إختباري مع الرب
نينا سابا
إسمي نينا سابا وأعيش حالياً في مدينة فانكوفر في كندا. عندما طلب مني أن أشارك بإختباري مع الرّب يسوع ، رحّبت بالدعوة بدون تردد لأنه أعظم حديث أفخر بأن أتكلم به.
ولدت في عائلة مسيحية تقليدية، وكنا نذهب للكنيسة في الأعياد والمناسبات. وكانت معرفتي بالحياة المسيحية تكاد تكون معدومة. ولكن أشكر نعمة الرب الفائقة التي لم تتركني بعيدة عن معرفة ربّي ومخلّصي، بل اقتادتني للنور الحقيقي وأنا بعد صغيرة.
ففي أحد الأيام عاد أخي الأكبر الى البيت بعد اللعب خارجاً، ومعه قلماً جديداً. سألته من أين أحضره، فأخبرني أنه حصل عليه كهدية من مدرسة الأحد في الكنيسة الصغيرة المجاورة. وكغيرة الصّغار للحصول على هدية مماثلة، بدأنا أنا وأختي نذهب معه بانتظام الى مدرسة الأحد حيث تعلمنا الكثير من الدروس الشيقة من الكتاب المقدس والترانيم الرائعة التي كنا نردّدها باستمرار. فزاد تعلّقي بالكنيسة حتى صرت، رغم صِغر سني، أذهب قبل الموعد لأساعد في ترتيب وتنظيف الكنيسة وصفوف مدرسة الأحد. ومع فرحي بالهدايا الصغيرة التي كنا نحصل عليها بسبب تردّدنا المنتظم للكنيسة، إلا أن أعظم هدية حصلت عليها كانت معرفتي الحقيقية لربّي ومخلصي يسوع المسيح. تعلّمت من كلمة الله أنه لا يمكن لأحد أن يرى ملكوت الله بدون أن يولد من فوق، وهي الولادة الجديدة بالرّوح القدس. فسلمت قلبي للرّب يسوع وأنا في التاسعة من عمري وقبلته مخلّصا شخصيّا لحياتي. وبعد فترة قصيرة انتقلت هذه الكنيسة الصغيرة الى مبنى أكبر في مكان بعيد عن بيتنا. فلم يعد بوسعنا الذهاب إليها. غير أن محبّة الرب يسوع وأمانته في الإهتمام بأولاده ورعايتهم، أينما كانوا في هذا العالم، إقتادتنا للكنيسة الإنجيلية التبشيرية قرب المتحف. فصرت أذهب إليها بصحبة أمي وأخوتي. والرّب باركني إذ ازدادت معرفتي أكثر وأكثر بالحياة المسيحيّة وأمور شرح الكتاب المقدّس. وتعمّدت وصرت أساهم في خدمة مدارس الأحد بالإضافة الى نشاطات أخرى حسب إرشاد الرّوح القدس. أشكر الرّب كل حين على الكنيسة وعلى خدّام الرّب الأمناء في نشر كلمة الإنجيل وشرحها.
ورغم أن قصة تعرفي على الرّب يسوع هي في غاية البساطة، إلا أن اختباراتي اليومية خلال رحلة الحياة، كانت ولا تزال تزيدني نموّاً وعمقاً في الإيمان والإتكال على الرّب يسوع. فبينما كنت أحب أن أحفظ آيات الكتاب المقدس خلال السنين الأولى من إيماني، إلا أن اختباري الحقيقي لمعنى هذه الآيات واختبار قوة كلمة الله في التجارب والصعوبات التي مررت بها جعلتني أعيش معنى كل آية حفظتها وأكثر. فمثلاً عندما كنت أردد المزمور الثالث والعشرين لأن كلماته حلوة وتبعث في النفس السّرور والإرتياح، لكنني لم أختبر قوة هذه الكلمات إلا عندما مررت بظروف قاسية فهمت المعنى الحقيقي لكون الرّب يسوع راع لي وكيف معه لا يعوزني شيء مهما قست الأيام أو اشتدّت الظروف. اختبرت رعاية الرب لحياتي ولحياة عائلتي في المراع الخضر، كما اختبرت أننا عندما نتبع الرّب يسوع كراعينا، نستطيع أن نقول "إنما خير ورحمة يتبعانني كل أيام حياتي وأسكن في بيت الرّب إلى مدى الأيام". ما أروع هذه النعمة فليس علينا أن نبحث عن الخير والرحمة ونتبعها، بل هي التي تتبعنا كبركات من إلهنا المجيد طالما نحن نسير في خطى راعينا الرب يسوع المسيح، لأن وعوده حق ويقين.
ولو أردت أن أتحدث عن محبة الرّب يسوع الفائقة المعرفة، فإنه ليعجز لساني عن التعبير عن عمق ومدى هذه المحبة التي لا حدود لها. ولكن أتخذ هذه الفرصة لأشجع كل من اختبر نعمة محبة الرّب يسوع أن يجتهد في خدمة الرب لأن الحصاد كثير والفعلة قليلون وكل ما نعمله للرب هو وحده الذي يبقى لنا في الأبدية، ولنكن غير ناظرين الى الأمور التي ترى لأن التي ترى وقتية وأما التي لا ترى فأبدية. كما أشجع كل من لا يزال بعيداً عن معرفة الرّب يسوع أن يطلبه مخلّصا شخصياً لحياته ويضمن لنفسه الأبدية مع ملك الملوك ورب الأرباب لأنه وحده الطريق والحق والحياة.