الحقيقة التي لا جدال ولا اعتراض فيها هي أن الله لا يتغير ولا يتبدل، ولا يغير رأيه أو يندم على قرار أتخذه كما نفعل نحن البشر؛ فنحن نفتقر للحكمة ولذا تكون قراراتنا، وخططنا عرجاء، وغير كاملة. نغيرها ونبدلها ونأسف عليها، أو نندم، لأننا لا نعرف الكمال، ولا المستقبل مهما بلغنا من الذكاء والفطنة والحكمة. وأما الله فلا يندم ولا يغير أمراً أعده، لأنه هو رب الماضي والحاضر والمستقبل . والمستقبل كله حاضر أمامه كما أن هذه اللحظة حاضرة أمامك؛ تعرف ماذا يجري فيها. وهكذا حين خلق الله آدم وحواء ورأى أنهما عاجزان عن خلاص نفسهما من حفرة الخطية التي سقطا فيها، أعد لهما طريقاً وحيداً، بدونه لا غفران ولا مسامحة، لا جنة ولا نعيم، وهذا الطريق هو الإيمان بالمسيح الذي بذل نفسه فداء للإنسان الهالك، وحيث أن الكل هالكون، إذ أن الجميع أخطأوا. فالكتاب المقدس، يقدم رسالة خلاص الله لهذا العالم المحتاج للخلاص، وقد جاء المسيح إلى العالم حاملاً معه خلاص الله للبشر من عقاب الخطية و من عبوديتها .
وإذا بحثنا في الإنجيل بشكل خاص والكتاب المقدس بشكل عام لا نرى إلا ما يؤكد لنا عمومية الخلاص، وكونه للناس كافة لا لجماعة خاصة أو لفئة معينة . ومن الخطأ الفادح أن نقول بأن المسيح جاء لخلاص لمسيحيين فقط، أو أن الإنجيل كتابهم وحدهم. الله خلق الجميع، وأمامه الكل متساوون والكل يحتاج لمن ينقذه من عبودية الخطية وعقابها . فالأسرة لا تستطيع أن تنقذ الإنسان من عقاب الخطية، من الموت الأبدي والطرح في جهنم، والعشيرة لا تقدر على ذلك، والدين لا يُخلص، والأنبياء أنفسهم بشر ولهم الطبيعة الفاسدة ذاتها، وهم بحاجة للمسيح لخلاص نفوسهم. فكيف يمكن أن نقول بأن المسيح للمسيحيين لوحدهم؟ . جاء المسيح ليقدم الخلاص لكل العالم، جاء من أجلي ومن أجلك، من أجل الشرقي والغربي، الأوروبي والإفريقي، الآسيوي والأميركي، وكل إنسان خلقه الله على صورته وشبهه . لتكن لك ثقة وليكن لك رجاء، أن المسيح جاء لأجلك أنت، وهو يبحث عنك أيضاً كالراعي الذي يبحث عن خروف ضل الطريق. ومن المفيد أن نذكر هنا بضعة آيات من الكتاب المقدس توضح محبة الله، خلاص المسيح المقدم للعالم أجمع: - "التفتوا إلي واخلصوا يا جميع أقاصي الأرض لأني أنا الله و ليس أخر" (إشعياء 45 : 22)، وكتب الرسول في رسالته إلى العبرانيين : " فمن يقدر - أي المسيح - أن يخلص أيضا إلى التمام الذين يتقدمون به إلى الله إذ هو حي في كل حين ليشفع فيهم " (العبرانيين 7 : 25). وهناك الآية الشهيرة التي تؤكد محبة الله للعالم، والتي سجلها البشير يوحنا ، والتي تقول: "هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ".
أخي: - الكتاب المقدس كتب لكل إنسان، وهو يقدم المسيح الذي جاء لخلاص للإنسان، يقول الكتاب "وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه" ( يوحنا 1 : 12 ). فهل قبلت المسيح مخلصاً لحياتك، أم تراك مازلت إلي الآن لا تعرف كيف تقدم حياتك للمسيح أو أن تدعه يسيطر علي حياتك، قال المسيح " هنذا واقف على الباب واقرع إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ادخل إليه وأتعشى معه وهو معي" (رؤيا يوحنا 3 : 20). كل ما عليك عزيزي هو أن تفتح باب قلبك ليدخل المسيح كما وعد، فيعطي لحياتك معنى وهدف، صلي الآن وأدعه قائلاً " يارب أعترف بأنني خاطئ، وأنني أقود حياتي بنفسي، فأخطئ إليك، ها أنا أفتح باب قلبي لك ، وأقبلك رباً ومخلصاً، وسيداً لحياتي .. أمين ". إن كنت صليت صلاة كهذه ثق أن المسيح دخل حياتك حسب وعده في رؤيا 3 : 20 لأن " ليس الله إنساناً فيكذب ولا ابن إنسان فيندم هل يقول ولا يفعل أو يتكلم ولا يفي" (العدد 23 : 19). أخيرا أرجو لك أن تكون عرفت المسيح مخلصاً لحياتك، والكتاب المقدس صديقاً لك، والكنيسة بيتاً تنمو فيه، والعالم مكاناً تعلن من خلاله محبة الله.