اعرف عدوك الحقيقي

اعرف عدوك الحقيقي
تأليف: ق.مايكل يوسف
عرض: نبيلة توفيق

هل تتسائلين عمن يكون عدوك الحقيقي؟ ربما تجيبين: ليس لي مجرد عدو واحد, فلدي أعداء كثيرون.. لكن.. لا عزيزتي .. ليس العدو شخصا يضايقك ولا رئيسا متسلط أو جارا يسبب لك كثيرا من المتاعب, أو زميل عمل يحقد عليك.. فالعدو الحقيقي هو إبليس.. ولابد أن نهزمه لأن الانتصار النهائي هو للمسيح.. وهذا وعد إلهي. ومن خلال كتابنا هذا يدعونا الكاتب عبر ثلاث محاور إلى استراتيجية المعركة الروحية التي نعيشها كل يوم..

المحور الأول: اعرف عدوك


إن المؤمن وعلاقاته الهامة تقع في قلب صراع كوني رهيب, فإنما تكون لله أو لإبليس.. فبالرغم من أن الحرب الروحية غير منظورة إلا إنها مثل غيرها من الحروب لها ميادين تدور فيها معاركها.. ولابد أن ندرك إن العدو دائما يلبس قناع التنكر حتى لا يتعرف عليه أحد ولا يمكن مواجهته, وفي اللحظة المناسبة ينقض علينا ويفاجئنا بوجهه القبيح، وهكذا خطوة بخطوة ونفسا بنفس وعلاقة بعلاقة وكنيسة بكنيسة يواصل حربه غير المنظورة..


وهناك حقائق عديدة لابد من إدراكها عن إبليس إذ إنه يؤمن بالاعتراض على السلطة والتشكيك فيها وهذا سبب سقوطه في البداية، كما أنه لا يقف على باب الكنيسة بل يدخل إليها ويقيم فيها قادة مزيفين ومعلمين كذابين. ويعد إبليس أكبر مزيف إذ يخلط دائما الكذب بالحقيقة وهو يتسم بالخداع فلا يهاجم أبدا من الأمام بل ينقض علينا دائما من الظهر, ويسعى دائما لنشر النميمة والشكوى وعدم الغفران كما يسعى لبث التمرد على مبادئ الله بشأن الزواج والأسرة ليدفع الأزواج للتخلي عن مسئولياتهم الروحية في المنزل, ولرفض الزوجات القيادة الروحية لأزواجهن والأبناء طاعة والديهم.. ويسعى أيضا لبث روح الكبرياء والغيرة وتحقير الآخرين وتضخيم الذات حتى ينجح في تحقيق الانقسام بين الجسد الواحد.

المحور الثاني: كيف تحاربك عدوك


إن كان إيمانك بالله وبيسوع إيمانا حقيقيا, فسيصبح إبليس خصما لك سواء أردت أم لم تريدي. لاتستطيعين أن تخفضي رأسك أو تخفيه في الرمال وتتظاهري أنه لا يوجد صراع، لأنك في واقع الأمر في وسط هذا الصراع! إبليس هو خصمك، وقد صنعنا أنا وأنت هذه الخصومة مع إبليس يوم قلنا ليسوع "نعم". ففي اللحظة التي سلمنا فيها حياتنا للمسيح أصبحنا مقاومين لإبليس. فكم هو مهين للأسد أن تفلت من بين أنيابه الفريسة.


لا يوجد أي نوع من الحياد في توجه إبليس من نحوك فعندما تفلتين من يديه يكلف أرواحاً شريرة لتتولى أمرك وتضع استراتيجيات محكمة للعودة بك إليه مرة أخرى كما أنه يفصل بينك وبين أشكال معونة الله ورحمته ونعمته.. وعلينا أن نتذكر أننا نعيش في منطقة نفوذ العدو فهو إله هذا الدهر.. وينصحنا الكاتب بالحذر من النقاش مع العدو وتوخي الحذر والسهر وأيضا الحزم معه. إن كل المؤمنين والقادة المسيحيين على مر العصور كانوا أهدافا له وبؤرا لاهتمامه, فالكتاب المقدس ذكر عددا كبيرا من المؤمنين الذين سقطوا بسبب تجارب العدو فيشوع خسر المعركة بسبب الثقة الزائدة.. وسقط داود بسبب عدم اليقظة, كما سقط بطرس لأنه لم يحسن تقدير عيوبه الشخصية.. أما حنانيا وسفيرة فقد سقطا لأنهما قررا أن يعصيا الله..


المحور الثالث: كيف تهزم عدوك


يقول الكاتب أن هناك سبع خطوات للهجوم المضاد على عدوك الحقيقي، وأول هذه الخطوات أن تتذكري دائما أن الانتصار من حقك, وأيضا ضع حياتك على المذبح "فاخضعوا لله، قاوموا إبليس فيهرب منكم" (يعقوب 4: 7).. الخطوة الثالثة هي أن تغلقي أبواب حياتك بإحكام في وجه العدو، وتستمري في مطاردته باستخدام سلاح الله الكامل الدفاعي والهجومي، كما لا تنسي أن للتسبيح دوراً فعالاً في مطاردة العدو ليسكن الله وسط تسبيحات شعبه، أما الخطوة السادسة فهي الصلاة من أجل الشخص الذي أساء إليك وجرحك..


أما الخطوة الأخيرة فى أن تبدئي بالتفكير في السماء، فعندما تذهبين إلى السماء ستكونين مع منتقديك في شركة كاملة وسيرى كل منا الآخر كما يرانا الله.. ولنتذكر أن السماء ليست فكرة مجردة, إنما هي مكان حقيقي يسكنه أشخاص حقيقيون يعيشون حياة فرح وسلام حقيقي.. إنه المكان الذي سيذهب إليه كل جنود الرب الغالبين, فهناك لنا شركة مستمرة مع الله حيث نستريح من الحرب ونخدم سيدنا وأيضا ستكون لنا معرفة كاملة ونحن في مكان الخدمة والمجد المستمر..


هل أنت مستعدة عزيزتي أن تستميتي في الدفاع عن حياتك الروحية وتشهري سلاحك ضد أي هجوم مفاجئ من العدو؟ أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني.