يرافق مرحلة المراهقة استرسال الخيال، ورغبة قوية في تحقيق الآمال، والمثالية عند البعض، والتطرف عند البعض الآخر، والاعتدال عند البعض الثالث. أما الاسترسال في الخيال (ويمكن أن نسميه أحلام اليقظة) فهو تعبير عن آمال الشخص وطموحه وأحلامه، وكلما كانت أحلام اليقظة أقرب إلى الواقعية فإنها تكون بنـَّاءة.
وفي مرحلة المراهقة أيضاً تنمو استقلالية الفرد؛ فيرفض الاعتماد على والديه، إنه يبحث عن ذاته، ويحاول أن يكتشف هويته، يعتد بذاته ويتمسك برأيه. كذلك تتصف هذه المرحلة بالميل للشللية والجماعات؛ وتبدأ في بداية مرحلة البلوغ بشلل من نفس الجنس، ثم تتحول إلى شلل مختلـَطة من الجنسين.
في مرحلة المراهقة تهتم الفتاة بمظهرها العام، وتميل المرأة عموماً إلى الإعجاب بجسمها أكثر من الرجل، وهو ميل طبيعي للأنثى مبني على اعتزازها بجسمها؛ لذلك فإن التزين عند المرأة لا يحمل معنى جنسي بل يعبِّر عن الاعتزاز بالجسم؛ فالزينة للأنثى ليست دائماً بهدف أن يعجب بها الرجل، بل إن ما يهمها هو بشكل عام إعجاب الغير بها ولتؤكد لنفسها اعتزازها الذاتي.
والفتى (أو الفتاة) الذي بطبيعته الشخصية يميل إلى الاستقرار الذي يخلو من العنف والتصرفات الانفعالية، تكون فترة مراهقته متزنة أكثر من غيره، وهناك من ينطوي على ذاته، فيكون انسحابياً يميل للقراءة والمذاكرة ويصبح شديد النقد للآخرين وغارق في الخيال وأحلام اليقظة، وهذه الحالة كثيراً ما تظهر في الأسر التي ترفض استقلال المراهق وتميزه الشخصي وتهتم أكثر بنجاحه في الدراسة، دون اهتمام مثلا بالرياضة أو الحياة الاجتماعية، كما تظهر هذه الحالة أيضاً في الأسر التي تميل للنشأة الدينية المتزمتة، أما في حالة نشأة المراهق في أسرة قاسية صارمة، فقد يتجه للسلوك العدواني؛ كرد فعل عكسي للتزمت في التربية. والمراهق الذي ينشأ في مجتمع منحرف قد ينحرف معه. لذا نرى الأثر الكبير للتربية والمسؤلية الهامة جداً للأسرة والمدرسة والمجتمع في تنشأة المراهق.
والتدين يلعب دوراً خطيراً في هذه المرحلة، فيجد المراهق أن "الاستمناء" ( العادة السرية) محرمة دينياً، وهناك من ينادي بنجاسة الأنثى أثناء "الحيض" ( الدورة الشهرية)، بل تجد من يدَّعي أن مجرد الميل للجنس الآخر شر، إلى غير ذلك مما يشوش فكر الفتى أو الفتاة، وفي الكثير من الأحيان يعانون من عقدة الذنب.
وما يجب أن يعرفه الشباب، أن الحياة الجنسية للإنسان من صنع الله الخالق، والممارسة الجنسية طاهرة طالما كانت في العلاقة المعترف بها بين الرجل والمرأة من خلال الزواج، لذا فالميول الجنسية العادية طبيعية جداً، مادام الفتى (أو الفتاة) يمارس ضبط النفس إلى أن تأتي مرحلة الزواج، وليس الكبت المريض أو الإباحية الفاسدة.