رائحة عَرَقي الكريهة تعيق حياتي؟ ماذا أفعل؟
يعاني الكثيرون رجالاً ونساءً من مشكلات زيادة إفراز العرَق وانبعاث روائح كريهة من أجسادهم، خاصّة بعد أن ارتفعت درجة حرارة الأرض نتيجة الانبعاث الحراري، ممّا جعل مشكلة
العرَق في الأجواء الحارّة صيفاً مشكلة تؤرِّق الكبير والصّغير، ويبحث الجميع لها عن حلول بسيطة ومتوفِّرة وفي نفس الوقت فعّالة ومضمونة. فإن عرفنا أسباب زيادة التّعرّق وأسباب وجود روائح كريهة مع العرَق استطعنا إيجاد الحلول المناسبة لكلّ الأسباب.
أوّلاً: الأسباب التي تؤدّي إلى زيادة العَرق؟
1- يزداد انتشار الغدد العَرَقية في مناطق معيّنة من الجسم مثل الجبهة وتحت الإبط واليدين وبطن القدم. ويزداد إفراز العَرَق من هذه الغدد لدى بعض الأشخاص مع قلّة حدوث تبخُّر له لعدّة أسباب:
1. نتيجة للتّوتُّر الدّائم الشّديد.
2. السّمنة الزّائدة والمُفرِطة.
3. وجود خلل في وظيفة الغدّة الدّرقيّة.
4. نتيجة للانخفاض السّريع في مستوى السّكَّر في الدّمّ.
5. كما يزداد تعرُّق الجسم عند حدوث بعض التّغييرات الهرمونيّة في الجسم، مثل التّغيُّرات الهرمونيّة التي تحدث في مرحلة البلوغ وعند وصول السّيّدات إلى سِنّ اليأس.
6. كما أنّ ارتفاع درجات الحرارة هو عامل أساسي في زيادة إفرازات العرَق من الغدد العَرقيّة.
ثانياً: أسباب انبعاث رائحة كريهة مع العَرق؟
1. وجود الميكروبات والبكتيريا على سطح الجسم خصوصاً في الثّنايا، والتي تتكاثر وتنمو في وجود العَرق يسبّب الرّائحة الكريهة.
2. رائحة العَرق الكريهة في بعض الأحيان تكون دليل على ارتفاع معدَّل السّموم بالجسم. فعلى سبيل المثال عندما يصاب الإنسان بالإمساك ولا يتمّ التّخلُّص من السّموم الموجودة بالجسم مع البراز، ترتفع نسبة السّموم بالدّمّ وبالتّالي تخرج مع العَرق. أو تزداد نسبة السّموم بالجسم نتيجة فشل في عمل الكبد أو الكِلى.
3. هناك بعض أنواع من الأطعمة تسبِّب تغيُّر في رائحة العَرق مثل البصل والثّوم والحِلبة والبسطرمة.
4. مكوث العَرق على الجسم لمدّة طويلة يؤدّي إلى وجود رائحة كريهة للعَرق. للإيضاح أقول إنه من الطّبيعي أن يتبخّر العَرق في الهواء، لكن هناك بعض الأسباب التي تؤدّي إلى مكوث العَرق لفترة أطول على سطح الجلد ومنها ارتداء الملابس التي تحتوى على البوليستر والألياف الصّناعيّة ووجود شعر كثيف على الجسم، والتّعرُّق في المناطق الضّيّقة مثل تحت الإبط وبين الفخذَين وبين أصابع القدمَين.
5. وجود التهابات أو تسلُّخات بالجسم يساعد على وجود روائح كريهة.
6. من المُثبَت علميّاً أنّ تناول نوعيّات معيّنة من الدّواء لفترات طويلة مثل الكورتيزون والمضادّات الحيويّة يساعد على نموّ نوع من الفطريّات يُسمّى الكانديدا وهي من أكثر الفطريّات التي تسبِّب رائحة كريهة للعَرق خصوصاً لدى السّيِّدات.
الحلول:
1. بدون أدنى شكّ أنّ النّظافة الشّخصيّة هي من أهم الطُّرُق للتّخلُّص من رائحة العَرق الكريهة. لذا فالاستحمام ضروري جدّاً، وأودّ أن أضيف أنّ الاستحمام مرّة واحدة يوميّاً في الصّيف أمرٌ لا يكفي، خصوصاً لدى الأشخاص المُعرَّضين للزِّيادة في إفراز العَرق. لكنّنا نؤكِّد على أهميّة الاستحمام في الصّباح حيث أنّه يخلِّص الجسم من البكتيريا التي تراكمت عليه طوال اللّيل، وفي نفس الوقت ينشِّط الدّورة الدّمويّة ويعطي نشاطاً وحيويّة. ويُفضَّل استخدام اللوف ونوع جيّد من الصّابون يتناسب مع نوع البَشَرة. فنوعيّة الصّابون الجيّدة ليست التي تحتوى على رائحة جيّدة بل التي تتناسب مع نوع البشرة. فبالنِّسبة للبشرة الجافّة يُفضَّل استخدام صابون به مواد مُليِّنة ومُرطِّبة مثل الكريمات والجليسّيرين والزّيوت الطّبيعيّة. وبالنّسبة للبشرة الدّهنيّة يُنصَح باستخدام صابون فيه مواد تحدُّ من الإفرازات الدّهنيّة للجلد، مثل الصّابون الذي يحتوي على اللَّيمون والسلفر وحامض السّيلسيليك. وفي حالة البشرة الحسّاسة يُنصَح بعدم استخدام صابون فيه روائح قويّة ونفّاذة، أو أحماض أو قُلَويّات بِنِسَب كبيرة. وهنا لابدّ أن يُطرَح السّؤال الذي يأتي على ذهن كلّ قارئ عندما نتكلّم عن نوعيّة الصّابون المستخدَمة في الاستحمام. هل الصّابون الطّبّي له فائدة حقيقيّة في القضاء على البكتيريا المُسبِّبة للتّعرُّق؟ الإجابة هي بالطّبع نعم، لكنّنا لا ننصح باستخدامه لفترة طويلة لأنّه ربّما يقضي على البكتيريا المفيدة للجسم (Normal Flora ).
