كرسي المسيح
لأنه لا بد أننا جميعًا نُظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحدٍ ما كان بالجسد بحسب ما صنع، خيرًا كان أم شرًا ( 2كو 5: 10 )
إن الغرض من ظهور المؤمن أمام كرسي المسيح هو أن ينال المؤمن المكافأة التي تناسب خدمته الأمينة للرب. إن صفة كرسي المسيح، بالنسبة للمؤمن، هي للإعلان وليس للدينونة، لأن المسيح لا يدين عمل يديه. وليست المسألة هنا خطايا المؤمن، والتي بواسطة عمل المسيح قد سُدد حسابها. وفي معرفة هذه الحقيقة، فإن المؤمن تصبح له ثقة عظيمة في يوم الدينونة ( 1يو 4: 17 ). إنه يستريح بثقة كاملة في يقين كلمة الله التي تُخبره بأنه «لا يأتي إلى دينونة» ( يو 5: 24 ؛ رو8: 1). ولكــن أعمال المؤمن ( 2كو 5: 10 )، عمل الخدمة للرب ( 1كو 3: 9 - 15)، والدوافع ( 1كو 4: 4 ، 5؛رو2: 15، 16)، جميعها ستُقيَّم أمام عيني الرب يسوع المسيح الفاحصة المقدسة، وكل شيء في حياة المؤمن سيُستعلن في ذلك اليوم، وستُكشف لنا قصة النعمة كاملة، في صبرها، والمحبة التي بلا حدود في حياة المؤمنين، وسيباركون اليد التي قادت، والقلب الذي وضع الخطط، وسينال كل منا المكافأة التي تناسب خدمته الأمينة للرب. ولكن كم هو أمر صعب بالنسبة للبعض أن يقف أمام كرسي المسيح في هذا الوضع! فكم من الخجل سيُصيب البعض أثناء تلك الوقفة!
وفي 2كورنثوس5: 11 لا يتحدث الرسول، فقط، عن رعب الله لغير المُخلَّصين، بقدر ما يتكلم عن ”رهبة جلال الرب“ التي فيها سعى الرسول لكي يخدم الرب خدمة مرضية، لكي ينال منه المكافأة أمام كرسيه. ومجرد التفكير في هذا الأمر حرَّك دوافع الرسول بولس، وكان حافزًا للخدمة والكرازة، خاصةً أن هناك أيضًا وقفة للأشرار أمام العرش العظيم الأبيض للدينونة، ويُطرحون بعدها إلى الويل والهلاك الأبدي «فإذ نحن عالمون مخافة الرب نُقنع الناس» ( 2كو 5: 11 ). فإذ نحن ندرك دينونة الله المُخيفة على الخطية، وأهوال الجحيم، فيجب علينا أن نسعى لإقناع الناس بضرورة قبول الإنجيل.
أيها الأحباء: من المؤكد أن الشيطان يحاول جاهدًا أن يبعد أنظارنا عن هذه الدوافع للخدمة. لم يسبق أن مشاهد رعب الدينونة كانت خابية مثل أيامنا الحاضرة، وربما كانت مُهملة تمامًا. ولكن أن نخفف من هول الدينونة فهذا معناه أننا نخدع الناس، بل ونكون أداة في يد الشيطان. كان الرسول بولس يرى مشهد الدينونة بكل ما فيه من هول ورعب أمام عينيه، وهذا ما زاد من حماسه وغيرته على ربح النفوس، وخدمة المسيح. ليتنا جميعًا هكذا!