هناك تغيرات نفسية ترافق التغيرات الفسيولوجية التي تحدث للشاب والشابة مع بداية المراهقة، وهذه التغيرات تلعب دوراً كبيراً في الحياة، وإن كان كل مراهق يختلف في درجة تجاوبه مع الزيادة المفاجئة في النمو الجنسي.
و في هذه الفترة يتفاجأ المراهق بالكثير من المخاوف الناشئة عن عدم إدراكه لما يحدث من تغير، لذا فإن إعداده مسبقاً لهذه المرحلة، بتعريفه بما سيواجهه من نمو فسيولوجي، وما ينتج عن هذا النمو من مشاعر نفسية؛ يجعل المراهق أقل توتراً وأكثر استعداداً لمواجهة هذا النمو المفاجيء.
وأوضح مثل على هذا النمو المفاجيء ما يحدث من نمو عظام الأطراف، فالجسم لا ينمو كله بدرجة واحدة؛ فتطول عظام الأطراف قبل أن ينمو الجزع مما يجعل المراهق غير قادر - إلى درجة ما - على التحكم في أطرافه عند السير أو عند الإمساك بشيء. كما أن الجبهة تصير عريضة ويتضخم الأنف مما يجعل المراهق يشعر بأنه تشوه (وبشكل خاص الفتاة)؛ لذلك من الطبيعي أن يرافق هذه المرحلة حساسية خاصة نحو نمو الجسم.
والهلع الذي يرافق هذا النمو المفاجئ يرافقه فقدان الشهية للطعام، وأحياناً فقدان القدرة على التركيز، وكثيراً ما يتناب الفتى أو الفتاة حالات من القلق والاكتآب والبكاء، ويشعر الفتى بالقلق من أعضاؤه الجنسية؛ فيجد حرجاً عندما يحدث انتصاب سواء عند تعرضه لمواقف جنسية أو بدون سبب ظاهر أحياناً، مع أن هذه ظاهرة طبيعية وقد تحدث للطفل. كما يقلق الفتى من حجم أعضاؤه الجنسية، مثل إحساسه بصغرها أو كبرها أو اعوجاجها. وهذه المخاوف معظمها وهمي؛ لأن الأهمية ليست للحجم لكن للقدرة على أداء الوظيفة الجنسية، وكثيراً ما يتخوف الفتى من عدم قدرته في المستقبل على ممارسة الجنس.
أما جسم الفتاة فينمو بدرجة أسرع من الفتى الذي في مثل سنها، وتتأثر الفتاة بصفة خاصة بنمو ثدييها؛ فإن كانا صغيرين فهي تخشا من نقص ما، وإن كانا ممتلئين جداً فهي تشعر بالخجل، كما أنها تتأثر بصفة خاصة من تعليقات من تتعامل معهم ومن تهكماتهم ومزاحهم، وهذا يدفعها لمحاولة إخفاء بروز الثديين. وتصبح الفتاة في هذه المرحلة حساسة جداً وتميل للبكاء ... وتخشى من تمزق غشاء البكارة مما تسمعه من زميلاتها؛ وتظن أن لبس البنطلون أو ممارسة الألعاب الرياضية قد يؤدي إلى ذلك، وهي مخاوف لا أساس لها من الصحة.