من خلال اللقاء الذي تم بين يسوع وقائد المئه في كفرناحوم عندما دخل كفرناحوم، جاء اليه قائد المئه الروماني يطلب منه ان يشفي غلامه ((خادمه)) الذي كان مفلوجاً ومتعذباً جداً، فقال له يسوع : أنا آتي وأشفيه (متى 8 : 7) ولكن قائد المئه اعترض قائلاً يا سيد لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي لكن قل كلمة فيبرأ غلامي (متى 8 : 8) .
لقد كان يسوع راغباً ومستعداً لأن يذهب الى بيت قائد المئه ليشفي غلامه لكن الرجل شعر أنه لا يستحق هذا وتوسل الى الرب ألا يفعل، وقال له انه ليس عليه سوى أن يعطي أمراً بشفاء غلامه وهو في مكانه.
ولقد وضح قائد المئه منطقه قائلاً: ((لأني أنا أيضاً انسان تحت سلطان لي جند تحت يدي أقول لهذا اذهب فيذهب ولآخر آئت فيأتي ولعبدي إفعل هذا فيفعل (متى 8 : 9).
إن الكتيبة الرومانية تحتوي على ستة الآف جندي يرأسهم ستون من قائدي المائه كانوا جميعهم يخضعون لقائد الكتيبة وكان قائد المئه يرأس مائه جندي... لقد أوضح قائد المئه ليسوع أنه يحظى باحترام وخضوع الجنود الذين تحت سلطانه لأنه هو بدوره يخضع للقائد الاعلى للكتيبة لذلك هو مسنوداً على سلطان الحكومة الرومانية أي بمعنى آخر كان قائد المئه يقول : أنا تحت سلطان، لهذا أنا لدي سلطان، لذلك كل ما عليّ أن أفعله هو أن أنطق بكلمة فيطيعني من هم تحت سلطاني على الفور لقد استطاع أن يميز ان يسوع كان يخدم الله الآب خاضعاً لسلطانه في مملكته لذلك كان قائد المئه يعرف أن يسوع له سلطان في العالم الروحي تماماً كما كان لديه هو سلطان في العالم الحربي والعسكري .
فكان يدرك ان كل ما كان يحتاجه من يسوع هو مجرد كلمه يقولها وكان يثق ان المرض الذي يصيب غلامه سوف يطيع كلمة يسوع تماماً كما كان الجنود الذين تحت سلطانه يطيعون كلمته .
لقد كان قائد المئه يعرف تماماً السلطان الروحي الذي يملكه الرب يسوع ولكن ماذا كان رد يسوع على هذا ؟
فلما سمع يسوع تعجب وقال للذين يتبعون : الحق أقول لكم لم أجد ولا في إسرائيل إيماناً بمقدار هذا ! (متى 8 : 10) .
إن أعظم إيمان رآه يسوع على مدى الثلاثة والثلاثين سنه التي عاشها على الأرض لم يكن إيمان يوحنا المعمدان ولا واحد من بني إسرائيل الذين نالوا معجزات الشفاء ولا حتى في تلاميذه ألإثنى عشر بل هذا الإيمان العظيم وجده في جندي روماني بسيط ولكن هل تعرف ما الذي جعل إيمان هذا الرجل عظيماً هكذا؟؟ لأنه كان يفهم معنى السلطان وكان يعيش خاضعاً له .
فعلى قدر خضوعنا لسلطان الرب على قدر ما سيكون إيماننا.