تروي بعض الأمهات أنه بعد دقائق قليلة من زيارة ابن أخيها "4 أعوام" لهم عرفت تقريباً كل شيء عن العلاقة المتوترة بين أخيها وزوجته. حيث أخبرها الطفل عن المشاحنات والخلافات اليومية ولم يبخل عليها حتى بأسماء من جاءوا لزيارتهم خلال الفترة الماضية وبالأشياء الجديدة التي اشترتها أمه.
إذن هؤلاء الصغار الذين نعتقد أنهم لا يدركون شيئاً مما يحدث حولهم، لديهم ذاكرة فولاذية وقدرة فائقة على الانتباه والتركيز والمتابعة، وهذا يعني أنه مع وصول الأطفال لسن الحضانة ينبغي على الآباء الانتباه إلى وجود أحهزة رادار (الأبناء) في بيوتهم، يمكنهم أن ينقلوا كل ما يحدث في المنزل إلى الآخرين، أقارب كانوا أم غرباء، وربما يعتقد البعض أن الحل يكمن في التنبيه على الأطفال بعدم التحدث عن الأحداث التي يرون أنها خاصة، ولا ينبغي إفشاؤها، كأن يقولوا لهم أن ما حدث اليوم ينبغي أن يبقى في حدود العائلة لأنه أمر خاص. ولكن في الحقيقة أن هذا التنبيه لا يفيد مع الصغار لأنهم في الأساس يجهلون معنى الخصوصية.
والأفضل أن يقولوا لهم مباشرة أنه لا ينبغي عليهم قص ما حدث اليوم لأحد من خارج المنزل، حتى لو كان من أقرب المقربين. وبعد ذلك عليهم مساعدة أطفالهم ليميزوا من تلقاء أنفسهم بين ما يليق نقله، وما ينبغي التكتيم عليه، وخير وسيلة لذلك هى تهيئة الفرصة للطفل للتصرف بسخافة، ومن ثم يسألونه إن كان يرغب أن يعرف أحد من خارج المنزل بما فعله، ففي الغالب سيرفض الطفل ذلك لشعوره بالخجل، عندها يتم الإيضاح له بأنه لا ينبغي علينا التحدث عن الأشياء المخجلة أو غير اللائقة التي تحدث داخل المنزل أمام الآخرين. وهناك وسيلة أخرى وهى تعويد الطفل على أن يعود إلى الأم أو الأب لسؤالهم إن كان مسموحاً له التحدث عن أمر ما حدث داخل البيت أم لا، وذلك في حال لم يكن متأكداً إن كان يجوز له أن يفعل ذلك أم لا.
كما يمكن أيضاً الاتفاق فيما بينهم على إشارة يتم اللجوء إليها خارج المنزل أو أمام الآخرين يفهم منها الطفل أنه ينبغي عليه التوقف عن إكمال حديثه أو تغيير الموضوع.