هل كمية الدم التي تنزفها الفتاة بعد فض غشاء البكارة يجب أن تكون كثيرة أم عادية؟ أم أنها مختلفة النسب؟
وهل كثرة الدم تعني أن البنت أكثر شرفاً من البنت التي لم تنزل منها دماء غزيرة؟
إن الإجابة على هذا السؤال تسعدني حقاً، فسوف يتسنى لي أن أعرض بعض المعلومات المفيدة لكل من الشباب والفتيات، فتهدأ نفوسهم بالمعرفة بإذن الله..
أما بالنسبة للنزف الناتج عن فض غشاء البكارة لدى الفتاة، فهو يختلف باختلاف نوع غشاء البكارة لديهن..
نعم أقولها لمن يستغرب كلمة نوع الغشاء، فهناك سبعة أنواع ممكنة لغشاء البكارة، وهذه الأنواع هي:
1- الحلقي.
2- المطاطي "ويكون حلقي الشكل أيضاً".
3- الهلالي.
4- الغربالي.
5- الهدبي.
6- الفستوني.
7- الحاجزي.
وأما النوع الذي ينتج عنه نزيف ملحوظ حقاً فهو النوع الحاجزي..
أي نوع واحد من الأنواع السبعة، أي أن هذا النزيف الذي يحكى عنه يحدث فقط في حوالي 14.5%من الفتيات، وهو بالمناسبة ليس نزيفاً بمعنى تدفق الدماء المرعب كما تظن بعض الفتيات، ولكنه فقط يكون مرئياً كدم أحمر لا يشبه دم الدورة الشهرية، كما أنه يكون أقل لزوجة "أكثر سيولة" من دم الدورة الشهرية..
وهذا يحدث بسبب مرور الأوعية الدموية المغذية لهذا النسيج "غشاء البكارة" في مكان واحد فيه مرتكز في الحاجز الذي يعبر القناة المهبلية بشكل طولي قاسماً تلك القناة إلى نصفين طولياً، وبالتالي، فإنه من البديهي أن يحدث انقسام في الأوعية الدموية الطولية المارة في داخل النسيج المكون لغشاء البكارة، وربما لأنها مركزة جميعها في مكان واحد، فانقسامها يفرز إذن فتحاً في سياقها مما ينتج عنه خروج مفاجئ لكميات ملحوظة من الدماء حتى يمر الوقت الذي يكفي لانقباضها ليتوقف خروج الدماء منها..
إذن فماذا عن بقية أنواع غشاء البكارة؟
بعض أنواع غشاء البكارة الأخرى تفتح أساساً بفتحة ليست بالصغيرة، ولذلك فهي تسمح بحدوث الجماع وانتهائه دون أن يحدث قطع في نسيج الغشاء ذاته، وأبلغ مثل على ذلك هو الغشاء المطاطي ذو الفتحة الحلقية، فهو يسمح بالدخول والخروح للعضو الذكري المنتصب، ولا ينفض إلا مع الولادة الطبيعية، ولذلك فإنه إذا حملت هذه الفتاة وولدت ولادة قيصرية فإن غشاء بكارتها لن يحدث له أي مكروه!!!
النوع الحلقي غير المطاطي
إن هذا النوع مثله مثل النوع الهلالي يحدث قطع تدريجي في نسيجه مع تعدد مرات الجماع، ولذلك فربما يحدث خروج لبعض نقاط الدم التي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة، ويكون ذلك في أغلب الأحيان تدريجياً حيث إن ذلك يتم بشكل متكرر عبر مرات الجماع الأولى المتتالية، حتى يتم استقرار وضع النسيج الخاص بالغشاء على الوضع النهائي له، ويكون ذلك بوجود قطع فيه يمتد إلى جدار المهبل ويبدأ من الطرف المركزي لفتحة الغشاء حيث التمدد الأقصى بسبب الاحتكاك بالعضو الذكري أثناء الجماع.
