تمثل الدورة الشهرية في حياة الأنثى حدثاً أساسياً يميزها عن الذكر, إذ ترتبط بالأحداث الهامة في حياتها كالبلوغ والإيذان بالدخول لمرحلة الإنجاب. ورغم إنها علامة صحية في مسار حياة الأنثى إلا إن الغالبية من الفتيات لا يفرحن عند مجيء الدورة الشهرية لأول مرة, والتي يستمر نزولها كل 28 يوماً في الدورات المنتظمة حتى منتصف العمر بحيث تصل مجموع الدورات في حياتها إلى 450 دورة. تبدأ الدورة الهرمونية لدى الأنثى في عمر يتراوح بين 11 و18 عام. أي إن متوسط بداية الدورة الهرمونية هو ثلاثة عشر عاما ونصف. هذا السن آخذ في الهبوط عالميا، وقد ابتكرت عدة نظريات لتفسير ذلك الهبوط، أشهرها الاستخدام المفرط للهرمون في المنتجات التي يستخدمها الإنسان. تحدث الدورة عندما يفرز جسم المرأة بويضة كل شهر، ويزداد سمك بطانة الرحم استعدادا للحمل. وفي حالة تخصيب البويضة تحتضن بطانة الرحم تلك البويضة بحنان وتتحول إلى جنين. أما في حالة عدم تخصيب البويضة، تترك كل من البويضة وبطانة الرحم جسم المرأة من خلال فتحة المهبل، وهو ما يسبب نزول الدم الذي يحدث أثناء الدورةالشهرية. وخلال هذه الفترة الزمنية تحدث تغيرات عديدة في الجسم يسببها الهرمون الأنثوي فينتفخ الجسم ويتغير الإحساس والمزاج والنشاط والإرهاق والمرح والانطواء وقوة الذاكرة من وقت إلى آخر طول فترة الدورة,وتتحول معظم النساء إلى شخصية مختلفة بحيث تزداد غضبا وتوتراً وتكثر المشاجرات مع الزوج والأبناء لتنفس المرأة عما تشعر به من توتر وهذا ما يسميه الأخصائيون بأمراض ما قبل الدورة الشهرية, وقد اكتشف الباحثون أهم العوامل المساعدة للحد من هذه الأعراض هو المحافظة على مستوى وتركيز قياس فيتامين "د" الذي يلعب دورا كبيرا في أنظمة الهرمون في الجسم كذلك معدل الكالسيوم.
وهذه هي المراحل التي تمر بها المرأة خلال الشهر:
1- من اليوم الأول إلى اليوم السابع: وهي فترة الحيض وتتميز بنزول الدم من المهبل ,
فتفقد المرأة حوالي 100 جرام من الدم مع بعض الأنسجة من جدار الرحم، وبويضة
غير ملقحة, وتبدأ بويضة أخرى في المبيض بالنضوج.
2- من اليوم الثامن إلى اليوم الرابع عشر: يبدأ مستوى الهرمون الأنثوي «الاستروجين» بالارتفاع وهذه المرحلة هي أعلى درجات الإخصاب. وتكون درجة حرارة الجسم مرتفعة قليلا والرغبة في المعاشرة الزوجية في أعلى مستوى.
3-من اليوم الخامس عشر إلى اليوم الواحد والعشرين: تنتقل البويضة عبر أحد أنابيب «فالوب» إلي الرحم وينخفض مستوى هرمون الاستروجين بينما يرتفع مستوى البروجستيرون. وربما تظهر في هذا الوقت المبكر جداً أعراض الحالة المعروفة بتوترات ما قبل الحيض.
4- من اليوم الثاني والعشرين إلى اليوم الثامن والعشرين: فترة ما قبل الحيض، خلال هذه الفترة يكون مستوى هورمون البروجستيرون لا يزال في ارتفاع متواصل وتشعر الأنثى بحدة في الطبع وكآبة وصداع ورغبة في البكاء ووجع في الثديين وارتباك. ويزداد الإقبال علي الطعام وخاصة النشويات والفطائر والشوكولاته, وربما يكون هذا دليلا على انخفاض سكر الدم. وهنا يراعي تحسين التوازن الغذائي في الجسم بتناول الخضار والفاكهة والبقول والعدس ومنتجات الحبوب. وفي هذه الفترة تصبح كل من البشرة والشعر دهنيا, ويزداد الوزن لانحباس السوائل في الجسم التي قد تصل إلي ثلاثة كيلوجرام بالإضافة إلي انحباس الغازات في البطن, لذا يجب تقليل استهلاك الملح، والإكثار من شرب الماء. وتحتاج الأنثى في هذه الفترة إلى النوم مبكراً ومزاولة نشاط رياضي مثل المشي,فهذا يساعد على قهر الكآبة وتخفيف أوجاع الآم وإزالة الإرهاق.
كما يلعب فيتامين «د» دوراً كبيراً في أنظمة الهرمون في الجسم لذلك ينصح بالتعرض لأشعة الشمس بشكل دوري لأن هذه الأشعة تساهم في عملية تخليق هذا الفيتامين وزيادة تركيزه, كما أن الخضراوات الطازجة تلعب دورا جيدا في زيادة تركيز الكالسيوم كما انه يجب على المرأة الحد من العناصر التي تؤثر على امتصاص الكالسيوم، التي يأتي في مقدمتها شرب القهوة بكميات كبيرة وكذلك شرب المشروبات الغازية وقلة الرياضة والحركة.
بعد حديثنا عن الدورة الشهرية وأسبابها وأعراضها دعنا نتساءل عن كيفية تعامل الزوجان معها؟. إن الجماع في هذه الفترة يؤدي إلى اشتداد النزف الطمثي،لأن عروق الرحم تكون محتقنة وسهلة التمزق وسريعة العطب، و جدار المهبل سهل الخدش، وتصبح إمكانية حدوث الالتهابات كبيرة مما يؤدي إلى التهاب الرحم وكذلك يحدث التهاب عند الرجل، كما أن جماع الحائض يسبب اشمئزازاً لدى الزوجين على السواء بسبب وجود الدم ورائحته، وبالتالي قد يؤثر على الزوج فيصاب بالبرود الجنسي. ومن المعلوم طبياً أن الدم هو خير بيئة لتكاثر الميكروبات ونموها، وتقل مقاومة الرحم للميكروبات الغازية نتيجة لذلك، ويصبح دخول الميكروبات الموجودة على سطح عضو الرجل يشكل خطراً كبيرا على الرحم, فمقاومة المهبل لغزو البكتيريا تكون في أدنى مستواها أثناء الحيض، إذ يقل إفراز المهبل للحامض الذي يقتل الميكروبات، ويصبح الإفراز أقل حموضة إن لم يكن قلوي التفاعل، كما تقل المواد المطهرة الموجودة بالمهبل أثناء الحيض إلى أدنى مستوى لها، وليس ذلك فحسب، بل إن جدار المهبل المكون من عدة طبقات من الخلايا يرق أثناء الحيض، ويصبح مكوناً من طبقة من الخلايا بدلاً من الطبقات العديدة التي نراها في أوقات الطهر، وخاصة في وسط الدورة الشهرية حيث يستعد الجسم بأكمله للقاء الزوج. لهذا فإن الجماع أثناء الحيض ليس إلا إدخالاً للميكروبات في وقت لا تستطيع فيه أجهزة الدفاع أن تقاوم، كما أن وجود الدم في المهبل والرحم يساعد على نمو تلك الميكروبات وتكاثرها.