ما هو الحب
فى الواقع أن هناك ثلاثة أنواع من " الحب " أو ثلاث طرق للسلوك يطلق الناس عليها اسم " الحب
الحب المشروط :إن هذا النوع من الحب هو النوع الوحيد الذى عرفه كثير من الناس . إنه الحب الذى يعطيه الإنسان أو يناله عندما تتحقق شروط معينة . إذ على المرء أن يفعل شيئاً حتى يستحق هذا النوع من الحب .
" إذا تصرفت أو لبست بطريقة معينة ..."
" إذا حققت توقعاتى منك كحبيب ...."
" إذا مارست الجنس معى ...."
يقدم هذا النوع من الحب مقابل شئ يريده المحب ودافعة الأساسى أنانى . وغرضة هو أن يحصل على شئ مقابل الحب . وهناك كثيرون من الشباب الذين لا يعرفون نوعاً آخر من الحب غير الذى يقول :" سأحبك إن منحتنى جسدك ." وما يدركونه هو أن الحب الذى يتوقعون أن يحصلوا عليه من عن طريق الرضوخ لطلباته الجنسية ، هو حب رخيص لا يشبع ولا يستحق أبداً الثمن المدفوع فيه .ترتبط ديمومة الحب المشروط بالشروط الموضوعة لديمومته . فالأمور تجرى على ما يرام ما دامت الشروط تلبى . وعندما يكون هنالك تراخ أو تكاسل عن تلبية التوقعات ، أو ممارسة الجنس ، أو السماح بالإجهاض ، فإن المحب يقوم بالتوقف عن الحب
تنهار زيجات كثيرة لأنها بنيت على هذا النوع من الحب ، وعندما لا يتم تحقيق توقعات المحب ، فإن الحب المشروط غالباً ما يتحول الى الخيبة والاستياء . وإن الأمر المحزن هو أن الأشخاص المعنيين ربما لا يعرفون سبب ذلك أبدأً
الحب نتيجة سبب : النوع الثانى من الحب هو الحب نتيجة سبب . وفى هذا النوع من الحب يحصل الشخص على الحب لأنه يمثل شيئاً أو يفعل شيئاً . ويعكس هذا النوع من الحب مواقف يتم التعبير عنها عادة كما يلى
" أحبك لأنك جميلة جداً .."
" أحبك لأنك غنى ..."
" أحبك لأنك تعطى إحساساً بالإمان .."
" أحبك لأنك مسل ومضحك .."
ربما هذا الحب جيد جداً . أفلا نريد أن يحبنا الناس لما نحن عليه ، ولما نفعله ؟ إنه من المؤكد أن هذا النوع من الحب أفضل من الحب المشروط . وإنه لأمر لا يتطلب منا أو يشترط علينا الكثير ، أن يكون هنالك شخص يحبنا لما نحن علية ، أو نفعله
ولكن ما الذى يحدث عندما يفقد الشخص هذة الاشياء التى هى سبب الحب فإن هذا الحب مؤقت وضعيف
كما يوجد عيب آخر فى الحب المسبب . ويتمثل هذا العيب فى أن لكثير منا شخصيتين منفصلتين فنحن نعرض ذاتاً أو شخصية عامة يعرفها الجميع ، لكننا نخفى ذاتنا ، أو شخصيتنا الحقيقية ، الخاصة ، تلك الشخصية الكامنة فى الاعماق والتى لا يعرفها الا أشخاص آخرون قليلون ، إن كان هناك من يعرفها اصلاً ، ومن المحتمل جداً ان يخشى الشخص الذى يحب حباً بسبب سمة أو صفة معينة فيه أن يسمح للآخرين بمعرفة حقيقتة الداخلية . فهو يخشى أن يحبه أو يقبله الآخرون بشكل أقل أو أن يرفضوة إذا أنكشفت حقيقته ، وينتمى كثير من الحب الذى نعرفه فى حياتنا إلى هذا النوع المتقلب وغير الدائم
الحب لذاته : إن النوع الثالث من الحب جميل بقدر ما هو غير شائع . إنه حب دون شروط . يقول هذا النوع من الحب " أحبك رغم ما يمكن أن تكون عليه حقيقتك الداخلية . أحبك مهما تغير فيك ، وليس هنالك ما يمكنك أن تفعله لصرفى عن حبك . فأنا أحبك وكفى !" ليست المحبة لذاتها محبة عمياء . إذ يمكنها أن تعرف الكثير عن الشخص الآخر المحبوب . يمكنها أن تعرف نقائصة ، غير أنها تقبله بشكل كامل دون أن تطالب بشئ آخر فى المقابل . ولا توجد طريقة لاستحقاق هذا النوع من الحب ولا يمكن للإنسان أن يخسره . إذا ليس مرتبطاً بشرط
يختلف الحب لذاته عن الحب المشروط فى أنه لا يتطلب تلبيه شروط معينة قبل أن يعطى . ويختلف الحب لذاته عن الحب المسبب فى أنه غير ناشئ عن صفة جذابة ما فى الشخص المحبوب فالحب لذاته علاقه عطاء وهو كله متعلق بالعطاء أما نوعا الحب الآخرين فيتعلقان بالأخذ