كتاب: الصلاة والشخصية
بقلم: روث فوك
الناشر: دار الثقافة
عرض: نبيلة توفيق
لا شك أن كل منا يريد الحفاظ على عادة الصلاة المنتظمة والقراءة الكتابية، لكن عندما يفشل في المداومة على الصلاة والقراءة، فإنه يستخدم أساليبا وخططا مقترحة أو يجدها في الكتب التي تعلم عن الصلاة، إلا أن عدم النجاح قد يتكرر مرة أخرى، لأن أسلوب الصلاة ينبغي أن يناسب شخصية كل فرد، وهذا ما سوف ندركه من خلال عرضنا لفصول كتابنا:
الفصل الأول: الصلاة الانبساطية والصلاة الانطوائية
تتسم تصرفات الأفراد غالباً في التعامل مع الآخرين بأسلوبين، البعض له شخصية انطوائية، تميل نحو التركيز على عالمها الداخلي، وهي تفضل الصلاة في مكان هادئ وتحتاج إلى تشجيع وتدريب للصلاة مع الآخرين. بينما نجد البعض مدفوعين للنشاط والتفاعل مع الآخرين، وتعرف شخصيتهم بالمنبسطة، ويميل أمثال هؤلاء إلى تفضيل الصلاة بصوت مرتفع، والاشتراك مع الآخرين.
الفصل الثاني: الصلاة المركزة
يوجد أشخاص لا يعيشون في رؤى وأحلام، لكنهم يستخدمون حواسهم الخمس في معرفة ما يدور حولهم، وتكون حواسهم بمثابة وسيط لعلاقتهم مع الله، فيعرفون الله بسهولة شديدة من خلال خليقته، يرونه في شروق الشمس وملمس الصخور وزقزقة الطيور، وهذه كلها توقظ أرواحهم نحو الله. ويخص (مزمور 92: 4- 5) هذا الاتجاه ومنهم من يفضل الصلاة الجهارية ويرفعون أذرعهم ويبسطون كفوف أيديهم تعبيراً عن انتظارهم للرب لأن هذا الأسلوب يربط بين حواسهم وأجسامهم بالكامل.
الفصل الثالث: الصلاة التأملية
يميل الكثير من الأشخاص إلى رؤية العالم بعيون خيالهم لا بالواقع، وهؤلاء لديهم القدرة على النظرة الشاملة للأحداث. وقد استخدم الرب يسوع الجانب الحسي، عندما تحدث بالأمثال واستعان بالتشبيهات لتمكين سامعيه من فهم ما يريد أن يقوله. ويميل هؤلاء إلى تقدير قيمة الصمت والسكون في محضر الله. وعندما يشعر الشخص الحسي بفقدان التركيز مع الله، فإنه يتمكن من إنعاش حياته الروحية بوسائل بسيطة للغاية.
الفصل الرابع: المحبة العقلية
نحن الآن بصدد نوعية من الأشخاص يفضلون استخدام العقل كمحور لحياتهم. وهم يتعاملون مع الصلاة بنفس المبادئ التي تحكم تعاملهم مع كل شيء آخر في حياتهم، فهم يفهمون الله بأذهانهم، ويرون أن دراسة الكتاب واللاهوت جزء لا يتجزأ من صلاتهم. وتفيض صلوات المفكرين بالعديد من التساؤلات، والصراع مع الله بشأن المبادئ التي تحكم الكون، وكثيراً ما ينفذ صبرهم مع تكرار العبادة التقليدية، ولا يحتملون الاستماع إلى فريق الترنيم لعدة مرات وقد يفضلون الترانيم الجماعية. وهؤلاء يحتاجون إلى إدماج القلب في الصلاة مثل العقل تماماً والتعبير بشجاعة عن المشاعر الداخلية.
الفصل الخامس: المحبة القلبية
يرى كثير من الأشخاص أن أبرز ما في الصلاة هو المحبة القلبية لله. وفي علاقة تمتاز بالمشاعر القلبية العميقة تجاه الله وتمتاز صلاتهم بأنها تلقائية وعفوية وتفيض بالعواطف وتحركها وتدعمها المشاعر والأحاسيس. لا يعني ذلك أنهم يتجاهلون مظاهر الصلاة العقلية ولكنهم يتخذونها مدخلاً وإعداداً للصلاة القلبية الخاصة بهم. وعندما يفكرون في الصفات الإلهية تكون استجابتهم سريعة وتلقائية لتلك الصفات.. إلا أن هذه الشخصية يسيطر عليها الإحساس بأنهم لم يصلوا كما ينبغي إلا إذا انفعلت مشاعرهم بطريقة أو بأخرى.
الفصل الأخير: أساليب الحياة المتنوعة
تؤثر الصفات الشخصية وملامحها على نمو الحياة الروحية. ولذلك فإن أسلوب الصلاة وشكل العبادة والالتزام بقراءة الكتاب المقدس، يختلف من فرد إلى آخر. ولنتذكر أن الاستماع إلى الله والحديث معه والتواجد في محضره هي بالفعل أنشطة ينبغي أن نشتاق إليها ونستمتع بها. وذلك لن يتم إلا إذا كنا على سجيتنا دون اصطناع أو تكلف.
"تحت ظله اشتهيت أن أجلس.. أدخلني إلى بيت الخمر وعلمه فوقي محبة".