النكد الزوجي
حين نتحدّث عن النكد في الحياة الزوجية؛ إنما نتحدّث عن أسرةٍ غاب المسيح عنها وانشغلت هذه الأسرة عن الهدف الحقيقي لها - وهو التعاون في السير نحو الأبدية.
ونستطيع أن نقسّم المشكلات - حسب قيمتها، إلى ثلاث مراحل :
-1- مرحلة المتزوجين حديثاً: وقد تستغرق 5 سنوات.
- 2- مرحلة ما بعد الإنجاب الأول.
-3- مرحلة قدامى المتزوجين: بدءاً من السنة السابعة للزواج.
النوع الأول من الخلافات الزوجية للمتزوجين حديثاً:
-1- ليلة الزفاف:
- تأخّر إتمام العلاقة الزوجية.
- اكتشاف الزوج أن زوجته ليست بكراً.
-2- التسلّط:
قد يحدث في الحياة الزوجية أن يتسلّط طرفٌ على الآخر.. من جانب الزوج أو مِن جانب الزوجة. وقد يكون تسلطاً في الرأي أو التدبير أو في المناقشات والحوار. والحياة الزوجية يجب أن تكون في شركة تبادلية واحترام مشترك واستفادة كل طرف من الآخر.
-3- الانسلاخ:
هو انسلاخ كل طرف من الماضي الذي كان يعيش فيه؛ إنه انسلاخٌ من الأنانية وحب الذات إلى محاولة وجهاد لإرضاء الطرف الآخر. وما العلاقة الزوجية إلاّ تدريب على العطاء أكثر من الأخذ.
-4- تسلّط إحدى العائلتين الكبيرتين أو كلاهما:
تقول الكنيسة للزوجة "انسي شعبك وبيت أبيك". وللزوج يقول له الرب "يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته".
ونقول للأسرة الكبيرة اتركوا الأسرة الجديدة تحيا. ونقول للأسرة الصغيرة اسحبا نفسيكما بأدب ورقة من تسلط والديكما ولا تنقلا لهما أسراركما ولا تسمحا لهما بأن يتسلطا عليكما. ولتكن العلاقة علاقة محبة ومودة ومجاملة وتعبير عن المشاعر.
-5- اختلاف الطباع:
قد يكون اختلاف الطباع بين الزوجين سبباً في الخلافات الزوجية والنكد العائلي. ولكن نقول إن الزواج هو قبول الآخر بعيوبه قبل فضائله، والزواج هو جهاد لإرضاء الطرف الآخر. ومع الحب وطول الأناة تختفي الطباع السيئة وتظهر الحسنة.
- 6 -آثار خلافات فترة الخطوبة :
التي حدثت بين الزوج وأسرة زوجته، أو العكس: مثل الضغط على الخطيب لتكليفه وشغله بمطالب كثيرة تركت أثارها إلى ما بعد الزواج. هنا نقول إن رجولة الزوج تجعله يتخلّى عن آثار خلافات فترة الخطوبة ويصفح عن التصرّفات التي لا دخل للزوجة فيها، وأن يبدأ كلٌ منهما حياةً جديدة وفترةً جديدة.
-7- عدم التلاقي الجنسي في الحياة الزوجية:
حسب القاعدة التي رسمها القديس بولس الرسول أن تكون الحياة الزوجية هي المواقف وهي تعني:
-1- ليس للزوج تسلّط على جسده بل للزوجة.
- 2- ليس للزوجة تسلّط على جسدها بل للزوج.
-3- لسبب الزنا ليكن لكل واحد امرأته وليكن لكل امرأة رجلها.
-4- ليكن الزواج مكرماً والمضجع غير نجس (عب 13: 4).
الخلافات الظاهرية بين الزوجين قد يكون سببها الأساسي هو عدم التلاقي الجنسي. وذكاء كل طرف هو الذي يجعله يشعر باحتياج الطرف الآخر فيُسرع لكي يعطيه بفرح.
- 8- الخِلافات المادية:
فالمشكلات الاقتصادية والمادية كثيراً ما تشكّل سبباً حقيقياً للنكد العائلي مثل:
- الزوج المسرف (سجاير ومكيفات)
- الزوجة المسرفة (أدوات الزينة والملابس)
- الصرف على مظاهر غير ضرورية.
- الانفصال المالي وعدم وحدة الصندوق المالي للأسرة.
- الاحتياج المالي بخصوص العلاج والعمليات الجراحية ومصاريف التعليم.
- 9- المعيشة المشتركة:
كثيراً ما يكون سبب النكد هو سكن الأسرة الصغيرة مع أسرة الزوج أو الزوجة. وهنا تفقد الأسرة الصغيرة كيانها وتبدأ الخلافات؛ لذلك نقول إن لم تستطع الأسرة الصغيرة أن تستقل في السكن فلا أقل من أن تستقل في المعيشة حتى يتحقّق الكيان المستقل إلى أن تسمح الظروف بالاستقلال الكامل.
-10- الخلطة الرديئة:
مع العائلات الأخرى سواء كانت عائلية من الزوجين معاً أو خلطة أي طرف زائدة عن الحدود اللائقة.
النوع الثاني: مشكلات ما بعد الإنجاب الأول:
يحدث تغيير شامل في البيت بعد الإنجاب الأول؛ حين يأخذ المولود الأول كل الاهتمام والوقت. ونجد الزوجة تهمل –دون قصد- في حقوق زوجها، ويبدأ الزوج في الشعور بانعدام كيانه، وأن زوجته لا تهتم به والطفل الجديد يأخذ كل عاطفة الأم والاهتمام. وهنا يبدأ الزوج في العصبية والخلاف والشجار واختلاق الأسباب للنكد.
ونقول للزوج: إنها فترة مؤقّتة وسوف تعبر، افرح بهذا المولود الجديد فهو ابنك يجب أن تهتم به مع زوجتك، الأبوة هي اشتراك مع الأمومة في تنشئة الطفل الذي هو عطية الله لكما معاً، شارك زوجتك في البذل لابنكما وساعدها وتعاون معها.
النوع الثالث: مشكلات قدامى المتزوجين:
وهذه الفترة تبدأ من السنة السابعة للزواج حتى العاشرة وقد تمتد بعد ذلك، ومن مظاهر هذا النكد:
- 1- انصراف كل طرف عن الطرف الآخر.
- 2- الشبع النفسي والعاطفي لكل طرف بعيداً عن الطرف الآخر.
- 3- عدم الشبع الجنسي بين الزوجين.
-4- عدم وجود جلسات دافئة حيث الحب والتعبير عن المشاعر.
-5- عدم استثمار المناقشات في تقوية روابط الحب.
- 6- الملل والرتابة وعدم تغير البرنامج اليومي وعدم استغلال الإجازات الأسبوعية أو السنوية في الخروج والفسح.
-7- تذمّر وشكوى كل طرف من الطرف الآخر.
-8- عدم الاحترام المشترك بين الزوجين سواء كان أمام الآخرين أو في علاقتهما مع بعض وعدم احترام المشاعر
فوجود مثل هذه العوامل يولد فتوراً في الحب وانفصالاً في الرباط الداخلي لكلٍ من الزوجين على حِدى، وبالتالي يؤثر سلباً في كيان الأسرة