في البداية نحن لا نتعامل مع ظاهرة عامة تمثل كل الأسر. ولكن بغض النظر عن العدد فنحن نحتاج إلى التنبيه والتركيز لأجل كل من انزلق في هذه الخطية. حتى يعود إلى طريق التوبة، ولكل من يفكر للسلوك في هذا الخط ليأخذ حذره من النتائج المترتبة عليه. ومن جانب آخر فمن مآسي الحياة اليوم هو إعادة تسمية الخطايا بأسماء مختلفة وجديدة، مثل: التفريغ العاطفي، ممارسة الحب، تسديد احتياج، زواج روحي غير الزواج الأصلي ... وغيرها من الأسماء التي تخفف من حدة خطية ممارسة الجنس خارج الزواج. بالرغم من أن هذه الخطية من خطايا العمد وليست من أفعال السهو وذلك لأن هذه الخطية تحتاج إلى اتفاق مسبق، واتحاد إرادتين، ووجود وقت ومكان لارتكابها. وسوف نتعرض للأسباب التي يتخيل البعض أنها حقيقة لكن هي قناعات شخصية. وربما لا تزيد عن كونها تبريرات للاستمرار في ممارسة الخطية.
أولاً الأسباب النفسية:
قد تتعدد الأسباب باختلاف طبيعة وظروف الأفراد الممارسين لهذه الخطية، فكل منهم عنده مبرره الخاص، ولكن يمكن وضع بعض الخطوط الأساسية:
1. الإحساس المزيف بالقوة الذاتية في خداع الآخرين والتغرير بهم في علاقات خارج الزواج.
2. ضعف الشخصية في مواجهة ظروف الحياة فيهرب من التحديات الحقيقية إلى تحديات مزيفة.
3. الإحساس بالنقص، فنحن نتعامل مع شخصية مريضة نفسيا، بغض النظر عن المستوي الاجتماعي أو العلمي والوظيفي.
ثانياً الأسباب الروحية :
1. عدم المعرفة بأبعاد الخطية ونظرة الله لها والنتائج في الأيام الحاضرة والأبدية. "هلك شعبي لعدم المعرفة".
2. المفاهيم الخاطئة:
الفهم الخاطئ لمفهوم الغفران الإلهي وممارسة الخطية في ذات الوقت.
المفهوم الخاطئ للتوبة لأن التوبة تعني الترك.
3. ضعف الحالة الروحية العامة لعدم ممارسة واستخدام وسائط النعمة التي تساعد الإنسان للنهوض بحياته.
4. التهاون في ضبط النفس من جهة الأفكار التي يتركها الإنسان لتنمو في العقل ثم ممارسة الأفكار من خلال النظرات والكلمات ولاسيما التي تعبر بشكل مباشر أو غير مباشر بالتوجهات الجنسية
ثالثاً الأسرة:
إهمال الشريك للآخر وهو يظهر في جوانب مختلفة مثل الكلام، المظهر، ترتيب البيت، وغيرها.
عدم التقدير ويتمثل في الإقلال والتحقير من شأنه، سواء في أفكاره أو الوظيفة أو الدخل، أو المقارنة بين الشريك وآخرين.
الهروب من المرأة المتسلطة أو الرجل المتسلط إلى آخر أكثر عطفاً وحباً.
التجاوب مع الدعوات الكثيرة خارج البيت ورفع الحواجز في العلاقات بين الأسر.
عدم الشبع في العلاقة الزوجية.
الصراعات والمشاكل الكثيرة.
رابعاً المجتمع الخارجي:
استغلال النفوذ المالي والوظيفي والطبقي.
الانفتاح الغير محدود بين الأسر.
مواقع العمل التي توفر وتيسِّر ممارسة هذه الخطية مثل أماكن القمار، والبارات، والملاهي الليلية، أو غيرها من الأماكن.
المساكن العشوائية ووجود أكثر من أسرة في شقة واحدة.
