"إنسان كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا..."
(لو 10: 30 -35)
هذا الـمَثَل بإجماع كل المفسرين، يُعتبر لؤلؤة الأمثال، لأن الرب في كلمات موجزة لخّص قصة الإنسان
، وفشله تحت الناموس، كما أعلن النعمة
الغنية التى وصلت إليه عن طريق الفداء، فهو تدبيرياً يشمل الكتاب المقدس كله من التكوين إلى الرؤيا.
فنجد أن الإنسان قد ترك مكان الشركة (أورشليم) ونزل إلى مكان اللعنة (أريحا) وفى طريق انحداره وقع بين (لصوص) إشارة إلى الشيطان، فجرحوه وعروه إشارة لنتائج الخطية الـمُحزنة، وتركوه بين حي وميت.
ونجد أن الكاهن واللاوي يمثلان تدبير الناموس الذي يمتد حوالي 1500 سنة، حيث عرض أنهما اجتازا بهذا الطريق، ولكنهما اجتازا مقابله، وهكذا الناموس لم يفد الإنسان الخاطئ في شىء. فالناموس "قد زيد بسبب التعديات إلى أن يأتي النسل الذي قد وعد له (أي المسيح)" (غلا3: 19) ، "وغاية الناموس هي المسيح" (رو10: 4) . وهنا نرى صورة لتدبير النعمة ممثلاً في السامري المسافر؛ فكونه مسافراً يعنى أنه يتحرك ما بين نقطتين لغرض معين، والمسيح تحرك من حضن الآب ووصل إلى الصليب، لكى يستطيع أن يضمد جراحات هذا الإنسان ويصب عليه (الزيت) إشارة للروح القدس والخمر إشارة إلى الأفراح.
ولم تنتهِ القصة عند هذا الحد، ولكنه في "الغد لما مضى" وهذا يمثل صعود المسيح للآب، تركه "لصاحب الفندق". والفندق يشير إلى الكنيسة المتغربة، فالمؤمنون "غرباء ونزلاء" وصاحب الفندق يشير إلى الروح القدس، وقبل أن يتركه حدد لصاحب الفندق فترة غيابه والمرموز لها "بدينارين" ومن متى20: 2نعرف أن الدينار هو أجرة يوم، وعليه فإن الدينارين هنا يمثلا يومين. ولقد وعد صاحب الفندق بعودته مرة ثانية قائلاً له "مهما أنفقت أكثر فعند رجوعي أوفيك"، ولكنه الخبير بالأزمنة والأوقات، فلقد ترك الأجرة على قدر مدة غيابه فهو لا يبيت مديوناً لأحد.
#
بل وفى اهتمام توصى بي رحيماً بــل وتعطـــى الأجـــر عنـــى كريمــــاً
واعداً ستأتـي ربـــى عـــن قريـــب آخـــذاً إياي للبيــــت العجيـــــــبِ
حيثمــا نبقــى هنـــاك يا حبيبي كيما أسعد معك سيدي ما أروعك
#