بعد أن أصبحت شبكة الإنترنت في متناول الشباب والأطفال، أساء البعض استخدامها في اتجاهات خاطئة، والبحث فيها عن أشياء حسّية واتجاهات لم نعتاد، الأمر الذي يؤثّر سلبياً على حياتنا الروحية.
كيف نتجنّب سلبيات الإنترنت؟
كل اختراع له وجوه إيجابية مفيدة نافعة، وله وجوه أخرى سلبية. ويستطيع مُستخدم شبكة الإنترنت أن يحدّد ما يريده بالضبط، ويرفض ما لا يتفق مع الأخلاق والقيم والحياة الروحية - تماماً مثل استخدام القنوات الفضائية، حيث يختار المُستخدم القنوات المفيدة، رياضيةً كانت أم إخبارية أم علمية أم درامية.. الخ، ولكنه يرفض اختيار القنوات التي تقدّم الأفلام الخليعة وتثير في الفرد اتجاهاتٍ حسية تُفسد نقاوة قلبه، وتبعد به عن القداسة التي في المسيح يسوع.
ينبغي أن نلاحظ هُنا أن هناك شبكات كبرى تتاجر بالجنس من أجل المال وتعرض منتجاتها على رواد شبكة الإنترنت.. فربما يدخل أحد الشباب على موقع ما بحثاً عن مادة علمية أو إخبارية أو ثقافية، فإذ به يجد إعلاناً عن موقعٍ آخر له طابعٌ جنسي. ومتى ضغط على الإعلان يجد نفسه وقد دخل بالفعل إلى موقعٍ يعرض مادة جنسية رديئة، ويتاجر بالأجساد ويُفسد أذهاننا عن النقاوة المسيحية..
وما علينا إلاّ أن نتجاهل الدخول في مثل هذه المواقع التي غالباً ما تجرنا إلى مواقعٍ أخرى أكثر منها فساداً.
شبكة الإنترنت تشبه شبكة نلقيها في البحر، وحينما نجتذبها نجد بها أسماكاً جيدة وأخرى رديئة، وأخرى مُتعفنة، وما علينا إلا أن نختار الجيد ونلقي بالرديء في سلة القمامة..
نحن هنا أمام عدة ملاحظات بخصوص استخدام شبكة الإنترنت:
1- حافظ على وقتك:
وقتك ثمين، فلا تضيعه في ما لا يفيد. فمنذ أن صارت شبكة الإنترنت في متناول الناس في الآونة الأخيرة، والكثيرون من الشباب يلازمون الكمبيوتر، ويقضون ساعات طويلة متجولين بين مواقع الشبكة. وكأي شيءٍ جديد يجتذب كثيراً من المنبهرين، ينسى هؤلاء أنفسهم معه لفتراتٍ طويلة، دون أن يكون هدفهم الحصول على أية فائدة. تماماً مِثل مَن يتجوّل في الأسواق أياماً وأياماً دون أن تكون لديه أية رغبة في الشراء، ولكنه يقضي الوقت متفرجاً.
هذا يُذكرنا بقول يوحنا الرسول "لأن كلَّ ما في العالم شهوةَ الجسد وشهوةَ العيون.." (1يو 16:2).. وعليك أن تدرك أن وقتك أثمن من أن تفقده في تجوال ليس له عائد مفيد.. استفد بوقتك، وحدّد بالضبط ما تريده قبل أن تستخدم الإنترنت.
2- حافِظ على حياتك الروحية:
قد يشغلك الكمبيوتر والإنترنت، عن أمورٍ مهمة في حياتك.. ربما يكون ذلك خصماً من وقت الصلاة أو وقت قراءة الكتاب المقدس أو وقت الخدمة. وقد تنبهر ببعض الاتجاهات الاستهلاكية والحسية التي تروّج لها شركات عالمية على شبكة الإنترنت؛ مما يُضعف اهتمامك الروحي.
* عليك إذن أن تُحدّد ما تريد بالضبط، وأن تضع هدفاً لحياتك، وهدفاً لكل أعمالك.. فإذا طبّقنا ذلك على استخدام الكمبيوتر والإنترنت، فعلينا أن نستخدمهما بحكمة فيما نحتاجه بالضبط، ونقضي الوقت المناسب دون استهلاك لطاقتنا فيما لا يفيد، ونرفض أي شيء يضرّ بحياتنا النفسية والروحية..
لنضع كل شيء في موضعه المناسب، "وليكُن كلُّ شيءٍ بلياقةٍ وبحسب ترتيب" (1كو 40:14)
.. والرب معك.