+ بالطبع فإن العصبية هي نوع من عدم المقدرة على التحكم في ردود الأفعال، وهي تسيء لصورة الإنسان العصبي نفسه، ولا تحل المشاكل بل تعقدها في أغلب الأحيان.. ومع ذلك فإن التعامل مع عصبية الزوج يستلزم أولا وقبل كل شيء محاولة التعرف على أسبابها، ليس فقط أسبابها الظاهرية بل أسبابها الخفية والحقيقية، فقد لا تكون تلك الأشياء التي تقولين عنها إنها تافهة هي السبب الحقيقي وراء عصبيته أمام الناس، وأيضا ما تعتبرينه أنت أمورا تافهة قد لا يكون كذلك!
+ يمكنك التفاهم مع زوجك في هدوء بينكما وحدكما للتعرف على الأسباب الكامنة في نفسيته وتضايقه بطريقة أكثر عمقا.. قد يكون السبب مشاكل غير معلنة في علاقتكما.. قد يكون طريقة ملابسك أو كلامك أمام الآخرين.. قد يكون السبب مشاكل في محيط عمل الزوج أو ظروف مالية تضيق عليه ولا تعرفينها..
+ يمكنك أيضا التدرب على التعامل مع عصبيته ومقابلة ملاحظاته العصبية بطريقة لا تسمح بتصعيد الأمور أمام الناس.. مقابلة الانفعال بانفعال مقابل سواء كان ذلك الانفعال المقابل بالكلمات أو حتى بتعبيرات الوجه، يزيد الأمور تعقيدا.. ولا تنسي قول الكتاب : ”اَلْجَوَابُ اللَّيِّنُ يَصْرِفُ الْغَضَبَ وَالْكَلاَمُ الْمُوجِعُ يُهَيِّجُ السَّخَطَ“(أم15 : 1).. وتذكري دائما أن مثل هذه المواقف أمام الناس في الغالب تسيء إلى صورتكما كأسرة معا، ولا تسيء إليك أنت أو لزوجك فقط.
+ بشيء من الصبر والتدريب والفهم المتبادل كل منكما لشخصية الآخر، على خلفية معرفة أسباب العصبية ومحاولة حلها، يمكن لمشكلتك أن تجد الحل ولو بالتدريج.. إذا استمرت المشكلة بلا تحسن، يمكنك بالطبع أخذ مشورة أب اعترافك، الذي ربما يوجهك للاستفادة من جلسات المشورة المسيحية التي أدخلتها بعض الكنائس القبطية ضمن خدماتها للأسرة، ومنها كنيستنا.. ولا تنسي دور الصلاة وعلاقتك الشخصية عموما مع الله، حيث يزيدك اقترابك من الله حكمة وفهما ومقدرة على الاحتمال والتعامل مع المواقف الصعبة، ويبعد عنك روح الاكتئاب مهما كانت المنغصات الخارجية.. وتذكري أيضا أن الرب يستطيع أن يحول القلوب ويغير النفوس و ”غَيْرُ الْمُسْتَطَاعِ عِنْدَ النَّاسِ مُسْتَطَاعٌ عِنْدَ اللهِ“(لو18 : 27)..