عبادة كعبادة الوثن .
بسبب خطايانا التي حملها المسيح علي جسده ، لان عار الشعوب الخطية ، فقد تحمل وحمل يسوع المسيح امراضنا علي الصليب " العار قد كسر قلبي فمرضت انتظرت رقة فلم تكن و معزين فلم اجد ( مز 69 : 20 ) " هذا لا يجعلنا نتكل علي عمل المسيح الكامل ، ونهمل حياة السلوك المقدسة ، وحفظ وصايا الرب ، فالله يريدنا ان نكون في كامل المشيئة ، لا ان نكون في امراض واتعاب .
الانشغال عن العبادة لله :
من ضمن الامور التي ياتي الرب بالشفاء بسببها هي عبادة الرب " و تعبدون الرب الهكم فيبارك خبزك و ماءك و ازيل المرض من بينكم ( خر 23 : 25 ) " هذه الدائرة من الدوائر الهامة في حياة المؤمنين ، فإبليس يريد دائما ان يشغلنا عن عبادة الرب بامور الحياة والظروف الصعبة ، حينئذٍ ياتي علينا بالامراض والاتعاب والاثقال ، وكل هذه تتعبنا ، وترهقنا ، لذلك صلي سليمان الحكيم هذه الصلاة الجميلة " إِذَا أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ، لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، ثُمَّ صَلَّوْا فِي هذَا الْمَوْضِعِ وَاعْتَرَفُوا بِاسْمِكَ، وَرَجَعُوا عَنْ خَطِيَّتِهِمْ لأَنَّكَ ضَايَقْتَهُمْ، 36 فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ وَاغْفِرْ خَطِيَّةَ عَبِيدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُعَلِّمَهُمُ الطَّرِيقَ الصَّالِحَ الَّذِي يَسْلُكُونَ فِيهِ، وَأَعْطِ مَطَرًا عَلَى أَرْضِكَ الَّتِي أَعْطَيْتَهَا لِشَعْبِكَ مِيرَاثًا. 37 إِذَا صَارَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ، إِذَا صَارَ وَبَأٌ، إِذَا صَارَ لَفْحٌ أَوْ يَرَقَانٌ أَوْ جَرَادٌ جَرْدَمٌ، أَوْ إِذَا حَاصَرَهُ عَدُوُّهُ فِي أَرْضِ مُدُنِهِ، فِي كُلِّ ضَرْبَةٍ وَكُلِّ مَرَضٍ، 38 فَكُلُّ صَلاَةٍ وَكُلُّ تَضَرُّعٍ تَكُونُ مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ كَانَ مِنْ كُلِّ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، الَّذِينَ يَعْرِفُونَ كُلُّ وَاحِدٍ ضَرْبَةَ قَلْبِهِ، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ نَحْوَ هذَا الْبَيْتِ، 39 فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ، وَاعْمَلْ وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ. لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ قَدْ عَرَفْتَ قُلُوبَ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ، ( 1مل 8 : 35 ـ 39 ) "