منتدى برنامج لما يعجز البشر اذاعة صوت الامل الدولية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى برنامج لما يعجز البشر اذاعة صوت الامل الدولية

لأن الرب مسحنى لأبشر المساكين أرسلنى لأعصب منكسرى القلب. أشعياء1:61
 
 الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 الإيمان والأولويات

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مجدى
مدير المنتدى
مجدى


ذكر
عدد الرسائل : 1537
العمر : 47
الموقع : www.magdy8888.ahlamontada.net
تاريخ التسجيل : 19/09/2008

الإيمان والأولويات Empty
مُساهمةموضوع: الإيمان والأولويات   الإيمان والأولويات I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 08, 2008 3:41 pm

لا يقاس الإيمان بالعقل أو العلم، ولا يقاس بالفلسفة أو المنطق، فهذه المقاييس والمعايير تتعامل مع المنظور والملموس والمعلوم والمحدود، تتعامل مع الزمان والمكان، تتعامل مع الظروف والأحوال..
أما الإيمان إن كان لا يتعارض أو يعارض هذه المقاييس والمعايير فإنه يتخطى كل هذه الحدود ويعلو فوقها لأنه يتعامل مع اللا منظور واللا معلوم واللا محدود لأنه هو "الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى" (عب 11: 1) فالإيمان يستخدم قدراتنا وإمكانياتنا البشرية لكنه يعلو فوقها ولا تستطيع أن تحد فاعليته أو تعطل عمله.
قال السيد المسيح: "الحق أقول لكم إن كان لكم إيمان ولا تشكون، فلا تفعلون أمر التينة فقط بل إن قلتم أيضاً لهذا الجبل انتقل وانطرح في البحر فيكون، وكل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه" (متى 21 : 21 ، 22) في كتاب faith to give by – الإيمان الذي به نحيا - قال درك برنس Derek prince يرفعنا الإيمان فوق عالم قدراتنا الخاصة ويجعل إمكانيات الله متاحة لنا.
هذه الحقيقة يعلنها الكتاب المقدس في كل صفحاته ومن خلال حياة رجال ونساء الله الذين عاشوا بحق حياة الإيمان وأروع سجل مدون فيه عن هؤلاء هو رسالة العبرانيين الأصحاح الحادي عشر، فبعد أن سجل لنا عينات من سحابة الشهود الأمناء قال كاتب العبرانيين: "وماذا أقول أيضاً لأنه يعوزني الوقت إن أخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء الذين بالإيمان قهروا ممالك صنعوا براً نالوا مواعيد سدوا أفواه اسود أطفأوا قوة النار نجوا من حد السيف تقووا من ضعف صاروا أشداء في الحرب هزموا جيوش غرباء.." (عب 11 : 33 – 39).
بعد هذه المقدمة التي أرى أنه لابد منها عندما نتحدث عن الإيمان فدعونا نتأمل معاً في نوعية من الإيمان المعاش، الإيمان الذي يضع الله أولاً في المقدمة من نواحي الحياة المتنوعة، وقد اخترت في هذه المرة أن نتحدث عن إبراهيم رجل الإيمان الذي أُطلق عليه أبو الإيمان وخليل الله لكي نتبين كيف يعمل الإيمان الحي في المؤمن فيتخلى عن ذاته ويضع علاقاته الأسرية وغير الأسرية جنباً في سبيل أن يضع الله في مقدمة حياته قبل كل شيء فيكون الله متقدماً في كل شيء.
لقد دعا الله إبراهيم مرتين، في المرة الأولى قال له: "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك.. فذهب إبرام كما قال له الرب" (تك 12: 1 – 4).
وفي المرة الثانية قال له الرب خذ ابنك وحيدك الذي تحبه إسحق واذهب إلى أرض المريا وأصعده هناك محرقة على أحد الجبال الذي أقول لك، فبكر إبراهيم صباحاً وشد على حماره وأخذ اثنين من غلمانه معه وإسحق ابنه وشقق حطباً لمحرقة وقام وذهب إلى الموضع الذي قال له الله (تك 22: 2، 3).
ومن استجابة إبراهيم لهاتين الدعوتين يتضح لنا أن إبراهيم أعطى الله الأولوية الأولى وجعله متقدماً في كل شيء في حياته فأعطاه:
أولاً: المحبة الأولى:
إنني أرى في دعوتي الرب لإبراهيم سؤالين هامين من الرب له: السؤال الأول، وكأن الرب يقول له: هل تحبني يا إبرام أكثر من الأرض والعشيرة والأهل ومن بيت أبيك؟ وإن كان الأمر كذلك يا إبرام، إذن اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلي الأرض التي أريك، فأعلم أنك تحبني! وهكذا فعل إبرام وأعلن بإيمانه محبته للرب من كل قلبه. والسؤال الثاني، هل تحبني يا إبراهيم أكثر من إسحق ابنك وحيدك الذي تحبه، وأكثر من سارة زوجتك؟ بل وأكثر من نفسك؟ وإبراهيم أجاب الرب لا بالكلام بل بالإيمان العامل بالمحبة العملية، وقال للرب نعم يا رب إني أحبك أكثر من إسحق حبيبي وسارة زوجتي المحبوبة، وأكثر من نفسي فأنت الأول في حياتي، وها أنا أبرهن عملياً علي محبتي لك يا رب، فها هو إسحق علي المذبح..
