ختان الاناث بين العلم و الدين و القانون

أو تدرى .. لماذا نتحدث عن ختان الإناث بكل هذا الأسى والألم؟

لأن ختان الإناث هو أحد أهم أسباب تعاسة المرأة في مجتمعاتنا!!

وليس أدل على ذلك من الصور الآتية:

هذه المرأة تبكي حالها فقد فقدت إنسانيتها وأهدرت كرامتها،

وفقدت إشباعها الجنسي.







وهذه الفتاة .. يا له من رعب حقيقي فقد سيقت إلى المذبحة التي يسمونها

ختان !!





وهذه هي الطفلة "بدور" التي ماتت ضحية الجهل والتخلف فبدلاً من أن تحضر

لها أمها هدية النجاح ذهبت بها إلى طبيبة قاتلة حرمتها الحياة وهي تجريلها

عملية الختان!!

هذه الحالات هي فقط على سبيل المثال وليس الحصر.. فقد صدرت عام 2005 إحصائية مفزعة تقر أن حوالي 97% من المصريات بين سن 15 و 49 عاماً أُجريت لهن تلك العمليات.

ولكن قبل أن نسترسل في الموضوع .. ما هو ختان الإناث؟ وكيف يتم؟

وللإجابة عن هذه السؤال لابد من أن نعرض صورة توضح الشكل الخارجي الجنسية

للجهاز التناسلي للأنثى:

فهناك عضو من الأعضاء الجنسية الخارجية للمرأة يسمى البظر، وهو عضو صغير يقابل القضيب عند الرجل. هذا العضو له حساسية كبيرة، وهو مصدر أساسي للشعور باللذة الجنسية لديها التي تتركز في البظر والمهبل.

والختان بالنسبة للبنات هو بتر هذا العضو في سن 8 ـ 12 سنة ، وهي عادة منتشرة في بلدان أفريقيا والشرق. ويمكن أن نصف هذه العملية بأنها وحشية، إذ عن طريقها تُحرم المرأة من حق طبيعي لها، نتيجة لتقاليد وعادات وخرافات. وعلينا محاربة هذه العادة بقدر الإمكان، لأنها ضد حقوق المرأة، ولأنها تقليد لا أساس له من الناحية العلمية، فأن كتب الطب تطلق على الختان اسم ( البتر التناسلي للإناث female genital mutilation ) ويُذكر في المراجع العلمية في باب الجرائم الطبية وليس العلم!!

وسبق أن حظرت الحكومة المصرية الختان منذ أكثر من عشر سنوات مع منح استثناء للأطباء الذين يستطيعون إجراءه في "حالة المرض". وقد أقر مجلس الشعب المصري في جلسته المنعقدة يوم السبت الموافق 7 من مايو 2008 الماضي قانوناً يجرم ختان الإناث إلا في " حالة الضرورة". وأقر القانون أيضاً أن إجراء الختان أصبح يعاقب عليه بالسجن لمدة تتراوح بين ثلاثة أشهر وعامين وغرامة قد تصل من ألف إلى خمسة آلاف جنيه.

وغم أن عملية الختان صارت ممنوعة في مصر قانوناً وشرعياً، إلا أنها مازالت تُمارَس للأسف الشديد. غير أن السفيرة مشيرة خطاب رئيسة المجلس القومي للمرأة قد صرحت لجريدة " المصري اليوم" الصادرة الأحد 27 / 8 / 2008 الماضي بأنها متفائلة فنسبة الممارسة لختان الإناث تقل جداً، وتقول: " أنها ظاهرة في سبيلها إلى الزوال.. والقانون لن يمنع العادة في لحظتها. "

ويرجع السبب في انتشار هذه الظاهرة إلى الخوف من انحراف البنت قبل الزواج، وفي هذا الصدد تؤكد السفيرة مشيرة خطاب في حديثها السابق رفضها لهذه النظرة المتدنية للأنثى وتقول: " يجب التوقف عن النظرة التي توحي وكأن السيدات كلهن واقفات منتظرات الانحراف عند أي إشارة، دون النظر إلى أن البنات يتم تربيتهن على الفضيلة والكرامة."

كما يرجع السبب أيضاً إلى رغبة الرجل الشرقي في السيطرة على زوجته سيطرة كاملة فيجعلها آلة بين يديه وألعوبة لشهوته، يستخدمها حين يريد، ولا يهمه كثيراً أن تشعر أو تريد شيئاً.

وبالطبع فأن هذه النظرة للمرأة من قبل الرجل الشرقي هي نظرة غير مسيحية وغير كتابية لأن كلمة الله كما سجلتها عصمة الوحي على يد بولس الرسول تقول: " أن الرجل ليس من دون المرأة، ولا المرأة من دون الرجل في الرب" ( الرسالة الأولى لأهل كورنثوس 11 : 11 ).

ما هو رأي الكتاب المقدس في موضوع الختان؟

عندما نقرأ الكتاب المقدس بعهديه فسوف نجد :

لا توجد ولا حالة واحدة لختان الإناث في كل الكتاب المقدس بعهديه!!
في العهد القديم يقتصر الختان على الذكور فقط . . وقد كان ذلك علامة عهد بين الله من ناحية وبين إبراهيم ونسله من بعده من ناحية أخرى. وقد كانت هذه العلامة مميَّزة لشعب الله عن باقي الشعوب الوثنية (ارجع إلى سفر التكوين الإصحاح السابع عشر، وسفر يشوع الإصحاح الخامس).
أما في العهد الجديد، فلم تأت أية وصية بشان ختان الذكور، بل على العكس رفض العهد الجديد أن يكون ذلك ثقلاً على الأمميين ( أي الشعوب التي قبلت الإيمان بالمسيح من غير اليهود)
نقرأ في سفر أعمال الرسل عندما أراد اليهود أن يختتن الأمميين، أرسل الرسل والمشايخ للأمم قائلين " قد سمعنا أن أناساً خارجين من عندنا أزعجوكم بأقوال مقلبين أنفسكم وقائلين أن تختنوا وتحفظوا الناموس الذين نحن لم نأمرهم" ( أعمال الرسل 15 : 24) ثم يعقب بعد ذلك قائلاً " لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلاً .. " ( أعمال الرسل 15: 28)
فالروح القدس يرفض أن يضع ثقلاً بختان الذكور، ولم يقر إطلاقاً ختان الإناث. وتقول مرثا بشارة في كتابها " مشكلات البنات" : " كيف نقر الختان لمجرد أننا نعيش في مجتمع يقر الخطأ وكأنه الصواب؟".