عندما تكون الحياة الزوجية مشتركة بين الزوجة والحماة في بيت واحد, فإنها تكون في أحيان كثيرة صعبة بالنسبة لكليهما. فالزوجة تشعر أنها لا تتمتع بحريتها الكاملة .وتصبح الحال أكثر سوء إذا كان هناك أطفال، فتصبح التربية موزعة بين كل منهما مما يسبب الكثير من الإشكالات. إن الذي يقع ضحية هذه الحالة هو الطفل الذي يعوزه الجو العائلي الهادئ المستقر ليساعده على النمو العقلي والنفسي في هذه المرحلة من العمر.. وهنا يستوجب التفاهم حول هذه التربية.
لنفترض أن الأطفال يمضون جزء كبيراً من يومهم مع الجدة لأن الأم تعمل خارج المنزل، في هذه الحالة يجب على الأم أن تعترف بأن حماتها تسدي إليها خدمة وأنه يجب تقديم الشكر والعرفان لها. ومن الخطأ الذي تقع فيه الزوجة تقليل قيمة المجهود الذي تقوم به الحماة لذا يجب أن تتفاهم معها بمحبة.
أما إذا لم تتفقا على نقاط محددة فعلى الزوجة أن تحاول التركيز على المهم منها مع التغاضي عما هو أقل أهمية وقد يتطلب في بعض الأحيان هدية بسيطة أو كلمة حلوة. فإذا لم يتيسر أيضا التواصل إلى اتفاق فلا مفر من بقاء الزوجة في المنزل لرعاية أطفالها. وفي حالة وجود الزوجة في البيت أي أنها لا تعمل ففي هذه الحالة تكون المشكلة أكثر تعقيداً من السابق فالمعيشة في مواجهة بعضهما البعض صعبة ولذا تحتاج الزوجة إلى الحكمة والدبلوماسية.
إذا استأثرت الزوجة بتربية الأبناء فإنها بذلك تكون قد قللت من مكانة الحماة إلى حد بعيد وأيضا قد تحدث مشاكل من جراء توزيع المسئوليات التربوية عليهما. هنا لا بأس من إسناد بعض المهام إلى الحماة أثناء تأدية الواجبات المدرسية أو النزهات أو قراءة القصص وغير هذا بشكل مدروس، وعلى الزوجة ألا تصدر الأوامر أو التعليمات إلى الحماة لأن ذلك يأتي بأسوأ النتائج.
يجب الابتعاد عن أي نقاش أمام الأطفال مهما كان نوعه بل إظهار المحبة والاحترام. إذا ما شعرت الام أن الحماة تدلل الطفل أكثر من المعقول أو اعتقدت أن هذا الدلال سيحبب الطفل أكثر بجدته فعليها أن تبتعد عن هذه الأفكار لأن هذه الحالة لدى الطفل غالبا ما تحدث في السنوات الأولى من العمر وتتلاشى تدريجياً مع نموه الطبيعي.
على الزوجة أن تعرف بأن البيت إذا بقي هادئا باستمرار وساده التفاهم والاحترام المتبادل كان لهذا أكبر الأثر على نفسية الأطفال مما يجعلهم ينشئون بروح صافية ومحبة. إضافة إلى سعادة الزوج في بيته بين زوجته المحبة المعطاءة وبين والدته التي يحب.