النوع الغربالي
وهو عبارة عن نسيج شبه كامل إلا من فتحات صغيرة منتشرة فيه تسمح بمرور دم الحيض وبالإفرازات المهبلية الأخرى، ونظراً لهذه الطبيعة وهذا الشكل السالف الإشارة إليهما، فإن هذا النوع أيضاً لابد أن ينتج عنه بعض النزيف الخفيف، والذي هو عبارة عن بضع نقاط من الدم الأحمر القاني قليل اللزوجة، ولكن في هذه الحالة يحدث ذلك مرة واحدة حيث إن فض هذا النوع من الغشاء يحدث منذ اللقاء الجنسي الأول والذي ينهي استمرارية النسيج الذي يكاد يسد القناة المهبلية إلا من الفتحات الصغيرة
النوعان الهدبي والفستوني
هما متشابهان من حيث الشكل والتركيبة الخلوية إلا في قليل من التفاصيل التي لا مجال لذكرها هنا، وهذان النوعان يشبهان القماش "المكشكش" والذي نجد أطرافه مشرشرة، وعلى ذلك فإن فض هذين النوعين يكون عادة مع اللقاءات الجنسية المتكررة، أي أنه ليس من الضروري أن يفض ذلك الغشاء منذ اللقاء الجنسي الأول، وحتى أن يتم فإنه يفرز نقاط دم قليلة جداً، يحدث كثيراً أن يتم فقدانها في غياهب القناة المهبلية ذاتها أثناء استمرار الجماع بحيث تظهر أحياناً كإفرازات مكونة في اليوم التالي للجماع الأول، وتلاحظ في الملابس الداخلية للعروس، وأحياناً يمر إفرازها مرور الكرام دون ملاحظة أي شيء، ويظل العروسان معتقدين أن العروس لم تنزل دماً، وربما يوسوس الشيطان بما يسوء آنذاك، وربما تغلق العروس على نفسها وتظل تبحث في تاريخها عما قد يكون حدث لها في طفولتها دمر عذريتها. وأحياناً ما تسأل أمها وتوسع دائرة القلق لتشمل أطرافا ًأخرى، وكل ذلك بسبب الجهل بمجريات الأمور وبالأسانيد العلمية لهذه الحقائق التي يجب أن يعرف عنها العروسان كل شيء وأكرر كل شيء قبل زفافهما..
وهناك أيضاً عوامل أخرى أكثر شمولية تؤثر في الدم الذي قد ينتج، وقد ينتج من الجماع الأول، ذلك بأن الفتاة التي تتصف بانخفاض في ضغط الدم يكون نزفها أقل في احتمال الحدوث وفي كميته إذا كان غشاؤها من النوع الذي لابد معه من حدوث النزيف، أيضاً خوف الفتاة من الجماع الأول -وهو شيء دائما ما نجده في العروس في مجتماعتنا- يسبب انقباضاً في الأوعية الدموية الطرفية بسبب نشاط الجهاز العصبي السيمباثاوي، مما ينتج عنه أيضاً قلة في احتمال وكمية النزيف الناتج عن فض غشاء البكارة..
أيضاً قد يحدث النزيف وربما يكون شديداً بسبب إصابة أماكن وأنسجة مجاورة لغشاء البكارة بالضرر المباشر الناتج عن العنف في أداء الجماع الأول الذي قد يحدث أيضاً نتيجة لتوتر العريس الذي يلقي عليه المجتمع بتلك المسئولية الرهيبة في هذه الليلة، فإذا حدث ذلك فإن جيلاً بأكمله من الفتيات قد يصاب بالتشنج العصبي المهبلي اللاإرادي الذي كثيراً ما يصيب الفتيات كنتيجة مباشرة لقصة مثل التي أشرت إليها والتي حتى الآن وبعد أن مرت 5 سنوات على بداية القرن الحادي والعشرين، تعتبر مفخرة للفتاة ودليل على عفافها وعذريتها، ولا ننسى هنا أن نشير إلى أن أصابع الاتهام دائما موجهة إلى غشاء البكارة فيما يختص بالنزيف الغزير والألام الشديدة.. ويعلم الله أن غشاء البكارة من كل هذه التهم براء..
أرجو أن يكون هذا العرض لماهية غشاء البكارة وأنواعه وخلفياته قد أجاب عن تساؤلاتكم بخصوصه