للعلاقات الاجتماعية أثر في التفاعل الاجتماعي، فالعلاقات الاجتماعية التي نعيش في ظلها تدل على مدى شعورنا بالسعادة،
لذلك فيجب ان يتوافر فيها شرطان اساسيان وهما الثقة بالنفس والاهتمامات المشتركة، فهناك بعض الصور التي تتجلى فيها الثقة بالنفس ومنها:
الحب والزواج: الوقوع في الحب هو أوضح الأمثلة على علاقة سعيدة إذ إن الحب هو أشد العلاقات وأكثرها عمقا وهو الذي يستثير أشد المشاعر الايجابية على وجه العموم.
والزواج هو أحد العوامل التي تُشعر الإنسان بالسعادة وتجعله يفكر باهتماماته وتقدير ذاته لذلك فإن الرضى عن الزواج يرتبط ارتباطا قويا بالشعور بالارتياح النفسي العام أو بالسعادة.
وتشير نتائج الدراسات الى كثرة ظهور الاستجابات اللفظية الايجابية وقلة الاستجابات السلبية وخصوصا النقد في الزيجات السعيدة، ويلاحظ أيضاً كثرة السلوك الأكثر استثارة للسعادة كتبادل الهدايا والاستعداد للمساعدة العملية والاستمتاع أكثر بالحياة.
أما الصورة الثانية فهي الأصدقاء: فمن يقضي وقتاً أطول بين الأصدقاء يميل الى أن يكون أكثر سعادة، والصداقة كمصدر للسعادة، تأتي في الأهمية بعد الزواج والحياة الأسرية، لكنها تسبق العمل والاستمتاع بأوقات الفراغ، وأول ما يوفره الأصدقاء لبعضهم هو التحسن الفوري للحالة المعنوية.
ان الدعم الاجتماعي في صورة نصائح أو تعاطف، أو فقط كونهم محلا للثقة، أو لمجرد اشتراكهم في النظرة نفسها الى العالم، وفي كل هذا قد يكون الأصدقاء أهم بالنسبة لبعض النساء مثلا من عائلتهن.
أما الصورة الثالثة: فهي الاهتمامات المشتركة وممارسة الألعاب معاً،
وتتلخص في المهارات الاجتماعية اللازمة لاكتساب الأصدقاء والحفاظ عليهم في القدرة على الدعم المعنوي، والمجاملة والتعبير عن المحبة، وأداء الالتزامات.
والصورة الرابعة تتجلى في:
علاقات العمل: يعتبر الرضى عن العمل من أهم جوانب الشعور العام بالرضى، ويزيد الرضى عن العمل عند من يتمتعون بشعبية في بيئة العمل، والذين ينتمون الى مجموعة عمل صغيرة ومتجانسة، ومن تتاح لهم فرصة أكبر للتفاعل الاجتماعي أثناء العمل، كالتقدير من جانب، والتشجيع على المشاركة في اتخاذ القرارات من جانب آخر يجعل المرؤوسين أكثر سعادة.
فالعلاقات الاجتماعية من أهم مصادر الدعم الاجتماعي.. والحماية من تأثير الضغوطات، والنساء اللائي عانين من أحداث الحياة الشاقة، يكنّ أقل احتمالاً لأن يقعن فريسة للاكتئاب إذا كان الزوج محلا للثقة. أما الأشخاص الوحيدون فيعانون من القلق والملل وانخفاض تقدير الذات، وهم أقل انبساطاً وأكثر عصبية.
يحتاج كل منا الى الدعم الاجتماعي حتى يخفف من العناء ويزيد من الشعور بالسعادة، وهذا الدعم يوفر تقديراً الذات والثقة بها، ويولد المشاعر الإيجابية ويقلل من التأثير السلبي للأحداث الخارجية والعلاقات الاجتماعية عموما هي من أهم مصادر السعادة التي يحتاجها الانسان يوميا خلال حياته العملية مع الأصدقاء وفي العمل، وبهذا يوفر لنفسه السعادة والراحة النفسية.