:u7u:
كتاب: كيف تبنى جسوراً نحو الآخرين؟
بقـلم: د.كليد م.نارامور
عرض: نبيلة توفيق
أن يكون الآخر موضع اهتمامك.. هذا هو الهدف الأساسي من كتابنا هذا، والكتاب لا يتحدث عن نظريات غير قابلة للتطبيق بل يشرح ببساطة وسهولة وواقعية كيف يمكنك أن تعبر إلى الآخر وتكون معه علاقة قوية، بحيث يساعدك أن تعيش الحياة الاجتماعية الصحيحة التي خلقت من أجلها معافى صحياً ونفسياً..
أهمية الجسور الفعالة:
إن الشخص الذي يعرف المسيح كمخلص شخصي يكون مهتما ببناء جسور فعالة مع الآخرين، فهو يعلم أن له حياة أبدية وأنه يوما ما سيكون مع المسيح في السماء ويدرك أيضاً أن أولئك الذين لا يؤمنون بالمسيح سيواجهون الجحيم.. والمشاركة الفعالة للإنجيل مع الآخرين تعتمد بدرجة كبيرة على علاقاتك مع الآخرين وشعورهم بمحبتك ومهارات تعاملك لتعبر بهم إلى شخص الرب..
استغلال نقاط القوة:
توجد كثير من الحسنات في أسوأ شخص فينا والكثير من السيئات في أحسن شخص فينا، لكن المهم أن نستغل نقاط القوة الموجودة في الآخرين لخلق الصداقات، أما تسليط الضوء على نقاط الضعف في الآخرين سيخلق علاقة هشة مع الآخر وأيضا سيفقدك مصداقيتك، لكن تعلم أن تقبل الآخرين بما هم عليه لا بما تريد أن تراه فيهم..
المجاملة:
في بناء جسور مؤثرة مع الآخرين تستطيع أن تعبد الطريق بملاحظة العادات الجيدة وتقديم المجاملات العادية، فمثلا يمكن للزوج أن يتلقى تقديراً جيداً من زوجته إذا قام بأشياء صغيرة ذات قيمة تستحق المجاملة، والراعي سوف يحترم جداً من أعضاء جماعته إذا شجع سلوكهم الجيد، وأيضا مندوب المبيعات سيحقق تقدما عظيما مع عملائه إذا كان حريصا في معاملاته وملاحظاته.. فهذه المجاملات هي زيت الحياة الذي يزود علاقتنا مع الآخرين ويجعلها مرنة وسهلة..
الحساسية للأمزجة:
إن الإحساس بأمزجة الآخرين يعطيك معرفة سريعة بهم، وإدراكهم إنك تعلم بما يشعرون يجعلهم يقبلونك بانفتاح تام.. وستجد أنه من السهل أن تتعامل مع الناس إذا وضعت في الاعتبار أن البشر لا يشعرون دائما بنفس المشاعر يوما بعد يوم، وحين تدرك هذه الحقيقة وتتعامل من خلالها ستكون سبب بركة عظيمة لأولئك المحيطين بك.
الإعجاب والتقدير:
أحد أهم الطرق المؤثرة في بناء جسور نحو الآخرين هو إظهار للتقدير، فمعظم الناس يبدون كأنهم متعبون ومحبطون بعض الشيء.. فجدولهم اليومي مزدحم وغالبا ما يغرقون في دوامة اهتماماتهم العائلية، حينئذ يكون من الطبيعي أن يميل الناس نحو الاستجابة بشدة لأولئك الذين يشجعونهم ويظهرون لهم التقدير..
الشفافية:
الأمانة هي أحد الخصائص التي يراها الناس في الآخرين، إذا كنت مستقيما وشفافا فمن المحتمل أن تحوز على ثقة الآخرين، لا أحد يثق في شخص يشعر أنه غير أمين.. وإذا أردت أن تبني جسورا بينك وبين الآخرين، ستضيء أمانتك خلالها وتجعل الآخرين يقدرونك بالتأكيد كلما كنت أمينا وشفافا وتذكر أنه كان لديك الكثير لتقدمه حين يأتي وقت المساعدة، كلما زاد قبول الآخرين لك..
ما الذي يفعله الله ؟
إن الشخص الذي يعرف المسيح ويسكنه الروح القدس يكون مصدر قوة وتشجيع ليقوم بتغييرات عظيمة في حياة الآخرين، إذ لديه مخزن للقوة غير معروف لأولئك الذين لم يخلصوا، وتعلمنا الكلمة "أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني" (فيليبي13:4).. وإذا أدركت أن جزءاً من شخصيتك يحتاج إلى تحسين تحدث مع الله عنه كل يوم واقرأ كلمته وأطعها حينئذ تصبح هذه الخصائص المرغوبة جزءاً لا يتجزأ من شخصيتك.. فأن إحدى الطرق الأكثر تأثيرا في علاقات مرغوبة مع الآخرين هي أن تضعهم في طلباتك أمام عرش النعمة "طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها" (يعقوب 16:5).
وأخيراً.. إن الله في حكمته خلق الإنسان بكل خصائصه وطاقته.. وإن أعظم شيء يستطيع الإنسان أن يفعله ليحسن وضعه وسلوكه هو أن يضع نفسه تحت تصرف خالقه.. فإذا فعل ذلك سيحمل صورة المسيح نفسه، عندئذ يستطيع أن يبني جسوراً مؤثرة نحو الآخرين.