:ewwx:
سنبدأ ببعض الأسئلة الهامة التي تحتاج إلى أجوبة واضحة وصريحة. هل ينطفئ الحب في الخمسين؟ هل يشعر الزوجان بالفراغ العاطفي والجسدي؟ هل تنعدم الرغبة أم القدرة في هذا السن؟ ما هو الحل إذا كانت هذه الظاهرة تسبب مشكلة؟
كثيرا ما نسمع عن الفتور بين الأزواج في هذه المرحلة وخصوصاً إذا غادر الأولاد المنزل بعد زواجهم واستقلوا عن الوالدين. يجد الأزواج أنفسهم عاجزين عن إيجاد جو حميم ودافئ كما في السابق ويهربون من هذا الواقع إلى الانشغال بالأحفاد وكأنما لا يوجد شيء يربطهم سويا إلا الأولاد والأحفاد. ومن الملاحظ أيضا انفصالهم عن بعض في غرف نوم منفصلة وطبعاً المبررات موجودة دائماً، كأن تقول الزوجة أن زوجها يشخر وأنها لا تستطيع النوم.. أو أن يقول الزوج أنها تحب القراءة قبل النوم وهذا يزعجه.
إن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو كيف كانت مسيرة حياة هؤلاء الأزواج منذ البداية؟ هل كان هناك انسجام وتفاهم بينهم؟ وهل اعتمد زواجهم على علاقات جنسية بدافع الرغبة والوظيفة البيولوجية أم انها كانت علاقة وجدانية جميلة فيها الكثير من الحب والتفاهم دون الاعتماد على الجنس فقط كأداة وظيفية تربط بينهم؟
إن سن الخمسين ما هو إلا تتويج لعلاقة متصاعدة في التعلق والمحبة، والرغبة والقبول لا ينعدمان في هذا السن لكنهما يأخذان منحى آخر وبعدا آخر بعيداً عن الرغبة الجنسية الجامحة. ونحن لا نعني هنا انتهاءها ولكن التحول إلى علاقة حب ورومانسية أكثر منها علاقة شهوانية قوية وقدرة جسدية عالية.
إن العلاقة الزوجية هي استثمار عاطفي يعود بالفائدة الكبيرة إذا أعطى كلا الطرفين بعض الجهد والانتباه منذ البداية. وهذا ما يتناساه الأزواج محولين كل عواطفهم تجاه الأطفال الذين لا بد أن ينفصلوا في يوم من الأيام عن الوالدين، ويتحول بعدها الزواج إلى حلقة من الفراغ والبعد نتيجة عدم التواصل الصحيح منذ البداية وإهمال جدية العلاقة الجنسية واعتبارها وظيفة حيوية خالية من الانسجام وخصوصا عند المرأة التي بطبيعة تكوينها تميل إلى دور الأمومة أكثر من دور الزوجة والحبيبة. وهذا طبعا لا يكون في الغالب شعور الزوج, لأن طبيعة الرجل تختلف عن المرأة حيث أنه يثار سريعا ولا تنعدم عنده الرغبة الجنسية حتى ولو تقدم به العمر مع الإشارة إلى انعدام القدرة أحيانا ولكن ليس الرغبة.
إذا ما هو الحل؟
لقد ميز الله العلاقة الزوجية وأعطاها الأولوية على كل العلاقات فقال الكتاب "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسداً واحداً". إذاً، منذ بداية الزواج يحتاج الزوجان ألا يستهينا بهذه العلاقة وأن يحاولا حل مشاكلهما وخصوصا الجنسية لما لها بعد كبير على مستقبلهما معاً وأن يكونا أمينين في عدم سلب أحدهما حق الآخر في هذه العلاقة. فإن فترة الشيخوخة يمكن أن تكون أسعد بكثير إذا استطاع الزوجان أن يجدا سر المعادلة البسيطة وهي انهما خلقا ليكونا سويا في مشوار العمر وأن يستمتعا في كل مرحلة منه سويا دون التحسر على الماضي وعلى أيام الشباب،فلكل مرحلة سحرها وجمالها.