نصيبي هو الرب قالت نفسي من أجل ذلك أرجوه (مرا 3 : 25).
من لي في السماء ومعك لا أريد شيئاً (مز 73 : 25).
يمتاز الانسان عن سائر المخلوقات لأن الله خلقه برأس مستقيم يرتفع الى السماء بينما ترى رؤوس كل المخلوقات الحية منحنية نحو الأرض، وذلك يدل على أن للإنسان مركزا خاصاً عند الله دون باقي المخلوقات التي لا تتعدى حياتها الأرض أما الانسان فكما قال بولس الرسول اننا نحن واثقون كل حين عالمون أننا ونحن مستوطنون في الجسد فنحن متغربون عن الرب ( 2 كو 5 : 6).
هذه الأرض ليست نصيباً لنا ، الرب اعطى للأمة القديمة في مصر عذاباً حتى لا يشتهوا البقاء فيها ونحن اعطى لنا في الأرض شقاء حتى لا نحسبها مقراً لنا. اخطارها لا تكف وأضرارها لا تنقطع لولا الرب الذي لنا لما استطعنا ان نعيش يوماً واحداً .. اتعاب من هنا ومرض من هناك وجلدات وأخطار ، عند كثرة همومي في داخلي تعزياتك تلذذ نفسي (مز 73 : 19).
نعم انها دار الشقاء لولا الرب والصلاة والتعزيات من كتاب الله، لولا الرب الذي لنا لابتلعونا أحياء (مز 124 : 2) .
تذكروا كيف صرخ بولس واختار ان ينطلق من دار الشقاء ، لي اشتهاء أن انطلق وأكون مع الرب (في 1 : 23) وقد شبه الوحي حالاتنا باننا ننزعج ونضطرب في يوم الرحيل مثل الحمامة مهما واجهت من صعوبات تحب أن تبقى في عشها على الرغم أنه في هذا العش قُتلت جميع فراخها أو كسر بيضها ومهما صادفت من الآلآم واهوال هكذا نحن مع كوننا في الحياة نقاسي كل أنواع الشقاء فإننا نخشى ان نتركها أو نرحل عنها (هو 7 : 11) صار أفرايم كحمامة رعناء .
إن خروجنا من هذا العالم أفضل جداً من دخولنا اليه (يوم الممات خير من يوم الولاده)
(جا 7 : 1) صحيح انه ان ولد انسان في العالم يفرح الآخرون (يو 16 : 21) وان مات يكتئبون ويحزنون، اما نحن المؤمنون فيوم الممات ينقلنا الى الراحة والفرح والسعاده الأبديه ولأن نكون مع الرب كل حين وهنالك ننظر الذي لم تنظره عين ولا لم يخطر على بال ما اعده الله للذين يحبونه (1 كو 2 : 9) طبعاً هذا خير وخير جزيل لأنه في يوم الولاده الذي به دخلنا الى عالم مملؤ بالخطية والتعب والبطلان وقبض الريح نحن أن ولدنا لا نعرف كيف نكون أو سنقضي حياتنا نحن غير مسؤولين ولا مخيريين في شيء حتى في أصغر الاشياء وهو اختيار الأسم.
اما ان مات هذا الانسان الصالح المؤمن فإنه يعلم ويعلم باليقين أنه ذاهب ليكون مع الرب فيوم الميلاد يثقل النفس بحمل الجسد الثقيل أما يوم الممات فيحررها من جسد الاتعاب .
سئل الفيلسوق يوماً : أي نوع من أنواع السفن هو الآمن ؟؟ فأجاب: أأمن سفينه هي التي وصلت الى البر ، هكذا يسوغ لنا أن نقول أنه ما دام الانسان في الدنيا فهو في عالم الخطايا والاحمال والحرب المستمرة ، قال احد الأباء حربي لم تنتهي ان حاربت الكبرياء والدنس والغضب وحب المال وجميع الرذائل الجسديه فإذا قهرت حب المال نهضت الشهوة الجسدية واذا روضت هذه الشرور او تلك اعقبها الطمع واذا قمعت الطمع تغلب عليّ الغضب فكم رأيت عجرفة وتملقها سكر وفرقها حسد وقطعها الغيرة.
فقال : فلنسع إذا وراء النجاة حيث نكون غير مبالين بجسد فاسد ، فإن قبطان السفينة اذا هاج البحر عليهم لا يهتمون إلا بنجاة أنفسهم واذا وصلوا بر الامان لا ينظرون الى السفينة اذا تهشمت أو غاصت في أعماق البحر أو اذا امتعتهم كانت قد بقيت أو فقدت تذكروا عندما هاج البحر في السفينة التي فيها يونان قاموا بالقاء كل ما كان في السفينة من أجل النجاة (يو 1 : 4) (اع 27 : 19) لذلك أحبائي دعونا نكون واثقين عند ساعة الموت لأن الكتاب يقول الصديق واثق عند موته (أم 14 : 32) عنده ثقه في الرب وفي وعوده أنه يدخل الى افراح السماء حيث لا حزن ولا تعب ولا دموع ولا لعنه .