يحدث أحياناً أن تحين الساعة التاسعة ليلاً، يكون أطفالك قد ذهبوا إلى النوم، فترغبين أنت أيضاً في أخذ قسط من الراحة. تجلسين قرب زوجك بنية أن تتقاسمي معه كل ما حصل معك طيلة اليوم، تبدئين في الكلام. لكنه، مثل كل مرة، لا يعيرك اهتماماً، فهو لا يصغي إليك جيداً، يوجه عينيه صوب التليفزيون ولا ينظر إليك، وأنت تشعرين بذلك، على الرغم من أنه يقول لك: "هيه، نعم، صحيح"، ويرفع رأسه بين الفينة والأخرى لكي يبين أنه ينصت إليك، لكنه مع ذلك لم يدخل معك في الحوار، والدليل أنه لا يوقفك ليستفسر، ولا يسألك عن التفاصيل، وملامح وجهه لا تتفاعل مع ما تحكينه له.
ما يضايقك: تشعرين بالإحباط، لأن لديك أشياء كثيرة تحكينها له، بينما هو لا يبدي اهتماماً نحوك. وقد قرأت في إحدى المجلات، أن الزوجين اللذين لا يتواصلان هما زوجان محكوم عليهما بالفشل.
التفسير والحل: ينبغي أن تعلمي أن النساء يرتحن في الحوار وفي التواصل أكثر من الرجال، وهن في حاجة إلى أن يعلقن على كل شيء، وإلى أن يحكين كل شيء يحدث معهن حتى لو كان عديم الأهمية. أما الرجال، فهم أقل ارتياحاً للتواصل الشفهي، فكثرة الحوار تقتل الحوار بالنسبة إليهم. لا تنسي أن كل شيء يخضع لنظام الجرعات، حيث إن الأمور إن زادت عن حدها تنقلب إلى ضدها. لذا، إن أردت التواصل مع زوجك، فلا تكثري الكلام وتتحدثي عن خمسين موضوعاً في وقت واحد. لا تزعجيه، اختصري كلامك ولخصيه، وقدمي له المهم فقط، وبالتأكيد ستسير الأمور بشكل أفضل.
زوجي لا يحب النقاش
إنه صباح يوم العطلة الأسبوعية، وتلاحظين أن زوجك منزو في مكان بعيد، ويسرح بباله بعيداً. تعرفين أن شيئاً ما لا يسير على ما يرام. تتعاطفين معه وتسألينه عما يزعجه، لكنه يقول لك: "لا شيء، أنا بخير". طبعاً تصرين علي معرفة ما حدث، فبعد 15 سنة من الزواج (مثلاً) صرت تفهمين زوجك عن ظهر قلب. وهنا ينتفض زوجك ويثور ويجيبك بحدة: "قلت لك لا شيء".
ما يضايقك: تقولين لنفسك: "ما هو دوري في حياته إن لم أكن أخفف عنه في مثل هذه الحالات؟ هل يشك في قدراتي على تقديم الدعم له؟". كما أن وجهه سيستمر مكفهراً طوال اليوم في حين أنه لا ذنب لك أنت في ذلك.
التفسير والحل: لا يفكر الرجال والنساء بالطريقة نفسها، فعندما تكون المرأة منزعجة أو حزينة، فإنها ترتاح عندما تفضفض وتخرج ما يجثم على صدرها، من خلال الحديث مع شخص آخر. أما الرجل فعلى العكس، عندما يكون في حالة سيئة، يفضل الصمت والهدوء، والعمل على حل المشكلة وحده. فهو يعتقد أن في إمكانه حل مشاكله وحده. لهذا يتظاهر بأنه بخير، وأنه ليس في حاجة إلى المساعدة. وهو يفسر عرضك مساعدته بأنه تدخل في أموره. أولاً، إذا كان رد فعله الأول هو ألا يتحدث في الموضوع، فلا تأخذي هذا على أنه تصرف عدائي ضدك، فهو فقط في حاجة إلى الجلوس مع نفسه بعض الوقت. وثانياً، لا تفتحي النقاش في وقت غير مناسب، بعد يوم من العمل الشاق مثلاً، أو صباح يوم عطلته الأسبوعية، وإن فتحت الحوار فاطرحيه بطريقة غير مباشرة، واختاري الوقت الذي لا يكون فيه مشوشاً.