أنت لا تعيش وحدك منفرداً بذاتك وإنما تشترك مع أفراد أسرتك من والدين وإخوة وأخوات، كما أنك تشترك مع زميل أو زميلة في المعاهد العلمية بمراحلها المختلفة أو في العمل. وبذلك أنت تسهم في بنيان عائلة كبيرة أفرادها من الجنسين اللذين يمثلان دائرة حياتك من أقارب وجيران وأصدقاء وزملاء وغيرهم.
كيف تبدأ علاقة صحيحة بالجنس الآخر؟
ابدأ بنفسك:
يؤكد علماء النفس والاجتماع لك أنه إذا قبلت نفسك تماماً ذكراً كنت أم أنثى، دون أن يدركك الغرور فهذا يعتبر أساساً لتقبل الجنس الآخر واحترام أوجه الشبه والاختلاف بين الجنسين مما يعينك على تفهم الجنس الآخر، ومن ثم يضمن لك حياة التعاون والشركة.
أزمة الثقة بين الجنسين:
كثيراً ما يسيطر على التعاملات بين الجنسين جو من عدم الثقة وبخاصة في بلادنا الشرقية، فالفتاة تظن أن زميلها يتحدى زمالتها ولا يحترمها الاحترام الواجب، بل إنه يتحين الفرصة لخطأ منها أو الإيقاع بها وكأنه ذئب!
كما قد يظن الشاب أن زميلته في الدراسة أو في العمل مصدر للإغراء والغواية أو أنها الشيطان ذاته.. فيختار الانزواء في صحبة عدد من الزملاء حتي يحصن نفسه من الزلل والسقوط.
وبذلك يخلق الشعور المتبادل بانعدام الثقة جواً من التوتر والقلق والعداء بين الجانبين وبالتالي يحدث انفصال بين الجنسين.
احذر:
ويحذر علماء النفس والاجتماع الشاب والفتاة على السواء من خطر الانفصال عن الجنس الآخر بحجة التأمين من الزلل إذ أن الغموض المتولد عن الانزواء أو الانفصال عن الجنس الآخر يثير الكثير من المشاعر والأحاسيس المريضة التي تعطي للشهوة متنفساً، فاختلاط الجنسين القائم على المودة الأخوية.. والذي لا تدنسه أفكار الشهوة من شأنه أن يقي من سقطات الانحراف نتيجة العزل والانفصال.. فاشتراك الجنسين لازم لخلق الجو الأسرى الذي يربط بين الفتى والفتاة ويعمل على تهذيبهما وصقلهما نفسياً ومعنوياً.
لك يا فتاتي:
هل ترغبين في أن تصبحي شخصية متوازنة ومحبوبة وملمة بأصول التعامل مع الآخرين وبخاصة من الجنس الآخر؟
إذاً فاصغي جيداً لما يقوله لك الخبراء في علم النفس والاجتماع:
• الاحترام والثقة المتبادلة هما أساس نجاح علاقتك بزملائك سواء بالعمل أو بالجامعة.
• أظهري ودك وتعاونك مع زملائك وراعي رشاقة وبساطة مظهرك وحديثك وتصرفاتك.
• لا تثرثري فيما لا يعنيك واحذري أحاديث الكذب والكلام المعسول.
• لا تتكلفي العبوس أو تبدي حرجاً في الاشتراك مع زملائك في النشاطات الترفيهية أو الثقافية.
• تدربي على أن تعبري ببساطة عن نفسك في المواقف المختلفة.
• لا تلهثي وراء المثالية بين زملائك.. واعلمي أن لكل منهم نقائص ونقاط ضعف مثلك تماماً.
• كوني معتدلة في علاقتك بزملائك وواضحة معهم.
• احرصي على أن تكون كل علاقة لك مع أي زميل أو صديق في النور.. ولا تترددي في أن تقدمي زملاءك وزميلاتك الذين تخصينهم بمودتك واهتمامك لأهلك بغية التعارف.
لك يا عزيزي:
لكي تستمع بسنوات حياتك الدراسية أو العملية وتهنأ بعلاقات سليمة وبناءة مع الجنس الآخر، يشير عليك المتخصصون في علم النفس والتربية والاجتماع مراعاة الآتي:
• احترم أوجه التشابه والاختلاف بينك وبين زميلتك.
• اجعل من نفسك أخاً كريماً لزميلتك، فيسهل عندئذ معاملتها باحترام ومحبة وتقدير.
• تجنب المزاح الثقيل والثرثرة فيما لا يبني أو ينفع.
• كن صريحاً ودوداً وأميناً في أحاديثك وتصرفاتك.
• كن جاداً بغير صرامة ومرحاً بغير هزل.
• ثقتك بنفسك وبالجنس الآخر هي طريقك للتحرر من شعورك بالخجل من زميلاتك.
• لا تتكلف، وإنما عش شخصيتك ببساطة.
ولا شك في أنك في مجال دراستك تبغي النجاح والتفوق، وإلى جانب ذلك تعتبر علاقاتك الناجحة المتوازنة مع الزملاء والزميلات أساساً متيناً لنجاحك في علاقاتك في عملك حيث قد تكون مرؤساً أو رئيساً أو زميلاً لأفراد من الجنس الآخر، كما أن علاقاتك المعتدلة مع زملائك أو زميلاتك في العمل تهيئك للتقدم في عملك وإحراز مزيد من النجاح فيه، ولا ينكر أحد أن الشخص الناجح في علاقاته وفي أدائه في عمله يعتبر نموذجاً للشخص الناجح المتوازن في نواح متعددة من حياته سواء الخاصة داخل بيته أو العامة في وسط الأصدقاء والجيران والزملاء ومع كل من يحتك بهم خلال الحياة اليومية.