كثيرا ما يختلط على الناس عامة والرجال خاصة ارتباط عبارة (الخيانة الزوجية) بالممارسة الفعلية لعلاقة غرامية وجسدية كاملة. ويتناسى البعض أن مجرد الانشغال والتفكير بامرأة أخرى واستحواذها على تفكير الزوج، هو نوع من أنواع الخيانة الزوجية التي قد تكون أصعب من الخيانة بمفهومها المحدود الذي ذكرناه أعلاه. وهذه بعض الأعراض التي قد تظهر عليك في فترة ما، ويجب أن تعيرها الانتباه وتتوقف قليلا قبل أن تتورط وتتعرض للزلق:
- الانتباه الزائد عن الحدود لمظهرك الخارجي والتأنق غير المبرر.
- الدخول في حالة من الهيام العاطفي والرغبة في الجلوس وحيدا مع الموسيقى والتأمل.
- عدم الرغبة في مشاركة زوجتك أي نشاط سواء داخل المنزل أو خارجه.
- الانشغال بسيدة معينة والرغبة في رؤيتها.
- الرغبة في الابتعاد عن المنزل قدر الإمكان وقضاء الوقت خارجا.
- بعض مشاعر الذنب الذي يؤدي عادة إلى الهروب من الذات ومحاسبة النفس.
وعادة ما يختبر الرجال بعد فترة من الزواج حالة من الملل من العلاقة الزوجية، وتجتاحهم رغبة عارمة في الدخول بمغامرة عاطفية تنعش فيهم تحقيق الذات، والتشبث بشبابهم الذي أصبح مهددا بعد الارتباط والمسئولية. وفي الوقت الذي يبدأ الزوج به بالالتفات إلى قلبه ورغباته تكون الزوجة في حالة من الاستقرار العاطفي والاكتفاء القانع بحياتها العاطفية مع زوجها. وهنا تقع المشكلة في التفاوت في الحاجة بين الزوج والزوجة. وسنذكر هنا بعض الفخاخ التي قد تؤدي إلى وجود فجوة في الزواج قد تكون سببا في تسلل هذا الشخص الثالث على العلاقة الزوجية، وبعض النصائح لتفاديها:
- انشغال زوجتك الزائد في رعاية الأولاد وإدارة شئون المنزل، قد يلهيها فعلا عن إعطائك الوقت الكافي لتنمية علاقتكما، لذا عليك أن تمد يد المساعدة في هذا الأمر، لكي تتيح للزوجة فرصة للتفرغ لنفسها ولك.
- عدم رعاية العلاقة الزوجية وإعطائها الوقت والجهد اللازم كأي علاقة أخرى مهمة في حياتكما. وهذا يتطلب جهدا منكما والتفكير في الوسائل التي تدعم هذا الزواج وتقويه، قد تكون أمور عملية يقوم بها الزوجان معا كتعيين وقت في الأسبوع لقضائه بعيدا عن انشغالات العائلة والعمل.
- الانفصال الوجداني بين الزوجين وعدم المشاركة الفعلية في التعبير عن العواطف والمشاعر الخاصة مما يزيد من الفجوة بين الزوجين. تحتاج أن تدرب نفسك على سماع زوجتك في التعبير عن مشاعرها سواء السلبية أو الإيجابية دون أن تكون ردة فعلك عنيفة، لكي تشجعها على أن تفتح لك قلبها. فهذا يقوي الروابط الزوجية ويعطي الزوجة الدافع لتقديم الحب المستمر لك بطريقة عملية.
- الضغط الخارجي الذي قد تتعرض له برؤية نماذج لسيدات يختلفن في مظهرهن عن زوجتك، قد يولد عندك نوعا من المقارنة، وطبعا هذه المقارنة عادة ما تكون سلبية وظالمة بحق الزوجة. لذا حاذر من النظرة السطحية للأمور لأنها عادة ما تكون خادعة وغير صحيحة.
- التوهم بأن الدخول في علاقات جانبية بسيطة لا يشكل خطورة على الزواج، واعتبارها نوعا من النشاط الاجتماعي المتاح لكل رجل الدخول فيه دون مسائلة. ولكن لنعط كل أمر التسمية الصحيحة له، فالعلاقات المريبة لا بد أن تؤدي إلى مشاكل أنت في غنى عنها.
- الخجل والكتمان الذي يصاب به بعض الأزواج في التعبير عن حاجاتهم العاطفية، والشيء الذي يرغبون في رؤيته في شريكة الحياة سواء في مظهرها أو أية أمور، والحل هنا هو الانفتاح والصراحة والطلب المباشر من شريكة الحياة لأن الطرف الآخر عادة لا يستطيع أن يتكهن ويعرف رغباتك الخاصة دون أن يسمعها منك مباشرة.
إن مؤسسة الزواج من أجمل وأقدس ما أسس الله على الأرض، وتستحق منك أن تحافظ عليها بكل الوسائل الممكنة، وهذا الشيء هو لصالحك أنت أولا. فليس أجمل من بيت تسكنه السعادة والتفاهم، بيت يسدد كل الاحتياجات النفسية والعاطفية، وبيت يجد فيه الأطفال كل القيم السامية التي تعينهم لبناء شخصيتهم ومستقبلهم.