كشفت دراسة أعدها المجلس القومي للسكان في مصر بالتعاون مع قسم الاجتماع بالجامعة الأمريكية في القاهرة أن هناك 255 ألف طالب وطالبة تزوجوا عرفياً أي بنسبة 17% من طلبة الجامعات.
الزواج العرفي الذي تشير إليه الدراسة يتم في الخفاء وبلا إشهار أو إعلان وبشهود يتم استئجارهم من المقاهي ونواصي الشوارع، وعادة ما تكتب عقوده على ورق إيه فور/ ابيض أو أوراق محاضرات ودروس خصوصية، كما أن أهالي الطلبة وأولياء أمورهم لا يكتشفون الأمر إلا بالمصادفة.
وتشير الدراسة إلى أن هذا الزواج صار خدمة وتجارة أيضا يمارسها متخصصون يبيعون أوراق عقوده في مراكز الطباعة والتصوير والكمبيوتر، بل إن هناك طلبة في السنوات النهائية لكليات الحقوق يقومون بتحرير العقود مقابل أجر هزيل.
وعلى رغم كل النتائج المأساوية المترتبة على هذا الزواج مازال ينتشر ويكتسب أرضاً متزايدة كل يوم، والسؤال لماذا؟
تجيب د. آمال موسى خبيرة علم النفس الاجتماعي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بالقول: يجب أن تكون هناك لغة للحوار بين الأهل والمراهق، وذلك لبناء شخصية مسئوولة، فذلك يعطي الشخص إحساساً بالثقة وأنه يأخذ رأيه في كل صغيرة وكبيرة.
وتضيف: في إحدى الدراسات التي أجريناها وجدنا أن نحو 59% من فئة الشباب يؤمنون بشرعية الزواج العرفي بل وصلت نسبة شباب الجامعة المتزوجين زواجاً سرياً إلى 18% كما أن 37% منهم لا يعدونه حراماً.
ويتفق د. عبد الله مكي مدرس الطب النفسي مع هذا الرأي ويقول: في رأيي أن الفتيات اللاتي يلجأن إلى هذا النوع من الزواج يعشن في أسر تفتقد الترابط كما أنهن يفتقدن الوازع الديني أو الخلقي الذي يمكن أن يعصمهن من الانجراف في مهاوي هذا الطريق المظلم.