سلسلة مين يقدر يقول؟؟؟4

اختبارات تحـرر من المكيفـات

من مدمـن مخـدرات خسيس إلى كـارز بالرب يسـوع وقسيـس

اختبـار القـس جـون بيلـى ـ لنـدن


كـان عمرى 14 سنة، عندما كنت واقفا وحـدى فى محطـة كينجـز كروس فى لنـدن، حيث انتابتنـى مشاعر مختلفة. فقد قـررت أخيرا، أن أبحث عن شهرتـى وحظـى خلال كتابة القصص القصيرة فى هذه المدينـة الكبيرة. كان أول اختبـار لى فـى لنـدن : أننى كنت أبيع الهمبورجر فى غرفة بمنزل لرجـل يونانـى، كان يستغلنى لترويـج وبيـع المخدرات. وكذلك سرقـة المعروضـات من المحلات التجارية، وإعـادة بيعهـا لحسابـه.
وخـلال الـ4 سنوات التى قضيتهـا معـه، كان عملى مزيج من سرقة المعروضات ثم بيعهـا، ومن كتابة القصـة القصيرة، حيـث كنت أريـد أن أصيـر كاتبـا مشهـورا. ولكن خلال هذه الفترة، لم يحالفنـى الحـظ، حسب وجهة نظـرى. وفى يـوم عيد ميـلادى الـ 18، تـم قبـول أول قصـة كتبتهـا. وقادتنى هذه القصـة إلى كتابة قصة أخرى. وهكذا الواحدة بعد الأخرى، حتى صـارت قصصى معروفة لدى الكثيرين. وبهذا أمكننى أن أنتقـل من غرفة متواضعة جدا، وأستأجر شقـة فاخـرة فى أقصى غـرب لنـدن.
وبـدأ تقدمـى فى طريق الشهـرة. ولكن فى الوقت نفسه، كنت أنزلـق فى تجاوبى مع تعاطى المخـدرات. فكـلما ربحـت أكثر من كتابة القصـص، كلما زاد إنفاقى على شـراء المخـدرات. ولأننى لم أكن سعيدا بنجاحـى الذى حققـه نشاطـى الأدبـى، لذا اندفعـت أكثر إلى تعاطـى الهيرويين، رغبة فى الحصول على نشـوة، تساعد على زيادة نشاطـى فى كتابـة القصص. وهكذا، حتى بـدأت أهبـط إلى حالـة حيث صار مستوى قصصى غير مقبول لدى القـراء.
وفى أحد الأيام، استيقظت، لأجـد نفسى فى إحدى المصحات النفسية، بسبـب تناولى جرعة عاليـة من الهيروييـن. وسمـعت الأخصائـى يقـول " هذا الرجل، قد دمـر الهيرويين خلايا عقلـه تماما. " وفى الحال، تأكدت أن مستقبلـى ككاتـب للقصص، قد انتهـى. ولا تفلـح أية مساعـدة لـى. ومع ذلك، لم أستطع أن أتوقف عن تعاطـى الهيروييـن.
ولمدة 10 سنيـن، عشـت حيـاة قاسيـة جدا. كنت أنـام فى الحدائـق العامـة، وفى الحـوارى. أسرق من النـاس، لكى أدفع ثمن جرعة جديدة من الهيرويين. فقـدت الكثيـر من وزنـى. وانتشرت فى جسمـى القـروح الغير قابلة للشفـاء، نتيجة حقـن جسمـى بالهيروييـن. وفى أحد الأيام، بينما كنت غارقا فى يأسـى، تقابلت مع فتـاة مسيحيـة حقيقيـة. وبدأت تحدثنـى عن محبة الرب يسـوع لى، وأقنعتنـى أن أضـع ثقتـى فيـه. وأطلب منـه أن يخلّصنـى من حياتـى اليائسـة. ورغم أنى لم أفهـم الكثير مـن حديـث هذه الفتـاة، لكننى كنت فى حاجة شديدة أن أؤمـن وأثـق أن الرب يسـوع هـو الطريـق الوحيـد الذى فيـه تتغيـر حياتـى.
وهـكذا، ركعـت على ركبتـىّ، ولأول مـرة، صرخـت بدمـوع إلى الرب يسـوع قائلا " ربـى وإلهـى. أنـا لا أستحـق أن أقـف أمامـك، لأنى إنسـان شرير جدا. ولكننى أثـق فى محبتـك وعظمة دمـك الـذى سفكته لأجلى على الصليب. بـه طهـر قلبـى من كل خطاياى. وامتلك حياتـى كلها لتكون ملكـا لك أنت وحـدك. "
وبعدما انتهيت مـن صلاتى، ومسحـت دموعى، شعرت أن ثقـل الخطيـة قد سقطـت عن كتفـىّ. وتحـررت تماما من قيـود الإدمـان. وحـلّ فى قلبى سـلام حقيقى وفرح عجيب لأول مـرة. وعـاد الأمـل فى حياتـى من جديـد. وفى الحـال، اكتشفـت أن للرب يسـوع خـطط قد أعدهـا لى. كما أن الرب يسـوع الذى حررنى من إدمـان المخدرات، سكـب علـىّ الروح القدس وعمدنـى بـه، مثلما حـدث للتلاميـذ، يوم الخمسيـن.
وهكـذا، تحولت حياتى بطريقـة مثيرة : من مدمن مخدرات منطوى على نفسـه، لا يقدر أن يبقـى فى مكان يوجد فيـه أكثر من شخصين، إلى إنسان، حياته بين الاجتماعات المزدحمة. ومن أكثر الملاحظات، هى الرغبة التى وضعهـا الرب يسوع فى قلبى، أن أكون خادما لكلمتـه الحيـة المغيّـرة للنـاس. وقد أعطانى مواهب روحية للكرازة بكلمتـه، وشفـاء المرضـى باسمـه، وإعلان المعرفة المتميـزة التى تأتى مباشرة مـن الـروح القـدس. بـدأت أدرس الكتـاب المقدس بتعمـق شديـد. وآمنـت، أن زمن المعجـزات لم ينتهـى بعد. وأن الرب يسـوع يجـرى المعجزات حتى يومنـا هـذا ، تماما كـان فى بدايـة الكنيسـة. وفى أحد الأيام، جاءت إلىّ سيـدة لها مكانـة، وخدمـة معروفـة فى إحدى الكنائـس. وصارت تسخـر من فكرة أن مواهـب الروح القدس ما زالت باقيـة حتى يومنـا هذا. ولكنها، انهـارت فى بكـاء شديد، عندما أعلـن لى الروح القدس، أنها تعيش حيـاة الزنـا فى السـر مع رجـل اسمـه جـورج. وفى الحال، صرخـت إلى اللـه طالبة الغفـران. وبعدما انتهيت مـن الدراسـة فى كلية اللاهـوت، صرت قسيسـا لإحدى الكنائس فى لنـدن. وما زال الروح القدس يستخدمنى بطريقة عجيبة لنشـر كلمة اللـه الحية، وإظهار محبتـه للبعيدين عنـه.


أخـى. أختـى.
وكما فعـل الرب يسـوع معى أنـا المدمن اليائس وخلق منى إنسـان يكرز باسمه، يستطيع أن يعمـل معك أنت أيضا، إذا أتيـت إليه معترفـا بخطاياك. وقبلته مخلصـا شخصيـا لك.

أسرع إنـه فى انتظارك