لم يتوان إبراهيم لحظة واحدة في تنفيذ دعوة الله له، ولا الخطة المعلنة له. ففي الدعوة الأولى، يعلن الوحي: "فذهب إبرام كما قال له الرب". (تك: 12: 4)، وفي الدعوة الثانية يقول الكتاب "فبكر إبراهيم صباحاً وشد علي حماره وأخذ اثنين من غلمانه معه وإسحق ابنه وشقق حطباً لمحرقة وقام وذهب إلي الموضع الذي قال له الله". ثم نقرأ أيضاً عندما وصل إلي الموضع ربط إسحق ابنه ووضعه علي المذبح فوق الحطب. (تك22: 3، 9).
وفي كلتا المرتين لم يتساءل أو يتحاور إبراهيم مع الله، لم يتوان ولم يتململ أو يتمهل في تنفيذ دعوة الرب له، بل كل الجندي الذي تلقى الأمر فأسرع لتنفيذه في الحال دون تأخير أو تأجيل أو معارضة.
وهنا لاحظ أن طاعة إبراهيم كانت:
• طاعة فورية وكاملة في إتمام كل ما أمره به الرب دون انتقاص، فترك وطنه وعشيرته وأرضه، ووضع ابنه علي المذبح. لم يطلب بدائل من الله أو اختيارات أخرى. لم يطلب تعديل الأمور لصعوبة تنفيذها، بل خضع تماماً لإرادة الله وخطته له.
• وكانت طاعة إبراهيم طاعة واعية ومقتنعة بالمطلوب منه، لذلك أعد وجهز كل ما يلزم للذبيحة، أخذ كل الأدوات اللازمة معه، حتي لا يلتمس لنفسه أي عذر فيتوقف عن تقديم إسحق، فيلقي اللوم علي الرب لأنه لم يجد سكيناً أو حطباً، أو حتى يبرر نفسه. وليس هذا فقط بل تجنب كل المعوقات والمعطلات التي يمكن أن تعيق تقديمه الذبيحة، فأمر الغلامين أن يمكثا بعيداً حتى يرجعا، خوفاً من أن يمنعاه من إتمام المهمة، أو يعطلانه، أو حتى يشككانه سواء بالاقتناع أو بالقوة.
• وأيضاً كانت طاعته صابرة غير يائسة، فالله لم يعلن له المكان إلا بعد ثلاثة أيام. فلنتخيل معاً، ما هي الأفكار التي راودته في مسيرته في الطريق الطويل، وما هي الحروب التي شنها عليه إبليس، لكنه لم يفشل ولم ييأس.
• وكانت أيضا طاعته واثقة كل الثقة في الرب "إذ حسب أن الله قادر علي الإقامة من الأموات" (عب 11: 19) وهذا واضح من إجابته علي سؤال إسحق: أين الخروف للمحرقة، فقال إبراهيم: "الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني" (تك22: 7،8؟). كان واثقاً من تدبير الله للذبيحة البديلة.
الإيمان الحي يقول مع بولس: "ماذا تريد يا رب أن أفعل، فيضع الله في المقدمة دائماً قبل الابن المحبوب، قبل الزوجة أو الزوج، قبل الأمهات والآباء، قبل النفس، وقبل أغلى شىء في الحياة، خاضعاً طائعاً في كل شىء.
ثالثا: العبادة الحقيقية:
أول عمل قام به إبراهيم بعد أن لبى دعوة الرب له وبعد أن ترك وطنه وأهله وبيت أبيه، يقول الكتاب: "فبنى هناك مذبحاً للرب ودعا باسم الرب" (تك12: 7، 8). ترك العبادات الوثنية والتزم بعبادة الرب الذي ظهر له، واستمر هكذا يتعبد له. الإيمان الحي يفجر في داخلنا الأشواق المقدسة لعبادة الله وتمجيد اسمه، ويضع شركتنا مع الله فى مقام الأولوية في حياتنا: فنصرخ مع داود قائلين: "يا الله إلهي أنت. إليك أبكر. عطشت إليك نفسي، يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء" (مز63: 1). فهل فينا حقاً الأشواق لعبادة الله ونعطيه الأولوية لوقت العبادة في الاجتماعات والخلوة الشخصية، أم أن العالم والمشغوليات الكثيرة أبعدتنا عن إقامة مذبح الرب في حياتنا؟
الإيمان يضع الله أولاً وفي المقدمة في حياتنا، عندئذ نطيعه أولاً، طاعة فورية كاملة، طاعة واعية، ملتزمة وواثقة، طاعة محتملة وصابرة. وأيضاً نحبه أولاً قبل كل شىء وأكثر من أي شىء أو أي شخص، نحبه من كل القلب والفكر والإرادة، نحبه لا بالكلام بل بالعمل. وكل هذا يدفعنا ويضع في قلوبنا الأشواق لعبادته أولاً والتلذذ بمحضره والتمتع بشخصه. فهل لنا هذا النوع من الإيمان الذي يضع الله أولاً في مقدمة حياتنا، وفي مقدمة أولوياتنا؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://magdy8888.ahlamontada.net
 
الإيمان والأولويات
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ما هو الإيمان
» ما هو الإيمان؟
» ما هو الإيمان؟
» مخاوف عدم الإيمان
» من أين نحصل على الإيمان ؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى برنامج لما يعجز البشر اذاعة صوت الامل الدولية :: الكتاب المقدس Bible :: تأملات روحية spiritual reflections-
انتقل الى: