عزيزتي الأم القارئة
كثيراً ما نهتم بما يصيب الجسد ونهمل (نجهل) الجانب النفسى عند أولادنا وبناتنا خاصة فى سن المراهقة، فيجب أن نفهم ما يدور بداخل أولادنا وبناتنا وما يشغل أفكارهم. إن الرغبة الحقيقية في فهم الابنة المراهقة يساعد على نجاح الأم في التعاون مع الابنة، ولا شك أن هذا الفهم يعود بالفائدة على الجميع، الأم والابنة والأسرة، وأيضاً يحقق الصحة النفسية للجميع، وخاصة الابنة، وهذا ما نرجوه ونسعى إليه.
كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة؟
وتسأل كثير من الأمهات: كيف أتعامل مع ابنتي المراهقة؟ لقد تعبت منها ومن شخصيتها الغريبة. ونحن نقول: إن هذه المسألة تحتاج لفهم وتحتاج إلى التدريب، وأخيراً تحتاج إلى الصبر ثم الصبر ثم الصبر، مع مزيد من الحب والاحتواء. وإليك عزيزتي الأم هذه النصائح الهامة في التعامل مع الابنة في ضوء ما اتفق عليه علماء النفس.
1ـ تقبلي سخط المراهقة وعدم استقرارها:
على الوالدين ـ وخاصة الأم ـ التحمل وطول البال والتسامح مع الابنة. وعليهما التغاضي عما تعبر به عن مشاعر السخط وعدم الراحة التي تبديها في بعض الأحيان، وعليهما احترام وحدتها وتقبل شعورها بالسخط والعناد وعدم الرضا عن بعض الأشياء. وهنا لابد أن نفرق بين التقبل والتأييد، فينبغي أن تكون استجابتنا دائماً محايدة، نفرق فيها بين تقبلنا لها وتأييدنا لما تفعل أو تقول.
2ـ لا تتصرفي بفهم شديد ولا تجمعي الأخطاء:
إن التدقيق في كل تصرف تقوم به الابنة، وإبداء الفهم الشديد لتصرفاتها، إن التصرف بهذه الكيفية صعب للغاية، وعلى الوالدين تقدير متى يجب الفهم، ومتى يجب التغاضي. ودور الكبار يتحدد في مساعدة المراهقة على التغلب على ما تمر به من أزمات، دون الدخول في تفاصيلها. واعلمي عزيزتي الأم أن التنويع مسلك الناجحين، فمعالجة الأخطاء تكون تارة بالتلميح، وتارة بالقدوة، وتارة بالتصريح.. كل ذلك يتم حسب الموقف.
3ـ ابتعدي عما يضايق الابنة المراهقة:
أحياناً لا ينتبه الكبار لمدى الأذى الذي يصيب المراهقة من ذكر نقائصها أو عيوبها، والشيء الذي نؤكد عليه أن إهانة الوالدين للمراهق عميقة الأثر وبعيدة المدى، وقد ينتج عنها متاعب نفسية مدى العمر، ومما يضايق المراهق معاملته كطفل, أو عدم الشعور به, أو عدم تقديره, أو أن نقول له (اسكت أنت لسه صغير) عندما يبدى رأيه, أو معاقبته أمام الآخرين أو أصدقائه، أو تذكيره بما كان يفعل وهو طفل، مثل التبول الليلي في الفراش، أو التكلم عنه أمام الآخرين بما يزعجه،وعلينا أن نجعل الابنة تشعر دائماً أنها متميزة وفريدة.
4ـ احترمى خصوصيات الابنة المراهقة:
لابد أن تحترم خصوصيات المراهق ما دامت لا تشوبها شائبة، مع الاحتفاظ بمبدأ المراقبة غير المباشرة، والاحترام يشعر المراهق بأنه شخص متميز فريد.
5ـ ساعدي ابنتك على اكتساب الاستقلال:
عاملى ابنتك كما لو كنت تعاملين طفلة غير مدركة فأمسكى بيديها وساعديها على الوقوف والانتصاب والإدراك بكل فهم ومحبة، فكلما شجعنا صور ومواقف الاكتفاء الذاتي؛ كلما ساعدنا في بناء شخصية الابنة، وكسبنا أيضاً صداقتها واحترامها، والأم المتفهمة تتيح لابنتها فرصة الأعمال المنزليةـ وتشجعها إن أحسنت وتنصحها إن أخطأت، وبالتالي تتقبل الابنة توجيهات الكبار بنفس راضية.
6ـ ابتعدي عن الوعظ المباشر:
أقول لك لا تكونى واعظة لابنتك بل كونى خادمة لها ولا تجعليها تشعر بأنك مسيطرة عليها ومنتظرة منها أى خطأ لتعاقبيها بل تشعر أنك رحيمة شفوقة عليها حتى لا تخاف منك وتشعر أنك مهتمة بها وتهمك مصلحتها. الرفق في الموعظة يهدي القلوب الشاردة، والزجر والتأنيب، وفضح الأخطاء التي قد تقع عن جهل أو حسن نية له أثر سيئ على نفس الابنة المراهقة. ومن الأمور الهامة تجنب هذه العبارات: "عندما كنت في مثل سنك كنت أفعل كذا وكذا، أو أنجح في المدرسة بتفوق أو..." هذه العبارات تسيء للابنة أكثر مما تنفع، لأن المقارنة دائماً تحمل معنى الشعور بالنقص للآخر، فأنت لست ابنتك وابنتك ليست أنت، فكل منكما شخص مستقل ومختلف تماماً عن الآخر.
7ـ كوني السند النفسي لابنتك:
الأم المتفهمة ينبغي عليها إظهار التفهم لابنتها، التفهم لغضبها ومتاعبها وأحزانها، وتقديم الدعم النفسي لها، وبالاستجابة المتعاطفة دون إقامة أي حكم على الموقف سواء بالثناء أو بالنقد. وتفهمي مشاعرها وحاجاتها (وخاصة الحاجة الجسمية والعاطفية)، فالابنة المراهقة إذا لم تشعر بالعاطفة والود والحب والتفهم، فقد تبحث عنه في أي مكان آخر، وهذا ما نخافه ونرفضه.
8ـ النقد وحدود استخدامه
تقول إحدى الفتيات: "ليت أمي تفهم أنني كبرت، وأن تنتقدني بصورة أفضل"، إن الفتاة المراهقة تتضايق بشدة من نقد الوالدين لها، وتعتبره أذى بالغ لشخصيتها، وواقع الأمر أن معظم النقد لا يكون ضرورياً فهو غالبا ما يتناول أشياء من الممكن أن تتعدل في فترة تالية، مثل نقد أسلوب الكلام أو المشي أو الأكل، وينبغي أن نفرق بين نوعين من النقد البناء والنقد الضار: أما النقد البناء فهو يتعامل مع الحدث مباشرة، ولا يوجه اللوم للشخصية ذاتها. أما النقد الضار: فهو الذي يوجه إلى الشخصية ذاتها، واستخدام السخرية واللوم والتأنيب. وأخيراً أقول من الضرورى أن نفهم أولادنا ونعرفهم جيداً حتى نعرف كيف نعاملهم.