عندما قـال لى
" ...إلى متى لا تقبـل خلاصى...! إلى متى ترفض شفائى... ! "
اختبـار خـادم الرب فيكتـور سمعـان ـ مِصـر ـ أمريكـا
وُلدت فى بيت مسيحى حقيقى فى مدينة المنيـا فى مِصر. وكان أبى يخدم الرب يسوع بالإضافة إلى عملـه الصباحى. وكانت والدتى أم مسيحية تقيـة. أما أنـا، فكنت بعيدا عن الله. ورغم أننى لم أكن تلميذا مجتهدا فى المدرسة، لكننى كنت مهندسا بارعا فى فعل الشـر. فقد أقمت حدا فاصلا فى طريق حياتى. وقلت للرب يسوع " أنت من جانب على هذا الخط الفاصل، وأنـا على الجانب الآخر له. أنت لا تأتى ناحيتى، وأنا لا أخطو ناحيتك. " زارنا العديد من خدام الله المباركين. وتحدثوا معى عن محبة الرب يسوع لى. وحاولوا أن يقنعونى كى أرجع عن حياة الشر، وأعيش للرب يسوع. ولكنى كنت أهزأ بكلامهم. وبينما كنت أحترم كبـار السن منهم، لكن الشباب منهم، كنت أطـردهم وأدفعـهم حتى ينزلقوا فوق سـلم المنزل. عندما كان عمرى 11 سنة، دخّنت أول سيجارة فى حياتى. وبعد سنتين، أدمنت التدخين. وعندما صار عمرى 13 سنة، قدم لى أصـدقاء الشر، شيئا جديدا. فقد صاروا يحشون السيـجارة بالحشيش ثم أدخنهـا. وعندما صار عمرى 14 سنة، كانت لدىّ موهبة الموسيقى. والتحقت بفرقة للغناء والموسيقى تقوم بإحياء الحفلات. وكنت أصغرهم سنا. وكنت أكثرهم نشاطا وتهريجا. وكانوا يكافئونى؛ بأن يقدموا لى السيجارة والكأس والمخدرات وأعمال النجاسة. فى ذلك الوقت، كنت فى المدرسة الثانوية. وبسبب انشغالى مع الفرقة الموسيقية، لم يكن لدىّ وقت لاستذكار الدروس، ورسبت فى السنة الأولى 3 مرات. سئمت الدراسة، وقلت لنفسى : كيف أن زملائى أصبحوا الآن فى السنة النهائية، وبعدها يلتحقون بالجامعة، بينما أنـا ما زلت فى سنـة أولى!!وبعد أن تضايقت قليلا، اشتد الحماس فى داخلى، فقلت لوالدى " أبى . سوف أدخل امتحان الشهادة الثانوية فى نهاية هذا العام (نظام 3 سنوات فى ذلك الوقت ) "
قال لى " ابنى . كيف يكون هذا ! وأنت لم تستطع أن تنجح فى امتحان السنة الأولى الثانوية ؟ "
قلت له " أبى . لقد قررت هذا، حتى لا يسبقنى زملائى الذين كانوا معى فى السنة الأول منذ 3 سنوات. "
وبدأت أجتهد، وساعدنى الرب يسوع حتى اجتزت امتحان الشهادة الثانوية بنجاح، وحصلت على شهادة إتمام الدراسة الثانوية. وكان تقديرى فى درجات النجاح يؤهلنى لدخول كلية المعلمين فى ذلك الوقت.
لكننى قلت فى نفسى : عندما أصير مدرسا ومعلما، فإننى أتوقع أن أجنى ثمار ما فعلته مع مدرسىّ فى الثانوية عندما كنت أتطاول عليهم بالإهانة وأحينا بالضرب. لذلك سافرت إلى لبنـان حيث التحقت بكلية الآداب بالجامعة اللبنانية.
وفى لبنان، صارت لى الحرية. ففعلت كل ما أريده. تعاطيت المخدرات، وأدمنت الخمر ومارسـت النجاسة. وبعد أن انتهيت من دراستى الجامعية، هاجرت إلى أمريكا حيث تمتعت بحرية أكثر ومال أوفر. وفى كاليفورنيا، تعرفت بصديق، قادنى إلى إدمان المخدرات اليوم كله. وبعد 8 سنين، انتقلت لأسكن فى هوليود، حيث حاولت أن أعيش حياة النجون السينمائية، أفعل كل ما تطلبه نفسى وتراه عيناى ويشتهيه جسدى. قضيت 12 سنة، أتردد على النوادى الليلة حيث كنت أقضى الليل كله ما بين تناول الخمور وتعاطى المخدرات وممارسة الجنس. ولكن عندما أعود إلى البيت، أشعر بفراغ شديد فى داخلى. وكان هذا الفراغ يؤلمنى ويقلقنى فى نومى.
