دور المرأة في الكنيسة وفي المجتمع
المرأة تشكل نصف المجتمع في كل البلدان ورغم هذا، كثيراً ما نجد تفاوتاً شاسعاً في النظرة للمرأة بين بلد وآخر، بل وبين مجتمعات مختلفة في نفس البلد. وتكثر الأسئلة حول مكانة المرأة في المجتمع والدور الذي يمكن أن تلعبه في تطويره وتحسينه .
في المجتمعات الشرقية خاصة يسود الاٍعتقاد بأن المرأة هي عنصر ثانوي، ودورها هو أن تكون ذنباً يحركه الرجل حيثما وكيفما وأينما يشاء بدون أن يكون لها حرية التعبير عن رأيها ومشاعرها وإعتقاداتها . وللأسف نجد أن هذه الاٍعتقادات قد أنتقلت بدورها إلى صلب الكنيسة، بما فيها الكنائس التي تؤمن بالولادة الثانية وتعلم الخلاص بدم الرب يسوع المسيح وتعتبر أن الكتاب المقدس هو مرجعها الأساسي في معتقداتها وإيمانها
ترى هل هذا صحيح ؟ هل من الممنوع على المرأة أن تعلم في الكنيسة كما يقول البعض؟
رغم أنني ولدت ونشأت في مجتمع شرقي، واختبرت الولادة الثانية عندما كان عمري إحدى عشر سنة ونصف وفي خلال سنوات عمري ومن خلال تأملاتي اليومية والشخصية في الكتاب المقدس حتى الآن لم أجد ولا مقطعاً واحداً ولا حتى عدداً واحداً في الكتاب المقدس يحرم المرأة من أن تلعب دورها كمؤمنة في العائلة وفي الكنيسة وفي المجتمع.
التساؤل الذي يدور في ذهن بعض المتزمتين في هذا الموضوع هو :ألم يقل الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 14 : 34 و35
34لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ.
أن المرأة يجب أن تصمت وألا تتكلم في الكنيسة؟
أليس وبحسب كورنثوس الأولى 11 : 1 – 16 أن على المرأة أن تغطي رأسها في الكنيسة؟
2فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ وَتَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ. 3وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ الْمَسِيحُ. وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ. وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ. 4كُلُّ رَجُلٍ يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ يَشِينُ رَأْسَهُ. 5وَأَمَّا كُلُّ إمْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ. 7فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ. 8لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ. 9وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ. 10لِهَذَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ. 11غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ. 12لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ هَكَذَا الرَّجُلُ أَيْضاً هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلَكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ. 13احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللهِ وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ؟ 14أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟ 15وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ. 16وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُظْهِرُ أَنَّهُ يُحِبُّ الْخِصَامَ فَلَيْسَ لَنَا نَحْنُ عَادَةٌ مِثْلُ هَذِهِ وَلاَ لِكَنَائِسِ اللهِ.
دائماً ما أشدد على قاعدة اولية ونقطة حاسمة ألا وهي "ان السلطان -في الدرجة الأولى والحاسمة- هو لكلمة الرب الصادقة والصالحة والتي بناءً عليها يجب على كل شخص أن يفحص أفكاره وينقيها ويبرمجها ويغيرها أو يعدلها، لأن الكتاب المقدس يقول لنا أنه يجب علينا كضرورة حتمية أن يكون لنا فكر المسيح نفسه
1 كورنثوس 2 : 16 لأَنَّهُ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ فَيُعَلِّمَهُ؟ وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ.
اما ما تلقيته وتعلمته من المجتمع الذي أعيش فيه أو من آبائي وموروثاتي مهما بدا صالحاً ورائعاً فيأتي في المرتبة الثانية- أو بدون مرتبة نهائياً- عند تعارضه مع كلمة الرب.
ولكي نعرف ما هو فكر الرب يجب علينا ان ندرس الكلمة بعمق وبدقة غير متمسكين بالحرف لأن الحرف يقتل ولكن خاضعين للروح القدس في وحيه للكتاب المقدس كلمة الرب الموجودة بين أيدينا. ولهذا أهم وأول خطوة في دراستنا لهذا الموضوع هو أن نرى كيف ينظر الرب الاٍله نفسه للمرأة خليقته وما هي المكانة التي أعطاها إياها أمامه كرب وأمام المجتمع بمختلف تشعباته وطبقاته.
في أول سفر في الكتاب المقدس يعلمنا الكتاب المقدس عن قصة الخليقة وكيف خلق الرب آدماً وحواء وما هي التوصيات والميزات التي أعطاها لكل منهما بدون تفريق أو تمييز. ففي
تكوين 1 : 26 – 28
26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ». 27فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. 28وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وامْلأُوا الأَرْضَ وَأَخْضِعُوهَا وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ».
وكذلك في 2 : 18 – 25
18وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «لَيْسَ جَيِّداً أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِيناً نَظِيرَهُ». 19وَجَبَلَ الرَّبُّ الإِلَهُ مِنَ الأَرْضِ كُلَّ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ وَكُلَّ طُيُورِ السَّمَاءِ فَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ لِيَرَى مَاذَا يَدْعُوهَا وَكُلُّ مَا دَعَا بِهِ آدَمُ ذَاتَ نَفْسٍ حَيَّةٍ فَهُوَ اسْمُهَا. 20فَدَعَا آدَمُ بِأَسْمَاءٍ جَمِيعَ الْبَهَائِمِ وَطُيُورَ السَّمَاءِ وَجَمِيعَ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ. وَأَمَّا لِنَفْسِهِ فَلَمْ يَجِدْ مُعِيناً نَظِيرَهُ. 21فَأَوْقَعَ الرَّبُّ الإِلَهُ سُبَاتاً عَلَى آدَمَ فَنَامَ فَأَخَذَ وَاحِدَةً مِنْ أَضْلاَعِهِ وَمَلأ مَكَانَهَا لَحْماً. 22وَبَنَى الرَّبُّ الإِلَهُ الضِّلْعَ الَّتِي أَخَذَهَا مِنْ آدَمَ امْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى آدَمَ. 23فَقَالَ آدَمُ: «هَذِهِ الآنَ عَظْمٌ مِنْ عِظَامِي وَلَحْمٌ مِنْ لَحْمِي. هَذِهِ تُدْعَى إمْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ إمْرِءٍ أُخِذَتْ». 24لِذَلِكَ يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَداً وَاحِداً. 25وَكَانَا كِلاَهُمَا عُرْيَانَيْنِ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ وَهُمَا لاَ يَخْجَلاَنِ.
نجد أن الروح القدس يعلمنا الأمور التالية:
1 - الرب خلق الاٍنسان (ذكراً وأنثى) على صورته كمثاله تكوين 1 : 27
2 - قال الرب لكليهما -وليس للرجل فقط- ان يثمروا ويكثروا ويملأوا الأرض ويخضعوها ويتسلطوا عليها. فالمسؤولية على أتمام هذه الوصية اضافة الى الميزات المعطاة من الرب الخالق لمساعدتنا على إتمام هذه الوصية، كلاهما للرجل وللمرأة معاً تكوين1 : 28
3 ¬ كقاعدة عامة الرجل وحده يعتبر ناقصاً وغير كامل وليس حسناً ان يبقى لوحده تكوين 2 : 18 أ مع اعتبار حالة إستثنائية وهي حالة الرجل أو المرأة ممن لديهم مسحة او دعوة خاصة في التعفف وعدم الحاجة الماسة لممارسة الجنس، كالرسول بولس وذلك بسبب مسحة خاصة في حياته لاٍتمام خطة معينة من الرب.)