كان عمره 16 سنة حين واجهه أبوه بالحقيقة المرة التي أزعجته. قال الأب: لم أعد قادراً على إعالتك، وعليك أن تشق طريقك.
وخرج الصبي إلى الشارع، بلا مؤهل أو عمل أو خبرة. وعلى ظهر قارب صغير جثا يصلي، قال لله: يا رب أنا لا أعرف من أمور الدنيا سوى صناعة الصابون، كنت أساعد أبي في عمله أحياناً. واقترب منه بحار شيخ قال له: سأرسلك إلى مصنع للصابون في نيويورك، كن أميناً في صناعتك، كن أميناً في موازينك، أعط الله حقه كاملاً في كل دولار تكسبه.
وفي مصنع الصابون حصل على دولار واحد، وتذكر نصيحة الشيخ فأنفق عشر سنتات في أعمال الخير قبل أن يأكل بما تبقى. وفي الأيام التالية التزم بعهوده: الأمانة – الدقة – حق الله أولاً.
وأثمرت الأمانة..
أصبح شريكاً في المصنع، ثم مالكاً للمصنع. وظل يدفع 1/10 مكسبه لله، واستمر ماله يتزايد. دفع 2/10 من مكسبه، وزادت مبيعاته، دفع 3/10، ثم نصف ربحه، وتزايد نجاحه!
وحقق الرجل الأمين كل خطته في الحياة. وفي يوم من الأيام دعا مدير مصانعه وقال: ادفع كل شيء لله – لا حق لي في شيء بعد الآن.
كان هذا الرجل هو وليم كولجيت.. ومن منا لا يعرف منتجات كولجيت!