ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــقصة يوسف
بيع يوسف ابن يعقوب من قِبَل إخوته، وانتهى به الأمر في مصر في بيت فوطيفار (خصي فرعون رئيس الشرط). أما زوجة فوطيفار فكان لديها أفكار شريرة تجاه يوسف. في النهاية أزلّته وأرسلته إلى السجن. ظنت أنها فعلت به شراً. ولكن بالنتيجة كان السجن أكثر أماناً وهدوءً من منزل فوطيفار. إذ بالرغم من وجود الرفاهية في ذاك البيت، لكن يوسف كان يعيش فيه بخوف مستمر من التهجمات المعيبة للوحش الفاجر(زوجة فوطيفار). صراعه كان أكثر عذاباً من حياة السجن. ففضّل العيش مع اللصوص على امرأة متوحشة. كان السجن مريحاً له على قاعدة تفكيره بأنه موجود فيه كي لا يخسر طهارته، بينما خشيَ أن يخسر نفسه إن بقي بقربها أكثر. وهكذا بالحقيقية هو لم يدخل السجن بل تحرر منه. إنفصل عن سيده الأرضي، فوطيفار، ولكنه تقرّب أكثر من سيده السماوي، الله
باعه إخوته قديما لتجار إسماعيليين. بالحقيقة هم أفادوه إذ تحرر من شرّهم ومضايقاتهم اليومية. هل يوجد أسوأ من العيش مع إخوة يحسدونك ويعاكسونك و يتآمرون عليك؟ أرادوا أن يفعلوا به شرّاً ولكن الله حوَّل الشرَّ إلى خير.
لاحقا عندما نسيه رئيس السقاة، صار له خيراً إذ أصبح سجنَه أمراً شكلياً أكثر لا بل تكريماً. لم تُعطى له الحرية بفضل رحمة بشرية بل من العناية الإلهية. أخرجه فرعون من السجن لأنه احتاجه ليشرح له أحلامه. هكذا أخرجه ليس كملك يقدم حسنة لا بل كملك يتقبلها. فلم يُرد الله ليوسف أن يُحسن إليه كعبد، بل أن يظهر أمام فرعون كأنه مُحسن له، وأن يساعده في حاجته ويظهر له حكمته
لهذا السبب نسيه رئيس السقاة، حتى يتعرف عليه فرعون، وحتى لا تخسره مصر. لأنه لو تذكره رئيس السقاة أمام فرعون لخرج باكراً من السجن، وعاد إلى وطنه. وهكذا كل المعوقات -عمله في بيت فوطيفار و السجن- أبقته هناك ليحقق مشيئة الله
قصة يعقوب
لنتفحص بدقة أكثر حياة والد يوسف أي البطريرك يعقوب. حسده عيسو أخوه وطلب أن يقتله، مما دفعه أن يخرج من وطنه. ماذا حدث له عندها؟ أولاً خرج من الخطر إلى الأمان والهدوء. لاحقاً، تعلّم أن يستوعب الأمور وبالتالي صار أكثر حكمة. وبالنهاية استحق أن يرى ذلك الحلم العجائبي المتعلق بالسلّم (تكوين12:28-15
لكن ستقولون لي أنه عمل وتعب في بلد غير وطنه، في بلاد ما بين النهرين. ووجد في البداية امرأة، راحيل، ليتزوجها، وكسب عطف حماه لابان، ولكن لابان خدعه وزوّجه ابنته الكبرى ليئة بدل راحيل. ولكن ما حدث أفاد يعقوب لأن راحيل كانت عاقر أما ليئة فأنجبت له أولاد كثر (تكوين 29
لاحقاً كرهه لابان، والكره هذا صار له خيراً، إذ كان سبباً ليعود إلى وطنه. ولو لم يواجه مشاكل في بلاد ما بين النهرين لما افتكر في أرض كنعان. أما لابان فقد أمسك عنه أجرة أتعابه وهذا لم يؤذه أبداً، بل صار أكثر غنىً من لابان والد زوجتيه
حسناً، ماذا نرى؟ نرى أنه بقدر ما نواجه عوائق وأعداء، بقدر ما نتحسن. لو لم يأخذ بالبداية ليئة زوجة له، لما كان لديه أولاداً بهذا العدد، بل كان سيبقى لسنوات عاقراً بدون أولاد وحزيناً، كما حدث مع راحيل. ولو لم يحتفظ لابان بإجرته، لما حنَّ إلى وطنه، وما كان قريباً جداً من زوجاته، وما عاد بعزّة وإكرام إلى أرض كنعان، ولما كان قابل في الطريق الملائكةَ لا بل الله بذاته
