عزيزتي، قد تكونين في بداية مشوار الحياة الزوجية، أو في مرحلة متقدمة في علاقتك الزوجية ولربما لديك أحفاد. فأنا في المرحلة المتقدمة حيث أن أولادي الخمسة تزوجوا ولي الآن ستة أحفاد. فكما يقول المثل نبدأ مشوار الحياة اثنين وننتهي في اثنين. والسؤال الآن، كيف تكونين صديقة أفضل لزوجك؟ من خلال خبرتي الشخصية، فالعلاقة الزوجية إن لم تكن علاقة صداقة فستكون علاقة روتينية والعامل المشترك بين الزوجين هو مسئولية تنشئة الأطفال وكل ما يحتاجون إليه من رعاية إلى أن يصبحوا قادرين على تحمل مسئولياتهم.
سوف أشاركك بعض الطرق التي يمكنك بها أن تصبحي أقرب رفيقة لزوجك لأن في واقع الأمر إن الشخص الذي تشاركين معه مشاعرك هو أفضل رفيق بل أفضل صديق أيضاً. تقول كلمة الله في (تكوين 2: 18) "وقال الرب الإله ليس جيداً أن يكون آدم وحده فأصنع له معيناً نظيره". إن قصد الله في تكوين أول علاقة بين الرجل والمرأة هو أن تكوني صديقة لزوجك، تشجعينه وتشاركينه مسئولية هذه الحياة وخصوصاً هذه الأيام إذ أن المسئولية كبيرة جداً. كيف إذاً تكونين صديقة أفضل لزوجك؟
1. تشاركا الخبرات العامة معاً، وهذا يعني ألا تنشغلي في أنشطة مستقلة تماما عن زوجك. على سبيل المثال مشاركة الأسرة نتائج مباراة كرة القدم أو التخطيط لرحلة تكتشفان فيها معالم البلاد التاريخية أو قضاء ليلة جميلة تتذكران فيها الأطفال في مراحل نموهم. فالهدف هو بناء جسور من التواصل بين أفراد الأسرة وبالأخص زوجك، ربما تكون محاولاتك لعمل جدول أنشطة أمراً صعباً لكثرة الالتزامات وبالأخص التزامات زوجك. بكل بساطة كوني مرنة ولطيفة وناقشي الأمر مع زوجك بكل محبة وصبر، فبصبرك هذا تكسبين احترام وتقدير زوجك.
2. اهزما المآسي كزوجين وليس كأفراد. فعلى سبيل المثال إذا واجهت زوجك مشكلة عليك مساندة زوجك بالتعامل معه كفريق. ومن صفات الفريق اتخاذ القرارات الهامة حقاً وهذا يحتاج إلى تدريب والتزام بحيث أن كل من الطرفين لا يتخذ قرارات نهائية بشأن أمور تؤثر على علاقتكما إلا بعد أن تتفقا حقاً.
3. تحتاجين إلى قليل من الفكاهة لعلاقتكما. لست بحاجة إلى شراء بدلة مهرج، ابحثي فقط عن الطرق والوسائل التي تنمي روح الدعابة أثناء أوقات الراحة وكوني مستعدة أن تسترخي وتضحكي من القلب عندما يقول لك أضحوكة جيدة. وهناك طرق لا تحصى لإضافة المرح إلى زواجك لهذا كوني مستعدة أن تضعي البحث الجاد عن الرومانسية جانباً بعض الوقت، لمجرد أن تستمتعي بأخذ قسطا من المرح حقاً كأصدقاء.
عزيزتي، حتى تصبحي أقرب الأصدقاء لزوجك لا يحدث الأمر تلقائياً لمجرد أنكما تعيشان معاً. عليك أن تتعلمي كيف تعوضين نقاط ضعف شريك حياتك عندما تتواجهين يومياً بأخطائه. إن علاقتك كأفضل صديقة له سوف تتطلب تحفظاً وصبراً وفهماً وحباً حقيقياً.