وأخيرا، قلت فى نفسى : ربما عندما أتزوج، يتلاشى الفراغ من داخلى، لذلك اتصلت بوالدى فى القاهرة، وقلت له " بابـا. انـا سأحضر إلى القاهرة، لأنى أريد أن أتزوج. " وقبل أن أسافر، صليت وقلت " ربى يسوع . من فضلك، اختار لى الزوجة الصالحة. " وعندما وصلت إلى القاهرة، ذهبت مع والدىّ لزيارة إحدى العائلات المسيحية، للتعرف على الفتاة التى تصـلح لى زوجة. وقبل بدء الزيارة، رفعت صلاة وقلت " ربى وإلهى . إن كانت الفتاة التى سنراها مختارة من عندك زوجة لى، أكمل المشوار. أمـا إن لم تكن مختارة من عندك، أغلق الباب. "وهكذا، قمت بزيارة 14 عائلة. ولم أعثر على فتاة تصلح زوجة. صرخت وقلت " ربى يسوع . مضى شهران، وأنـا أنتقل من بيت إلى بيت لعلى أجد فتاة تصلح زوجة، ولكن لم أجـد. ولست أعلم ماذا أفعل ! سـاعدنى يا إلهى. " ولما انتهيت من الصلاة، قال لى أبى " يا ابنى، سنقوم بزيارة عائلة صديق لى. وأنـا واثق أن ابنتهم ستعجبك، وستصلح زوجة لك. "
قلت لأبى " ومن أدراك أنها ستعجبنى ! "
قال لى " أولا ؛ أبـوها صديقى من مدة طويلة. وهو مسيحى حقيقى يحب الرب يسوع ويخدمه بأمانـة. "
قلت له " هذا أول سبب،لأجله سأرفض أن أتزوج ابنته. "
قال لى " ثانيا؛ والدتها أخت فاضلة مسيحية تقيـة. "
قلت له " وهذا ثانى سبب، يجعلنى لا أٌقبل أن أتزوج ابنتها. "
قـال لى " تعالى معى لزيارتهم. "
وبينما كنت أقود السيارة فى طريقنا إلى منزلهم، اجتزت طريقا تتخلله مطبـات كثيرة،مما أرهقتنى فى قيـادة السيارة. فالتفت إلى والدى الجالس بجوارى، وقلت له " وهذا هو سبب ثالث يجعلنى أرفض أن أتزوج ابنـة صديقك هذا. " ولما وصلنا إلى منـزل صديق أبى، استقبلونا فى غرفة الضيوف حيث دخل جميع أفراد الأسرة ورحبوا بنا. ولما نظرت إلى الفتاة، رأيتها فتاة مسيحية حقيقية، محتشمة فى لبسهـا. ولا تتزين بالزينات الصارخة التى تتميز بها فتيات هذا الجيل. وبعد انتهاء الزيارة، وفى طريق عودتنا، قلت لأبى " هذه الفتاة محتشمة فى لبسها. وأنا أريد فتاة، عندما يراها الناس يظنوا أنها لا تلبس ثيابا على جسدها. كما أن هذه الفتاة مهذبة الأخلاق، وأنـا أريد فتاة تشاركنى الحفلات التى أذهب إليها وترقص معى، وتشرب الخمر معى، و هذا هو السبب الرابع الذى يجعلنى لا أقبل هذه الفتاة زوجة لى. "
قال أبى " عندما تتزوج هذه الفتاة، سوف تصير بركة شخصية لك ولأولادك ولبيتك. "
وبعد مرور 10 أيام، استيقظت فى الصباح، وإذ بقوة لا أدرى مصدرها دفعتنى، فقلت لأبى " أريد أن ازور صديقك هذا مرة أخرى، حتى أخطب ابنتـه. "
وفى طريقنا، قلت لأبى " أريد أن أخرج أنـا والفتاة وحدنـا، حتى تتاح لى الفرصة أن أتحدث مها وتتحدث معى، ونفهم بعضنا، ونطمئن من جهة بعضنا البعض. "وهكذا تم لى ما أردت. وخرجت أنـا والفتاة معا.
وبعد أن حكيت لها عملى فى أمريكا، وحكت هى عن أحوالها هنا، قلت لها " لقد صليت إلى الرب يسوع، حتى يختار لى الزوجة المناسبة. وسوف أكرس غدا للصوم والصلاة فى دير الأنبا مقار فى وادى النطرون، حتى يختار لى الزوجة المناسبة. وبعد عودتى، أريد أن نتقابل معا لمعرفة إرادة اللـه. "
قالت لى " أنـا أقوم بتحضير دراسات عليا فى كلية العلوم بجامعة القاهرة. ويمكنك أن تقابلنى عند الباب الخارجى لمبنى الكلية. "
وفى صباح اليوم الثالث، أخذت معى ابنة أختى وزوجها وذهبنا إلى جامعة القاهرة، حيث سمـحوا لزوج ابنة أختى بالدخول لأنه يحمل تصريحا. وهناك قلت لزوج أختى " أنا لا أتذكر ملامح وجه الفتاة، فكيف ستعرفها أنت ؟ "
فقال لى " سأدخل، والرب يسوع يقـود طريقى إلى الفتـاة. "