هل الله يغضب؟
السؤال: تتكلم المسيحية كثيراً عن محبة الله ورحمته، وتعلن سخاء نعمته وطول أناته على الخطاة. ولكن هل تتحدّث المسيحية عن غضب الله؟ ومن يرفع هذا الغضب؟
نعم، إن لله سبحانه غضباً ويوم دينونة عتيدة. يقول الكتاب المقدس:
"لأنه أقام يوماً هو فيه مزمع أن يدين المسكونة بالعدل." (أعمال31:17)
"غضب الله الذي يأتي على أبناء المعصية" (كولوسي 6:3).
".. يقولون للجبال والصخور اسقطي علينا وأخفينا عن وجه الجالس على العرش ومن يستطيع الوقوف" (رؤيا 16:6 و17).
إن كلمة الله في الكتاب المقدس تعلن بوضوح آيات صريحة تدل على قضاء الله العادل وغضبه المزمع أن ينسكب على الإنسان الأثيم الذي دنّسته الخطية. ومن يجترئ ويقول إنه يمكن أن يرضي الله بأعمال البر، والله يكشف أعماق الإنسان واتجاهات قلبه؟
هل يمكن أن يتساهل الله مع الشر، وهو تبارك اسمه قدوس، كلي القداسة، وكامل كلّيّ الكمال؟
إن نعمته كاملة كما أن قضاءه أيضاً وعدله كاملان، ولهذا فقد رتّب الله بمحبته العظيمة طريقاً واحداً يفوز به الإنسان برضا الله وغفرانه. لقد أعدّ الله بنفسه برّاً كاملاً وغفراناً كاملاً لكل خاطئ يعترف أن لا برّ له في ذاته، وأنه مستوجب الهلاك.
نعم، لقد أعدّ الله في محبته واسطة يبرّر بها كل خاطئ.
ولكن كيف يتم ذلك؟ هل بالتجاوز عن الخطيئة أو بالتساهل في مطلب العدل الإلهي، أو بتخفيض مقياس قداسة الله؟ كلاّ. لقد انصبّ غضب الله على شخص ربنا يسوع المسيح على الصليب، فوفّى مطالب العدل الإلهي. وبذلك أُعلن البر الذي يمنحه الله على أساس الإيمان بربنا يسوع المسيح، لجميع الذين يؤمنون. "متبرّرين مجاناً بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح الذي قدّمه الله كفّارة" (رومية 22:3-25).
"فالذي يؤمن به لا يُدان، والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الله الوحيد" (يوحنا 18:3)، و "يمكث عليه غضب الله" (يوحنا 36:3).
فمن يقبل عمل الله الكفاري بصليب ربنا يسوع المسيح، ويؤمن به رباً ومخلصاً، يضمن حياة النعيم في الآخرة. أما من لا يؤمن بربنا بيسوع المسيح، فسينصب عليه غضب الله، ويُطرح إلى الظلمة الخارجية "هناك يكون البكاء وصرير الأسنان" (متى 12:8)، "الذين سيعاقبون بهلاك أبدي من وجه الرب ومن مجد قوّته" (2تسالونيكي 9:1).
ما أرهب تلك الكلمات "هلاك أبدي"، "نار أبدية"، "عقاب أبدي"... إنها كلمات لا يحب الناس سماعها، ولا يصدّقها الكثيرون، بل يخدعون أنفسهم ويخدعون غيرهم بالقول إن الله رحوم رؤوف.
قبل أن يُغلَق الباب
لا تستخفّ- قارئي الكريم – بدعوة الله الثمينة لك، للإيمان بابنه الوحيد، ربنا يسوع المسيح، حتى تنجو من جهنم وبئس المصير. الله لم يُغلق باب رحمته بعد، ولا تزال الفرصة متاحة أمامك.
اعترف لله بأنك خاطئ، وأنك عاجز عن أن ترضي الله وهو القدوس العادل المهوب – واقبل عمل ربنا يسوع المسيح الكفاري على الصليب من أجل تبريرك وغفران خطاياك، حتى لا ينصب عليك غضب الله العظيم، حيث النار لا تُطفأ.
إن الله يحبك وقد بذل ابنه الوحيد من أجل نجاتك من جهنم وعذاب النار، فلا تؤجل الإيمان بشخص ربنا ومخلّصنا يسوع المسيح.