الاحتياجات المادية لكثير من الأسر الفقيرة.
الميديا التي تقدم لنا أن العلاقات غير المشروعة خارج الزواج هي حق مشروع مادام هناك قصة حب، لدرجة تجعلنا نتعاطف بشدة مع هذه العلاقات الخاطئة.
** من هذه الأسباب وغيرها نجد أنها مجرد أسباب تُفتعل ليبرر الشريك المخطئ ما يفعله. لأن كثير من العائلات تمر في نفس الظروف ولكن لا تعطي لنفسها الحق في خيانة الطرف الآخر مهما كانت الأسباب.
النتائج:
هناك عدة جوانب لنتائج الخطية منها الروحي، وآخر على مستوى العائلة:
· كسر العهد الذي قطع بين الزوج والزوجة أمام الرب، وأمام الناس.
· انفصال وبطلان العقد لأن العقد يشترط الأمانة في العلاقة وحيث أن لجأ طرف لعلاقة خارج الزواج هذا يلغي شرط استمرار العقد من حيث المضمون وإن استمر العقد من حيث الشكل.
· كسر الوحدة الروحية التي تربط الزوج والزوجة. وبالأكثر كسر الوحدة داخل الجماعة وتدمير للمجتمع.
· كسر العلاقة وإخفاء ذلك الذي سيؤدي حتما إلى نوع من عدم الاستقرار النفسي سواء على مستوى العلاقات الخاصة بين الزوجين أو على مستوى التواصل بينهم.
· ضياع الحياة الأبدية، وهذا ما يوضحه الكتاب المقدس.
· كل خفي سيعلن لأنه لا توجد جريمة كاملة أي من المستحيل إخفاءها للأبد، فالعلاقات خارج الزواج (الزنا) هي:
o انهيار للزواج
o تشويه للسمعة
o ضياع للمستقبل الأدبي وربما الاجتماعي والمالي
خطوات العلاج:
أولاً الشريك المخطئ
· وقفة مع النفس لتحديد التعريف أن ما تقوم به هو زنا مها كانت الأسماء المزيفة لهذا الفعل.
· تحديد بكل جدية الأسباب التي أدت إلى هذه العلاقة سواء على المستوى النفسي أو الروحي أو العائلي.
· الاعتراف والتوبة أمام الله بهذه الخطية.
· المشاركة بما فعلت لأحد الأشخاص الموثوق بهم لتقديم المساعدة.
· تطوير الأداء الشخصي وملء الفراغ بكل ما هو مفيد.
· الانفصال عن هذه العلاقة بأي ثمن ومهما كانت النتائج.
· ترويض المشاعر والعواطف الداخلية لتكون مقدسة ومنضبطة كل الوقت.
ثانياً الشريك الذي لم يخطئ
إن كانت هناك أسباب شخصية أو خارجية ساعدت علي المرور في هذه التجربة المريرة، فمن المناسب أن نضع بعض الملاحظات الهامة قبل السقوط وما بعد السقوط في الخطية وسوف اكتفي هنا عن ما قبل السقوط:
· كل طرف عليه أن يحب الطرف الآخر من كل قلبه
· الشفافية الكاملة بالضعفات
· الاهتمام الممتلئ بالمحبة والرحمة والحنو
· المظهر اللائق والأناقة داخل البيت بما يتناسب مع الوقت
· المشاركة بكل أحداث اليوم بقدر المستطاع ولاسيما الكلمات والتعبيرات التي قيلت من الزملاء والزميلات بحرص حتي لا نزيد الغيرة والتوتر وعدم الامان داخل البيت
· الوقوف بحزم مع كل التعبيرات والجمل التي لا يستطيع الغير التعبير عنها في وجود شريك الحياة
· الاهتمام والتعبير بكل ايجابية عن شريك الحياة أمام الآخرين
· عدم المشاركة بالسلبيات داخل البيت ولاسيما عن العلاقات الخاصة بين الزوجين، وبالأخص للجنس الآخر