حذر عدد من المطلعين على وضع المسيحيين في العراق من تعرضهم لما وصفوه بـ"التطهير الديني" بحيث يُدفعون إلى الهجرة وترك مناطقهم الأصلية، وذلك بسبب هجمات الـ"متطرفين" التي تستهدفهم، والتي أدت لتراجع أعدادهم في العراق من 1.4 مليون قبل إسقاط نظام البعث عام 2003 إلى ما بين 500 و700 ألف.
وترافقت التحذيرات مع صدور تقرير أعدته لجنة الحريات الدينية المرتبطة بوزارة الخارجية الأمريكية، عددت فيه مجموعة من الاعتداءات التي تعرض لها المسيحيون مؤخراً، بينها إرغام بعض نسائهم على ارتداء الحجاب والاعتداء على مصالحهم التجارية، إلى جانب قتل عدد من رجال دين.
من جانبها، أعربت إليزابيث كاسيدي، العضو في لجنة الحريات الدينية الأمريكية، التي كانت واشنطن قد أنشأتها بموجب قانون الحريات الدينية الدولية الذي أقرته عام 1998، عن قلقها من تحول بعض الدول في الشرق الأوسط، وبينها العراق، إلى بلدان يعيش فيها أشخاص من دين واحد.
وذكرت كاسيدي أن التقرير الذي أعدته اللجنة اعتمد على شهادات لمسيحيين فروا من العراق، مشددة على أنهم لا يشعرون بتوفر الأمن الذي يسمح لهم بالعودة إلى ديارهم.
وأورد تقرير لجنة الحريات الدينية الأمريكية مجموعة من الأمثلة التي قال إنها تؤكد تردي وضع المسيحيين في العراق، وفي مقدمتها إرغام نساء مسيحيات على ارتداء الحجاب من قبل "متطرفين إسلاميين" وطردهن من وظائفهن في حال رفضن ذلك، إلى جانب تهديد وخطف النساء اللواتي يشاهدن علناً برفقة رجال من غير أقاربهن.
وذكر التقرير أيضاً الهجرة الأخيرة التي تعرض لها المسيحيون في الموصل، بعد مقتل 14 منهم وفرار أكثر من 13 ألف شخص، مورداً شهادات لأشخاص قالوا إنهم تلقوا رسائل تهديد على هواتفهم الجوالة، وجرى توقيفهم على حواجز طلبت التدقيق في هوياتهم التي يرد فيها ذكر الانتماء الديني.
وذلك إلى جانب قتل الراهب الأشوري الأرثودكسي، يوسف عادل، في بغداد، بأبريل الماضي، وخطف وقتل أسقف الموصل الكلداني، بولس رحو، في فبراير الماضي، وتفجير ست كنائس في الموصل وبغداد في يناير.
يذكر أن نظام لجنة الحريات الدينية الأمريكية يتيح لها تقديم اقتراحات لوزارة الخارجية الأمريكية حول البلدان التي ترى أن فيها ما يثير القلق حيال الحريات الدينية، غير أن الوزارة ليست ملزمة باعتماد الاقتراحات.