كان يا ما كان.. كان هناك راهب يدعى فالانتين في القرن الثالث عشر يعيش في الإمبراطورية الرومانية تحت حكم الإمبراطور كلاوديوس الثاني.
شعر الإمبراطور أن جيشه ليس بالقوة والشجاعة نفسيهما واعتقد أن الزواج والحب هما السبب في ضعف الرجال والمحاربين، لذلك أصدر فرماناً بمنع جنود جيشه من الزواج حتى لا يضعف الجندي وهو يفكر في زوجته أو أسرته، ويهب روحه وتفكيره وحياته كلها للإمبراطور، ولا يشغله عن القتال شيء. شعر فلانتين أن هذا القرار ظالم وضد الطبيعة البشرية، لذلك تحدى الإمبراطور وعمد سراً إلى تزويج كل العاشقين، واستمر فترة من الزمن حتى انكشف أمره، فأمر الإمبراطور بإعدامه.
حب في الزنزانة
وفي السجن أغرمت به ابنة السجان وأحبته وكانت تزوره باستمرار ويعتقد أن فلانتين قبل إعدامه كتب لها رسالة حب ذيلها بتوقيعه "from your valentine" وهو تعبير مازال يستخدم حتى الآن في معظم بطاقات التهنئة.
وأخيراً تم إعدام فالانتين في يوم 14 من فبراير سنة 1269 ميلادية، ولكن رواية أخرى تقول أن 14 من فبراير ليس بالضرورة تاريخ إعدام فالانتين وأن الكنيسة حددت ذلك اليوم بعدها بعدة قرون حتى تبطل الاحتفال بعيد وثني آخر يسمى لوبريكاليا. كانت الإمبراطورية الرومانية تحتفل به في اليوم نفسه.
مهرجان التخصيب
كما أن شهر فبراير يعتبر شهر بداية فصل الربيع وكان يعتبر شهر التطهير حيث كانت المنازل تفرغ من الأثاث ثم ينثر أهل البيت حبوب الملح والقمح في كل أرجاء البيت.
وكان عيد لوبريكاليا في 15 من فبراير وهو عيد أو مهرجان التخصيب عند الرومانيين القدماء وكان مخصصاً لـ "فينوس" ربة الزراعة عند الرومان القدماء.
يانصيب الزواج
وكانت كل فتاة غير متزوجة تكتب اسمها في ورقة وتعطيها للصبية الذين يقرعون بابها حيث يتم تجميع أسماء النساء والفتيات في أواني كبيرة في ساحة المدينة، ثم يتقدم كل شاب ويختار ورقة ويصبح ملزماً بالزواج من اسم الفتاة التي كتب اسمها في الورقة. وكان هذا العيد يسمى "اللوتري أو اليانصيب الروماني" واستمر الاحتفال به حتى أمر البابا جيلاسيوس بحظره عام 498م. وأول رسالة حب كتبها تشارلز دوق أورليانز إلى زوجته يبث لها لوعته واشتياقه بعد سجنه تعود إلى عام 1415 ومازالت محفوظة حتى الآن.
البداية من بريطانيا
ويعتقد أن الملك هنري الخامس استأجر كاتباً ليكتب كلمات حب وغرام إلى حبيبته كاترين.
وأصبح الاحتفال بذلك اليوم شائعاً في بريطانيا في القرن السابع عشر وبعدها بدأ الأمريكان الاحتفال به في أوائل القرن الثامن عشر.
أما أول قصيدة حب مرتبطة بذلك اليوم فكتبها الشاعر البريطاني جيفري تشوسر احتفالاً بالذكرى الأولى لارتباط ريتشارد الثاني ملك إنجلترا بالملكة آن أميرة بوهيميا. والطريف أن عمر ريتشارد عند زواجه كان 13 سنة فقط أما عروسه آن فكانت تكبره بعام أي 14 سنة، والأطرف أن ارتباطهما لم يكن عن حب بل بموجب معاهدة سياسية تم إبرامها في الثاني من مايو عام 1381.