بر الله
إن كلمة "بر الله" لا تعني كلمة "بار". فكلاهما إمتيازين هامان يجب على كل مؤمن أن يكتشفهما.
ما معنى كلمة "بار"؟
إن البار هو الشخص الذي حُكم عليه من قبل محكمة السماء بالبراءة وأنه غير مذنب, لأن شخص المسيح قد دفع ثمن كل أفعاله وأخذ الدينونة بدلاً عنه. وصار البار مكان يسوع "بريء" كمَن لم يفعل خطيئة, لأن يسوع أخذ مكانه. فصار يسوع خطيئة وصار الإنسان بريء وذلك بقبوله لذبيحة يسوع واعترافه بيسوع رباً على حياته.
إن "البار" يعنى أن يقف الشخص أمام الله غير مُدان بشيء في علاقة سليمة جيدة لا يوجد شيء ضده ولا يوجد ما يشوش علاقته بالله. لقد حجب الله وجهه عن يسوع لكي لا يحجب وجهه عنك عندما تخطيء. لا يوجد شوائب في علاقتك الله. أي علاقة غير مشوشة في قبول ورضى تام. إن كلمة بار تعنى البراءة: بريء في نظر محكمة السماء – العدل الإلهي.
كيف صار المؤمن باراً - كيف حصل على البراءة؟
يعتقد كثيرون بأن يسوع "حمل الدينونة من علينا". لكن عندما تدرس الكتاب جيداً ستجد أن يسوع حمل عقاب خطايانا. لأن الدينونة هي حالة "الإدانة" وليست "العقاب". الدينونة هي: الحُكم. لكن العقاب هو: "تنفيذ الحكم عمليا".
لكي نفهم هذه النقطة علينا أن نفهم كيف يُدان الإنسان : عندما يفعل أحد شيء (قبل أن يتضح فعله أن خطأ) فما سيجعله يدرك أنه أخطأ هو وجود قانون يبَّين هذا الخطأ. فيدرك أنه أخطأ نتيجة هذا القانون. فيقف هذا القانون ضده ويقول, "إن فعلت هذا سيأتي عليك هذا العقاب".
إذًا العقاب قد أتى بسبب الدينونة نتيجة القانون (الناموس في العهد القديم هو القانون). إذاً فالناموس- أي القانون- يدين المخطيء, وهذا صحيح وعدل حتى لا يستمر الإنسان في الخطأ. لأن طبيعة الإنسان تنتج الخطأ. لذا يجب وجود شيء يوقفه.
لم يعد هناك قانون ضد المؤمن لأن يسوع أنهى على الناموس. نقرأ في رسالة رومية 10 : 4 "فَإِنَّ غَايَةَ (أي مكان وصول ونهاية) الشَّرِيعَةِ هِيَ الْمَسِيحُ لِتَبْرِيرِ كُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ." تقول أحد الترجمات: "لأن بيسوع نهاية الناموس..."
لقد حمل يسوع عقاب أي شخص يقبل إليه لأنه ألغى الناموس. فهو ليس مداناً بعد الآن.
كما حكمت محكمة السماء بالبراءة على من قبل ذبيحة يسوع بالإيمان. ولأن يسوع كان بديلا لنا, ولأنه أيضاً أكمل الناموس الذي كان يديننا ثم إلغاه. كان يحق ليسوع وحده أن يلغيه ولا أي إنسان آخر, لماذا؟ لأن الكتاب يقول أن هدف الناموس هو مجيء يسوع. وهذا ما حدث, ألغاه يسوع بعد أن أتمه وأكمله ولم يكسر منه وصية واحدة. عندما قال يسوع أنه "لم يأتي لينقض بل ليكمل", كان يعني أن الناموس كان ناقصاً وقد جاء ليكمله.
إن هذه البراءة ليست على أساس الأعمال لكن بإيماننا بالرب يسوع فقط. نرى ذلك في قول الرسول بولس في رسالة فيلبى 3 : 9 "وَيَكُونَ لِي فِيهِ مَقَامٌ، إِذْ لَيْسَ لِي بِرِّي الذَّاتِيُّ الْقَائِمُ عَلَى أَسَاسِ الشَّرِيعَةِ، بَلِ الْبِرُّ الآتِي مِنَ الإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ اللهِ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ."
وفى رومية 1 : 17 "فَفِيهِ قَدْ أُعْلِنَ الْبِرُّ الَّذِي يَمْنَحُهُ اللهُ عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ وَالَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الإِيمَانِ، عَلَى حَدِّ مَا قَدْ كُتِبَ: «أَمَّا مَنْ تَبَرَّرَ بِالإِيمَانِ، فَبِالإِيمَانِ يَحْيَا».".
كيف تتبرر في العهد الجديد؟
متى 12 : 37 فَإِنَّكَ بِكَلاَمِكَ تُبَرَّرُ، وَبِكَلاَمِكَ تُدَانُ !
يقول أن الإنجيل (الأخبار السارة) إن في يسوع قد أُعلن البر الذي يمنحه الله على أساس الإيمان والذي يؤدى إلى الإيمان. ومن هنا نحن أبراراً (براءة) لأننا قبلنا ذبيحة المسيح. وجُعلنا بر الله في المسيح أيضاً.
أسلك وفقاً لحُكم البراءة
آمن بحكم البراءة الذي نلته حتى ولو لم تشعر به. ما عليك إلا أن تستمتع بالسلام الذي صرت عليه في علاقتك بالله. لا يوجد شيء بينك وبينه ولم تعد هناك أي خطيئة فاصلة بينك وبينه. لا تصدق مشاعرك بل صدق الكلمة.
رومية 5 : 1 فَبِمَا أَنَّنَا قَدْ تَبَرَّرْنَا عَلَى أَسَاسِ الإِيمَانِ، صِرْنَا فِي سَلاَمٍ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. (2)وَبِهِ أَيْضاً تَمَّ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيمَانِ إِلَى هَذِهِ النِّعْمَةِ الَّتِي نُقِيمُ فِيهَا الآنَ."