ميرال هيفاء جميلة رقيقة المشاعر فى بادئ العقد الثالث من عمرها، متزوجة حديثاً، فضلت ألا تعمل وهى التى تخرجت فى كلية الآداب، تحب الأدب والفن فتقرأ كثيراً، تجدها منجذبة لكل ما هو إنسانى فى الحياة.
مرة من المرات أعطت إطار سيارتها لقائد إحدى السيارات. وكان هو الإطار الوحيد لديها (الاستبن) وبعد أمتار قليلة انفجر الإطار الخلفى الأيسر لسيارتها، وكان هذا الإطار الذى أعطته لصاحب السيارة الذى أشفقت عليه_ هو بطل الموقف، فوقفت تبكى فى قلة حيلة بائنة إلى أن جاءها العون من عند إله السماء.
وبالرغم من هذه الإنسانية الفائضة، لم يكن لها ميول روحية واضحة "لم تكن حارة ولا باردة" (رؤ3: 15) فقط كانت لديها قناعة أن اللـه لديه قدرة فائقة وأن ببيته فقط تليق القداسة، فقد لبس القدرة، وأن ببيته تليق القداسة كل الأيام (مز 93)
كانت تبحث عن معنى للحياة معنى للوجود.
أتاح وجود أقرباء لها فى اليونان فرصه رائعة للسفر إلى الخارج أكثر من مرة والتجوال بالقطار الدولى بين أقطار أوروبا الموحدة مما أتاح لها ثقافة عالية، وبالرغم من ذلك وبالرغم من الانتشار الواسع لشبكة الإنترنت وأجهزة الكمبيوتر المختلفة إلا أنها لم تحب هذا الجهاز الذى يتحدى ذكاءها. إذ كيف لهذه الكابلات أن تكتب وتحسب، ترسم وتترجم أسرع من أى عقل بشري؟ فتحاشت الاعتماد عليه ولو على سبيل الترفيه، وقد صار هذا الامر محور تندر أصدقائها.
تزوجت، وبعد أشهر قليلة سافر زوجها إلى اليونان لفترة محدودة، شعرت بأنها فقدت جزءاً هاماً من كيانها، وصارت تنهض من النوم مبكراً وهى التى اعتادت على الاستيقاظ فى وقت متأخر من الصباح.. تجولت فى جنبات الشقة الوسيعة وطالما سرحت بفكرها فقد أكلها الشوق إليه، وكان عليها أن تتعامل مع الإنترنت بصورة أكثر جدية لأجل الاتصال به، وتخلل محاولتها لذلك أن تجولت فى العديد من المواقع ومارست حفنة من الألعاب الإلكترونية..الخ.
فى يوم فتحت ملف (photo) وطلبت (Jesus)
فجاءتها صورة رائعة الجمال للمسيح تحمل من البهاء والنقاء ما يصل لحد الكمال.. حفظتها فى ذاكرة الجهاز وانشغلت عنها أياماً طويلة، فقد كانت تستعد لمناقشة رسالة الماجستير، وما إن انتهت من الرسالة حتى عاودت التجوال مرة أخرى بين ردهات الإنترنت ففتحت ملف "جيزس" وليس "فوتو" هذه المرة لكن جيزس، فطالعتها صفحة البداية (homage) وقد بدأت بكلمة ترحيب تحث على اتخاذ مسلك الحياة الروحية كل يوم من أيام الحياة بلا لوم وبلا عيب.
ودلفت بعد ذلك إلى العديد من المواقع التى تحمل موضوعات عن المسيح والحياة الأبدية. وفى اليوم التالى وجدت نفسها مدفوعة ملاقاة المسيح على الإنترنت، تعرفت على عنوان مكتبة مسيحية راسلتها وأرسلت لها العديد من الكتب الروحية الرائعة التى غيرت حياتها وغيرت نظرتها نحو نفسها ونحو الآخرين.
لقد كانت رحلة وجود بالنسبة لها وصلتها بأهم وجود لها فى الحياة.
وأعطيكم قلباً جديداً وأجعل روحاً جديدة فى داخلكم
وأنزع قلب الحجر وأعطيكم قلب لحم وأجعل روحي فى داخلكم وأجعلكم تسلكون فى فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملون بها
(حز 36 - 47: 48)