قصة موسى
أمر فرعون أن يُرمى أولاد العبرانيين في النهر. لو لم يحدث هذا لما كانت ابنة فرعون أنقذت موسى ولا كان تربى في القصر. هكذا يرتب الله الأمور ليرينا حكمته وقدرته الدائمة على إيجاد الحلول للمشاكل التي لا حل لها أو مخرجاً للتي لا مخرج لها
أحد العبرانيين، لاحقاً، أجاب موسى مهدداً: "ألعلك تريد قتلنا أيضاً". هذا قد أفاده، لأنّ موسى خاف وقرر أن يغادر مصر. وهكذا ذهب إلى صحراء سيناء. لم يعش فقط بعيداً عن خطر المصريين، بل هدئ روحياً وازداد حكمة واستحق أن يرى تلك الرؤيا العجائبية للعلّيقة الملتهبة وأخذ المهمة المقدسة لإنقاذ شعبه من عبودية المصريين
هارون
حدث شيء مشابه مع هارون (عدد 16-17)، عندما وقف قورح وبعض رؤساء شعب إسرائيل ضده، مشككين باستحقاقه الكهنوت، أكد الله استحقاقه بالعجيبة التي بها جعل العصا تزهر ومجّده
الفتية الثلاث
لنتذكر الآن الفتيان الثلاثة. فمعهم نال الشيطان صفعة كبيرة، ماذا يعني؟؟ انقلبت الوسيلة التي حارب بها المؤمنين ضده وقضت على قوته. و يحدث هذا لا لأنه يريد ذلك بل لأن الله الكثير الحكمة وجّه الأمور في ذلك الاتجاه، أي بأن تتحول خدعه وأسلحته ضده. وضع الشيطان في فكر ذلك الطاغية نبوخذنصّر أن لا يقطع رؤوس القديسين وأن لا يرميهم للوحوش، بل أن يحرقهم بالنار. لماذا بالنار؟ كي لا يبقى أي شيء منهم، بل تختفي كل أجسادهم، وأن يمتزج رماد عظامهم مع رماد الخشب المحترق. لكن الله استعمل هذه الوسيلة ليغلب الفجور ويهزم العبادة الوثنية. فجعل أجسادهم لا تحترق بالنار، معلماً البرابرة أن النار لا تخاف الله فقط بل عبيده أيضاً
اضطهاد المسيحيين
أيضاً، في زمن الاضطهاد، ماذا حدث؟ توجّه المضطَهدون بجنون لا يصدق نحو المسيحيين. ورغم كرههم وخبثهم وتدميرهم الوحشي الكبير، كانوا أضعف من خيوط شبكة عنكبوت أمام ابناء الله، فتبددوا أسرع من الدخان، وتبعثروا أسرع من الغبار. ونتيجة عدائهم للمسيحيية كانت اغتناء الكنيسة بعدد كبيرة من الشهداء. وامتلاكها كنوزاً حية أزلية، تقدم لنا البركات السماوية الغنية
يظهر الله قوته، خصوصاً، عندما تزداد محاربة الأعداء لعبيده المؤمنين
عندما تربّع على الجاحد يوليانوس (361-363) عرش المُلك، ذاك الذي فاقَ كل الكافرين بكفره، حدثت أشياء مشينة كثيرة
أول صيرورته ملكاً، حدثت مجاعة كبيرة في المدن. بداية سيئة لملك سيء
لاحقاً، عندا أعطى الأمر بإعادة بناء المعبد اليهودي في أورشليم، لكي يكذّب النبوءة عن المسيح، فجأة اشتعلت النيران واحترق المبنى بالكامل من أساسه فخاب أمله
وأيضاً، محاسبه وعمه، الذي يدعى أيضاً يوليانوس، عندما تجرأا على تدنيس الأواني المقدسة معاً، عوقبا من الله ليكونا أُمثلة: الأول امتلئ جسده بالقروح والدود والثاني خرجت أحشائه من جسده، وماتا موتاً مخيفاً
أيضاً، جفت الينابيع في الأماكن التي قُدمت فيها ذبائح للأوثان. كعلامة من الله. فالله يعمل في حالات خاصة، عندما يزداد الشر، و عندما يسيء عبيده التصرف، عندها يُظهر قدرته