حدثت هذه القصة منذ حوالي 50 عاما مع أخ أحد الأساتذة بالاكليريكية و الذي يخدم الآن في احدي كنائس كندا بعد سيامته كاهنا كان أخوه طالبا باحدي كليات القمة و كان ذا ذكاء خارق شهد عنه الجميع ، و شهدت عنه تقديرات النجاح ، حيث كان يحصل في نهاية كل عام علي تقدير امتياز . و في البكالوريوس أصيب في مادة رسب فيها خسر معه تقدير ممتاز و خسر أمله في أن يكون واحدا من أسرة التعليم بالجامعة و خسر أيضا وقته إذ سيتخلف في التخرج عن باقي أقرانه و أصدقاؤه. و ساءت نفسيته إلي أقصي حد ...فهذا الأمر لم يعتده منذ أن كان تلميذا بالمدرسة الابتدائية و كلمة رسوب لم تجسر أن تقترب إليه قبل هذه اللحظة . لم يمر هذا الأمر مرورا سهلا عليه فقرر أن يخرج من الكلية و ينسحب من ملعب التعليم بحثا عن وظيفة بالمؤهل الذي أدخله فيها و هو الثانوية العامة!!!!!!!و بعد مجهود شاق أقنعوه بأن يمتحن في هذه المادة امتحانا خاصا_دور ثاني _حسبما تقضي لائحة الكلية و أبت نفسه الأبية و رفض في شدة و صرامة . و لشدة الإلحاح قبل و دخل الامتحان , و بذل مجهودا كبيرا حتى لا يعود إلي ما هو عليه , و لكنه رسب أيضا نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ( رو 8 : 23 ) فكان يجيبهم بقوله : أين الخير في الرسوب؟ هل يوجد خير في الشر؟ و بمجهود شاق أمكن لهم أن يثنوه عن عزمه في عدم مواصلة الاستذكار و الدراسة بالكلية , ليبحث عن عمل بمؤهله القديم و أقنعوه أن يواصل و دخل الكلية و هو في مرارة و سأل عن أقرانه و أصدقائه الذين تخرجوا، فعلم أن نصفهم مات و النصف الآخر لا يخلو من تشويه .كان هذا في عام 1948 حيث حرب الأسلحة الفاسدة ..اذ تم تجنيد كل من أتم دراسته و الاستبقاء علي المتخلفين عن الامتحان فأحس انه كان من الممكن أن يكون واحدا من المشوهين أو من المقتولين و هنا أدرك ...(لماذا سمح له الله بنعمة الرسوب)....
هكذا نحن في الضعف نتصور هكذا نحن في الشك نخور فتصرخ النفس في مرارة و مذلة لماذا تحجب وجهك عني و تحسبني عدوا لك (أي 13 : 24 )أتكلم بضيق روحي أشكو بمرارة نفسي (أي 7 : 11 ) نصرخ في عدم إيمان و الحسرة تملأ قلوبنا فيأتينا صوت الله ، و قلبه يفيض نحونا بحب الهي عجيب و إشفاق لضعف طبيعتنا و قلة صبرنا: يا حبيبي لست تعلم ما أنا صانع الآن و لكنك ستــــفــــهــــم فيمــــــا بـــعـــــد يا حبيبي ألــــــم أقــــــل لـــــك ان آمنت تــــري مجــــــد اللـــــه ؟ يا حبيبي من يصبر الي المنتهي فهذا يخلص فـــــــاصبــــــــــــر و ســـتــــــــــــري عـــاقبـــــة الــــــــــرب فسلم للرب طريقك و اتكل عليه