الفحص الطبي للمقبلين على الزواج هام جداً من أجل حماية كل من الطرفين من عدوىَ محتملة (ولوبنسبة ضئيلة) وأيضاً لاستقبال نسل سليم خال من الأمراض وخاصة الأمراض الجنسية والوراثية ...
أهمية وفوائد الفحص الطبي قبل الزواج
1) ليكون المقدمين على الزواج على علم بالأمراض الوراثية المحتملة لأطفالهما فيما بعد ... فإن وجد احتمال أمراض وراثية معينة نتيجة تلاقي بعض الصفات الوراثية من كل من الأب والأم (خاصة نتيجة زواج الأقارب) فأمامهما الاختيار مُسبقاً في عدم الإنجاب أو عدم إتمام الزواج ...
2) الزواج خاصة في المسيحية عقد وعهد يُبنى على أساس أن العلاقة بين الزوجين دائمة ومستمرة طوال الحياة لذا فمن حق كل طرف أن يعرف أكثر ما يمكن عن الطرف الآخر(بما فيه معلومات صحية وطبية) قبل أن يقرر الاختيار النهائي الواعي المُدرِك والذي لا رجعة فيه.
3) تقديم النصح للمقبلين على الزواج إذا تبين وجود ما يستدعي ذلك بعد استقصاء التاريخ المرضي والفحص اللازم واختلاف رمز الدم .
4) أن مرض"التلاسيميا" (نقص كرات الدم الحمراء وتدميرها تدمير مستمر والدم دائما ينحل ويُفقَد) وهو ما يطلق عليه "فقر دم البحر الأبيض المتوسط" وهو المرض الذي ينتشر بشكل واسع وواضح في حوض البحر المتوسط ، هذا المرض توجد وسائل قبل الزواج للوقاية من إنتقاله لأحد الزوجين .
5) المحافظة على سلامة الزوجين من الأمراض فقد يكون أحدهما مصاباً بمرض معدي فينقل العدوى إلى الشريك السليم.
6) بالفحص الطبي يتأكد كل واحد من الخطيبين من مقدرة الطرف الآخر على الإنجاب وعدم وجود العقم ، ويتبين مدى المقدرة على المعاشرة الزوجية عند الزواج (فالمعاشرة الزوجية تتطلب جهد جسماني وعصبي قد لا يتحمله أصحاب أمراض معينة ... وبعض أمراض القلب مثلا تشكل خطورة على الحمل والولادة ) .
7) بالفحص الطبي يتم الحد من انتشار الأمراض المعدية والتقليل من ولادة أطفال مشوهين أو معاقين والذين يسببون متاعب لأسرهم ومجتمعاتهم.
8) ويدخل في إطار هذا الكشف معاينات في علم الوراثة إذا أمكن إجراؤها وهو علم حديث للتأكد مسبقاً من صحة النسل وسلامته . فالأخصائي يمكنه إرشاد العروسين بنسبة عالية من الدقة ومن خلال فحوصات عن الأمراض الوراثية ما إذا كانا قادرين على إنجاب سليم صحياً أم لا. فمرض ( المنغوليزم ) عند الأطفال مثلا وهو مرض عقلي وجسدي يأتي بالوراثة ويمكن تفادية بإجراء الفحوص الوراثية عند ذوي القربى ... كما يمكن اكتشاف سبب موت الأجنة قبل ولادتهم .
فحص العريس
يتضمن فحص القلب والشرايين والغدد والأعصاب وفحص أعضائه التناسلية الداخلية والخارجية بدقة وكذلك يجري سؤاله للكشف عن العجز جنسي إن وجد أو أمراض زهرية أصيب بها في السابق أو في الحاضر ويفحص سائله المنوي في المعمل (المختبر) للتثبت من قدرته على الإنجاب.
فحص العروس
دراسة حالة العقم والإنجاب وكذلك وضع غشاء البكارة ومدى صلابته وسلامته أو الكشف عن أي أمراض أو التهابات ...
ومن جملة هذه الفحوص فحص النهدين والكشف على الأعضاء التناسلية الخارجية دون المساس بغشاء البكارة وهذه ناحية مهمة من شأنها أن تـُطمئن العروس أو الفتاة المراهقة
ويتم سؤال العروس عن انتظام الدورة الشهرية وآلام الطمث ( الحيض) وإمكانية معالجتها قبل الزواج.
وخلال الكشف الطبي يقدم الطبيب النصائح الجنسية والعلمية الضرورية لتطبيقها خلال عملية الزواج إذا كان هناك من ضرورة.
ويتضمن فحص العروس أيضا التدقيق في القلب والشرايين والرئتين وقياس ضغط الدم وفقر الدم .
فحوص أخرى مشتركة
تـُجرى للشريكين تحاليل (فحوص مخبرية) للبول والدم وخاصة فصيلة الدم ونوعيته.
والمعروف أن تعارض دم الأب مع دم الأم (سلبي – إيجابي) قد يسبب إجهاضات متكررة في المستقبل وموت الأجنة قبل الولادة ولكن تم اكتـُشف لقاح خاص لهذه الحالة تحقن به الزوجة.
ولا بد كذلك من سؤال العروسين عن الأمراض المتوارثة في عائلة كل منهما وعن مدى القرابة العائلية بين العروسين وأسئلة أخرى غيرها لدراسة مدى تأثير ذلك على الإنجاب وإمكان تفادي إنجاب أطفال مرضى أو معاقين .
السلبيات المتوقعة نتيجة الفحص
1. قد يحدث تسريب لنتائج الفحص ويتضرر أصحابها خاصة العروس فقد يفسخ الخطيب خطبته لها.
2. يجعل هذا الفحص حياة بعض الناس قلقة مكتئبة ويائسة إذا ما تم إعلام الشخص بأنه سيصاب هو أو أولاده بمرض لا شفاء له من الناحية الطبية.
3. التكلفة المادية التي يتعذر على البعض الالتزام بها وفي حال إلزام الحكومات بجعل الفحوص شرطاً للزواج ستزداد المشاكل حدة ، وإسختراج شهادات صحية من المستشفيات الحكومية وغيرها أمر غاية في السهولة فيصبح مجرد روتين يعطى مقابل مبلغ من المال.
يُنصح بالتفكير جيداً قبل قرار الزواج في الحالات الآتية :
- إذا كانت هناك صلات قرابة شديدة بين الشريكين قد ينتج عنها أمراض وراثية وعاهات جسدية وتخلف عقلي.
- في حال وجود فارق كبير في العمر بين العروسين.
- في حال وجود أمراض عصبية وعقلية كالجنون والرعشة الكبرى وفقدان الوعي وهي ذات انحدار وراثي.
- في حال وجود أمراض قد تهدد حياة أحد العروسين بالخطر (ذبحة قلبية - سل متقدم - زراعة القلب - سرطان متقدم) .
- في حال مرض أحد الزوجين بمرض الإيدز لأنه سريع الانتقال إلى الشريك الآخر ومنهما إلى المولود.