2. حمّام مُنعِش بأقلّ التّكاليف. ففي عصر الغلاء ومع ارتفاع أسعار مواد الاستحمام، يمكننا الاستمتاع بحمَّام عطري مُنعِش بأقلّ التّكاليف. نستطيع إضافة زيت البابونج إلى ماء الاستحمام الدّافىء (10 قطرات منه)، فهو مسكِّن للألم ومهدِّئ للأعصاب ويساعد على النَّوم، بالإضافة إلى أنّه مضادّ للبكتيريا والميكروبات وله رائحة عطرة. كما يمكن إضافة ماء الورد إلى ماء الاستحمام. ومن الممكن تصنيع هذه الزّيوت العطريّة في المنزل، حيث تُقطَع الأزهار أو النّباتات التي تحتوى على روائح عطريّة قويّة وجميلة وتوضَع في لتر من زيت الزّيتون أو عبّاد الشّمس، ثمّ تُترَك الزُّهور والنّباتات في الإناء لمدّة يومَين مع الضّغط المُستمِّر للحصول على كلّ الزّيوت العطريّة الموجودة بها، ثمّ يُصفَّى الزّيت ويُضاف له من جديد كميّة أُخرى من النّباتات والزّهور، ويُكرَّر تغيير الزّهور والنّباتات عشر مرّات، ثمّ يُصفّى الزّيت ويوضَع في إناء مُحكَم الإغلاق، وتُضاف ملعقة واحدة منه على مياه الاستحمام للحصول على رائحة مُنعِشة.
3. كما ننصح باستخدام السّاونا مرّة شهريّاً، وارتداء ملابس داخليّة قطنيّة فاتحة اللّون لتمتصّ العَرق.
4. الاهتمام بتبديل الملابس وارتداء ملابس نظيفة بصورة دوريّة، وبالأخصّ الجوارب والملابس الدّاخليّة. فتكرار استخدام الملابس المُشبَّعة بالعَرق الجاف يزيد من انبعاث الرّائحة الغير مقبولة، ويساعد على نموّ الفطريّات الضّارّة والتي تُسبِّب العديد من الأمراض الجلديّة.
5. التّخلُّص من الشّعر الزّائد الموجود بالجسم يُقلِّل من رائحة العَرق الكريهة.
6. استخدام مُزيل رائحة العَرق يفيد فهو يُقلِّل من إفراز العرق لاحتوائه على أملاح الألمونيوم، كما أنّه يقاوم نشاط البكتيريا ويضيف روائح عطريّة على الجسم. لنتوخّى الحذر من بعض مزيلات العَرق التي تسبِّب حساسيّة للجلد، فيجب تجربة كميّة قليلة من المزيل على الجلد للتأكُّد من أنّه لا يسبِّب أيّ حساسيّة. وقد ثبتَ علميّاً أنّ خلّ التّفّاح يُقلِّل من إفراز العَرق ويقاوم انتشار البكتيريا، لذا ننصح بدَهن المناطق شديدة التّعرُّق بالجسم بخَلّ التّفّاح (الخلّ النّاتج عن تخمُّر التّفّاح وعصيره بعد أن يُترَك مُعرَّضاً لحرارة الجوّ لمدّة أسابيع، وتقوم الجراثيم والبكتيريا بعمليّة التّخمُّر وتحويله إلى خلّ).
6. للتّخلُّص من السّموم المتراكمة بالجسم (البراز) نتيجة للإمساك، يُنصَح بتناول الماء (على الأقلّ 5 أكواب يوميّاً)، وتناول الفاكهة الطّازجة كطعام للإفطار دون إضافة أيّ طعام آخَر. كما أنّ شرب كميّة كبيرة من الماء على الرِّيق (قبل تناول أي طعام) يمنع الإمساك، ويساعد على التّخلُّص من السّموم الموجودة بالجسم. تناول فيتامين ب المُركَّب يساعد على التّخلُّص من الإمساك أيضاً.
7. تجنُّب تناول بعض الأطعمة بكثرة لأنّها تحتوي على نِسَب مرتفعة من الحامض الأميني "كارنيتاين"، وهي الأسماك واللّحوم والدّجاج والحبوب والخميرة والبَيض[img][/img]